غادر الشيخ محمد الماز مدينته حلب في مطلع الأسبوع الجاري، بعدما "خذله العالم"، كما كان يردد في خطبه المصورة التي تداولها الملايين خلال السنتين الماضيتين.

إيلاف من واشنطن: الماز، وهو في السبعينات من عمره، يتولى إدارة أوقاف حلب، وبرز من خلال قصائده التي كان يلقيها في المواقع التي تتعرّض إلى القصف في حلب، وكان من أبرزها تلك التي قال فيها "إننا هنا باقون، فقد بعنا أروحنا لله وما بخلنا، وخضنا بحار الموت وما وجلنا.. فقولوا للعالم أجمع أننا لغير الله لن نركع".

أمل بالعودة
لم يكل هذا الشيخ منذ عامين من شحذ همم مقاتلي قوات بشار الأسد والميليشيات الداعمة لها، بل واجه تلك الدعايات التي تقول إن حلب الشرقية لا يوجد فيها سوى إرهابيين، وإن قصف النظام والطيران الروسي لا يستهدف المدنيين، وظهر في مايو الماضي مع طفلتين فقدتا أفراد عائلاتهما نتيجة القصف الذي استهدف المدينة، للرد على ما اعتبر سخرية من قبل الممثل المصري أحمد آدم بمأساة المدينة.

شيخ حلب... رحيل موقت وتصميم على العودة

ونقل نشطاء سوريون رسالة إلى الماز، الذي كان الوجه الأبرز في حلب، قال فيها: "هاجرنا إلى ريف إدلب.. والأيام دول، وسنعود &إلى حلب محررين".&

نقل المعركة
الأكيد أن خطب الماز، الذي لا يعرف غالبية من استمعوا إلى خطبه اسمه، واكتفوا بوصفه بشيخ حلب، لم تنفع في حشد الفصائل المتصارعة لمنع سقوط مدينته.

وليس من المعروف إذا ما كان الشيخ السبعيني سيخرج مرة أخرى بقصائد حماسية، ليس احتفالًا بتحرير مدينته حلب، بل لشحذ الهمم لمنع إسقاط محافظة إدلب التي لجأ إليها، وهي المحافظة التي فشلت فصائل المعارضة المسلحة في إدارة شؤونها اليومية منذ سيطرتها عليها قبل نحو ثلاثة أعوام، ويشاع أن الروس ومعهم نظام الأسد والميليشيات الداعمة له يخططون للزحف إليها قريبًا، كما يقول معارضون لنظام الأسد.