عادت بلدة مضايا السورية إلى الواجهة من جديد، لا سيما في ظل الحديث عن نفاذ المؤن والشروع في موجة جديدة من الجوع والحصار، فيما أشارت بعض المنظمات الحقوقية إلى وجود عشرات القرى التي تعاني حصارًا خانقًا، مؤكدة بأن الأمم المتحدة تسعى لتقليل عدد السوريين الذين يعانون من الحصار.
&
إعداد عبد الإله مجيد: تواجه بلدة مضايا السورية في ريف دمشق مجددا خطر المجاعة لأن المؤن الضئيلة التي سمح بها نظام بشار الأسد بدخولها الشهر الماضي اخذت تنفد، بحسب ما حذر مواطنون من سكان البلدة، هذا في وقت اتُهمت الأمم المتحدة بتقليل عدد السوريين الذين يعانون من الحصار في انحاء البلاد. &
&
وقالت مبادرة "سيج ووتش" (مراقبة الحصار) الانسانية ان أكثر من مليون سوري يعيشون في بلدات وقرى محاصرة، وهو رقم يزيد مرتين على العدد المسجل في بيانات الامم المتحدة. وان هذا العدد يمكن ان يرتفع بحدة إذا قطعت قوات النظام آخر شرايين الحياة عن مدينة حلب. &
&
وكانت الأمم المتحدة اعلنت في نشرة طارئة عن الوضع ان نحو 300 الف سوري ما زالوا في المدينة سيبقون بلا امدادات انسانية إذا قطع النظام السوري وحلفاؤه الطريق الوحيد المتبقي للخروج من المدينة.&
&
ولكن منظمة انسانية كبيرة تعمل في المنطقة قالت ان الخطر يهدد عددا أكبر بكثير من ذلك ، يبلغ نحو 400 الف شخص.&
&
نفاذ المؤن
&
وكان اسلوب النظام السوري في "التجويع أو الاستسلام" تبدى بكل بشاعته في صور وافلام فيديو ظهر فيها اطفال لم يبق منهم إلا الجلد والعظم في بلدة مضايا، حيث يُقدر ان عشرات قضوا جوعا قبل ان يسمح النظام بدخول بعض المؤن الى البلدة. &
&
وأكد مواطنون من داخل مضايا ان هذه الامدادات المحدودة نفدت تقريبا الآن. &وقال معلم وناشط في مضايا كان من اوائل الذين لفتوا انظار العالم الى تجويع النظام لهذه البلدة السياحية سابقا انه بدأ يأكل العشب للاقتصاد بالمساعدات كي تبقى فترة اطول. &
&
ونقلت صحيفة الغارديان عن الناشط الشاب قوله "ان بعض العائلات استهلكت بالفعل ما لديها وفي غضون 10 أيام لن يبقى لدى غالبيتنا شيء نأكله".&
&
وبعد ان وصلت شحنة كانون الثاني (يناير) الماضي من المؤن متأخرة على المواطنين الأشد ضعفا وماتوا قبل توزيعها تواجه مضايا الآن مزيدا من الوفيات بسبب التجويع. &فالبلدة مطوقة بحقول الالغام والقناصة الذين تردد انهم قتلوا العديد من سكانها خلال محاولتهم الفرار باختراق الحصار. &
&
وقال المعلم &الشاب الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفا على أهله الذين يعيشون في مناطق تحت سيطرة النظام "ان 16 رجلا وامرأة واربعة اطفال لاقوا حتفهم منذ ان دخلت المساعدات مضايا". &
&
وحذرت مبادرة "سيج ووتش" من ان معاناة مضايا تتكرر في مناطق أخرى متهمة الأمم المتحدة بعد تسجيل أكثر من نصف حالات الحصار واشارت الى مضايا بوصفها احد الحصارات المنسية.&
&
الوضع سيء للغاية
&
وقالت مبادرة سيج ووتش التي اطلقتها منظمة باكس الهولندية الانسانية "ان حجم ازمة المناطق المحاصرة في سوريا أسوأ بكثير مما اعترفت به الأمم المتحدة".&
&
وتبين الأرقام التي جمعتها المبادرة ان اكثر من مليون سوري يعيشون تحت الحصار مؤكدة ان التجويع المتعمد جريمة حرب.&
&
ولم تكن مضايا مدرجة ضمن المناطق المحاصرة في تقرير الأمم المتحدة عن الوضع في سوريا اواخر العام الماضي رغم ان مسؤولي المنظمة الدولية كانوا يعرفون بمعاناة اهلها منذ اشهر. &
&
كما ان معضمية الشام في ريف دمشق حيث يُقدر ان النظام يحاصر 44 الف شخص هي الأخرى لم تظهر في تقرير الأمم المتحدة الصادر في كانون الأول (ديسمبر) الماضي في حين ان اللجنة الدولية للصليب الأحمر أدرجت البلدة ضمن المناطق المحاصرة ونقلت مساعدات الى آلاف خلال الايام الماضية ، كما افادت وكالة رويترز.&
&
واعترف نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون متحدثا على هامش قمة دبي للحكومات بأن عدم تحقيق تقدم في رفع الحصارات أسهم في تعليق محادثات جنيف. &وقال الياسون لصحيفة الغارديان "هناك تجويع وحصارات... ويتعذر علينا الوصول الى نحو 400 الف شخص ومن الضروري ان يكون لدينا تحرك على هذه المناطق في وقت قريب جدا".&
&
واضاف المسؤول الدولي انه كان يتوقع ان ينخفض مستوى العنف حين تبدأ المحادثات ولكن "في هذه الحالة حدث تصعيد وهذا من اسباب تعليقنا المحادثات".&
&
وتزامنت المحادثات مع حملة جوية مكثفة تشنها روسيا لدعم نظام الأسد. &وقال الياسون انه اقترح رفع الحصار كإجراء لبناء الثقة قبل المحادثات ولكنه لم يحقق إلا "تقدما محدودا". &
&
ورفض الياسون الاتهامات القائلة بأن الأمم المتحدة لا تفعل ما يكفي لانهاء الحصارات في سوريا وقال "نحن نفعل كل شيء والمبعوث الدولي الخاص ستيفان دي ميستورا &يعمل نهارا وليلا". &&

&