أكد وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار ونظيره السعودي عادل الجبير، اليوم الاربعاء، بالرباط، أن حل الأزمة السورية يبقى رهنًا بتمكين الشعب السوري من قيادة مرحلة الانتقال السياسي.

الرباط: &قال مزوار، في مؤتمر صحافي مشترك، عقب مباحثات أجراها مع الجبير، إن البلدين يعتبران أن حل الأزمة في سورية "يبقى رهنًا بتمكين الشعب السوري من قيادة مرحلة الانتقال السياسي، بالحفاظ على مؤسسات الدولة وبالعمل على إيقاف دوامة العنف والإرهاب والتشرد والوضع اللاإنساني الذي يعيشه الشعب السوري الشقيق".&
&
من جهته، قال وزير الخارجية السعودي إن بلاده ملتزمة بتقديم كل ما بوسعها للأشقاء في سوريا لإيجاد مخرج لهذه الأزمة وبناء مستقبل جديد لهذا البلد "لا يشمل بشار الأسد بأي شكل من الأشكال"، مشددًا على "أننا كلنا حريصون على أن نحافظ على المؤسسات في سوريا وعلى وقف القتال فيها".
&
وأشار إلى أنه "بالطبع ستكون هناك خطة (باء) في حال فشل العملية السياسية في سوريا، ولكن لا يمكن الحديث عن هذه الخطة الآن أو عن تفاصيلها".
&
وأضاف، من جهة أخرى، أن بلاده أعربت عن استعدادها، في حال قيام التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" بإنزال قوات برية في سوريا لمواجهة التنظيم الإرهابي، للمشاركة بقوات خاصة، و"سيتم بحث التفاصيل بين المختصين في الدول المعنية لتحديد طبيعة المشاركة".
&
وبخصوص الوضع في اليمن، قال &مزوار إن الجانبين أكدا على أن "عاصفة الحزم" أتت دفاعًا عن الشرعية في هذا البلد العربي العريق ولإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوعه، كما أكدا على أهمية الحل السياسي وفق المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل ومؤتمر الرياض والتنفيذ غير المشروط لقرار مجلس الأمن رقم 2216.
&
وبشأن القضية الفلسطينية، قال مزوار إنها كانت أيضا من ضمن القضايا العربية والإسلامية الدولية والإقليمية التي تناولتها المباحثات، مبرزًا أنه في إطار التحركات المشتركة للبلدين سواء على مستوى الجامعة العربية أو على مستوى منظمة التعاون الإسلامي، وكذا على مستويات أخرى، يتم العمل على السير باتجاه الدفع بوقف الممارسات التي تمس الشعب الفلسطيني والعودة إلى المفاوضات في إطار معقول، يكون الهدف منها إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
&
وبخصوص التطورات الأمنية والسياسية في العراق، أكد وزير الخارجية السعودي أن "كل عربي وكل مسلم حريص على العراق وعلى وحدته وأمنه وسيادته"، مشددًا على أن "هناك حرصًا كبيرًا على أن لا تكون هناك هيمنة على العراق من قبل أي قوة خارجية".
&
على صعيد آخر، جدد وزير خارجية المغرب التأكيد على تضامن بلاده الكامل والمطلق مع المملكة العربية السعودية في سعيها لصد أي تدخل في شؤونها الداخلية، ولدرء أي سوء قد يطال ارضها أو يمس، من قريب أو بعيد، الحرمين الشريفين أو يهدد السلم والأمن في المملكة العربية السعودية وفي منطقة الخليج.
&
واشار مزوار الى رفض المغرب والسعودية "للتطرف والإرهاب، بجميع صوره وأشكاله أيًا كانت مبرراته ودوافعه ووسائله"، مشيرًا الى انه ونظيره السعودي &وقفا على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة هذه الآفة الهدامة واجتثاثها والقضاء على مسبباتها، وفق مقاربة شمولية ومندمجة، في بعدها الأمني والفكري والتنموي، كما ادانا كل الأفعال والأنشطة التي تسيء الى الاسلام، دين التسامح والوسطية والاعتدال، ورموزه وشرائعه ،وكل الإساءات التي تطال الديانات السماوية.
&
وقال مزوار إن مباحثاته مع مزوار مرت في جو من التفاهم والتضامن المتبادل، تم &خلالها استحضار توجيهات الملك محمد السادس وخادم الحرمين الشريفين الرامية إلى توثيق علاقات الأخوة والتعاون القائمة بين البلدين، وتكريس طابعها النموذجي المتميز وبعدها الاستراتيجي.&
&
واعلن مزوار أنه جرى الاتفاق مع الجبير على جعل الدورة الـ13 للجنة المشتركة المغربية - السعودية التي ستعقد &في مايو/ ايار المقبل بالمغرب، وقال إنها ستكون فرصة لإعطاء ديناميكية متجددة للعلاقات بين البلدين، من خلال تحديد القطاعات التي أضحت، تبعًا لتطور الاحتياجات، تكتسي أولوية بالنسبة للبلدين، وقادرة على جلب منافع متبادلة بما في ذلك احداث شراكات اقتصادية وتجارية جديدة، ومواكبة المشاريع التنموية الكبرى، على الصعيدين الوطني والمحلي، خصوصًا دعم النموذج التنموي بالأقاليم الصحراوية بالمغرب، اضافة الى تشجيع دور ومساهمة الفاعلين الاقتصاديين في هذه الشراكات.
&
تجدر الاشارة الى أن وزيري داخلية ومالية المغرب محمد حصاد ومحمد بوسعيد، زارا الرياض قبيل 48 ساعة من زيارة الجبير للرباط &واستقبلا من طرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.&
&
واعلن &مزوار ايضًا انه جرى الاتفاق مع الجبير على وضع ترتيبات لتعزيز التشاور والتنسيق بين وزارتي خارجية البلدين سواء على المستوى المركزي أو على مستوى البعثات الدبلوماسية في الخارج، خدمة للقضايا ذات الاهتمام المشترك.&
&