هدّد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله منشآت إسرائيل النووية، معلنًا أنها على مرمى من صواريخ حزب الله، هذا التهديد يراه البعض نتيجة لتدهور "بروباغندا" حزب الله على المستوى العربي.
 
بيروت: في مقابلته الأخيرة على إحدى القنوات التلفزيونية العربية، أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن منشآت إسرائيل النووية في مرمى صواريخ حزب الله، محذرًا إسرائيل من أي حرب قد تشنها على لبنان. 
 
تعليقًا على حديثه، يرى النائب السابق مصطفى علوش (المستقبل) في تصريح لـ"إيلاف"، أن نصرالله يعيد فتح دفاتره العتيقة، أي دفتر إسرائيل، منذ أكثر من سنتين هو يقيم حربًا لا علاقة لها بإسرائيل، بل بالعكس تستفيد منها، وتذكر نصرالله اليوم أن إسرائيل موجودة، وهو بذلك يُذكر اللبنانيين أن له دورًا أيضًا، وإذا كانت المنشآت الإسرائيلية النووية بمتناول يد نصرالله، ويستطيع القضاء عليها، فهذا يعني أنه يستطيع القضاء على إسرائيل، ويعتقد علوش أنه من الخيانة العقائدية والأخلاقية أن نصرالله حتى الساعة لم يقم باستهداف تلك المنشآت قبل أن تعتدي إسرائيل عليه.
 
الهجوم للدفاع
ولدى سؤاله هل يعتمد نصرالله في خطاباته ومقابلاته سياسة الهجوم للدفاع عن النفس؟، يؤكد علوش أن نصرالله يعتمد هذا الأسلوب منذ القدم، ولم يتوقف يومًا عنه، واليوم وضعه أسوأ مع تدهور أوضاع حزب الله "البروباغندية" (الدعائية) على المستوى العربي، وهو اليوم يحاول التذكير بموضوع إسرائيل من جديد، لكن هذه التجارة تبقى فاشلة وخاطئة.
 
الخروج من سوريا
هل يمكن اعتبار مقابلته وخطابه مقدمة في مهاجمة إسرائيل للتحجج بعدها بالخروج من سوريا بهدف محاربة إسرائيل؟. يلفت علوش إلى أن نصرالله ينتظر صفقة ما، وإدارة تلك الصفقة بيد إيران وليست بيده، وخروج حزب الله من سوريا سيأتي ضمن صفقة تحدّدها إيران، ومن ضمنها لبنان والعراق وسوريا.
 
ويؤكد علوش أن حزب الله قد يخرج من سوريا في حال إيران كسبت في مكان آخر، أو شعرت بكسب معين، وحزب الله يبقى جزءًا من أوراق إيران الإقليمية، وستتم المساومة عليه من ضمن صفقة.
 
ويؤكد علوش على عدم وجود أي تداعيات لمقابلة نصرالله على لبنان في الوقت الحالي، لكن لو حصل التأكيد عليه سيدمر لبنان من جديد، وهو أمر اعتاد عليه نصرالله، لكن عمليًا يرى علوش أن نصرالله غير جاد بحديثه، وإسرائيل لا تأخذ هذه التهديدات على محمل من الجد، وإذا كان نصرالله يشكل خطرًا وجوديًا على إسرائيل، فمن واجبه الأخلاقي والعقائدي أن يبادر إلى الهجوم، ولا ينتظر مبادرة إسرائيل.
 
قرار السلم والحرب
مع إصرار حزب الله على أن قرار السلم والحرب لا يزال بيده، يشير علوش إلى أن حكومة لبنان في الوقت الحالي تشكل هيكلاً، لكن يبقى فارغًا، وتبقى حكومة لا سلطة لها، ولا قدرة على اتخاذ القرارات، ودستور لبنان معلق عمليًا، لذلك حكومة لبنان باقية كشكل من أشكال الشرعية في البلد، لكن لا تتعدى سلطتها في الشكل. أما في المضمون فهي غير موجودة.
 
تبرير
بدوره، يرى النائب طوني أبو خاطر (القوات اللبنانية) في حديثه لـ"إيلاف"، أن نصرالله لم يتحدث عن الأمور اللبنانية الداخليّة بإسهاب لأسباب عدة، منها انه أفرد معظم الحديث الذي تناوله حول إسرائيل ومنشآتها النووية بصورة خاصة، اذ شعر بإحراج امام الرأي العام اللبناني، وجزء كبير من الشريحة الشيعية، والتي يعتبرها من المؤيدة له، شعر بتململ لديها بما يحصل من تدخله في سوريا، فقام بتلك المداخلة لتبرير تدخله لا أكثر ولا أقل.
 
ويضيف أبو خاطر: "الهدف الأساس لمقابلته هو القيام بتبرير لطائفته الشيعية تدخله في سوريا، فقام بالتوجه إلى مكان آخر، أي هدد منشآت إسرائيل النووية، ولم يعطِ حيزًا كبيرًا للأمور الداخلية اللبنانية إلا في آخر حديثه".