فيما ألغى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مؤتمرًا صحافيًا مقررًا عند بوابات المنطقة الخضراء وسط بغداد، اثر الاعلان عن قتل انتحاريين كانا يستهدفان المعتصمين فيها، فقد حذر مسؤولان من دخول العراق مرحلة انقلابات وتقسيم واقتتال داخلي طائفي.


قال القيادي في المجلس الاسلامي الاعلى وزير النفط المستقيل عادل عبد المهدي، إن البلاد الآن على عتبة "الانقلابات والثوريات والفوضى" .. واضاف في بيان صحافي اطلعت "إيلاف" على نصه الاحد، أن مسؤولاً رفيع المستوى ابلغه إنه التقى احد كبار المسؤولين المعنيين بشأن التغييرات الوزارية وسأله ماذا انتم فاعلون؟ فأجابه المسؤول المعني بأن الرأي الذي تقرر مؤخراً هو الذهاب الى التغيير الشامل.. فأجابه بأن ذلك سيتطلب استقالة الحكومة بمجملها وموافقة مجلس النواب. واوضح أن المسؤول المعني رد عليه بالقول "نعم المشكلة هي في مجلس النواب.. وهناك تفكير بحل مجلس النواب".
&
وأشارعبد المهدي قائلاً "كنت قد سمعت مثل هذا الكلام من مصادر أخرى لكن أن اسمعه على هذا المستوى المباشر والرفيع شيء آخر .. فما العمل؟ هل انقل الأمر لرئيس مجلس الوزراء فيكفي ذلك للقيام بواجبي وإبراء ذمتي من المسؤولية، ومن اليمين الدستوري الذي أديته؟ أم اذهب الى (التحالف الوطني الشيعي) أم بقية القوى السياسية لأعلن ماذا يجري في الكواليس من أفكار خطرة فتتفجر نقاشات لها أول وليس لها آخر؟ أم أنقل الأمر للتيار الذي اعمل معه، فيقال إن المسألة لا تتعدى صراعات حزبية؟ فلم أجد جهة أسرع وأكثر أمانًا من الرأي العام".
&
واضاف أن "البعض يتحجج بأن الدستور فيه ثغرات أو أن القوى السياسية تعرقل الإصلاحات أو أن مجلس النواب هو عثرة في الطريق وهذا كلام يرد بنفسه على نفسه، فالكل من رئيس الجمهورية الى النواب وأعضاء مجالس المحافظات والحكومات المحلية والدرجات الخاصة والهيئات والسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية نتاج هذا الدستور" .. مشددًا على أنه "لا حل لهذه الأزمة أو غيرها سوى التمسك بالشرعية والدستور وسياقاته".
&
وحذر عبد المهدي من وضع البلاد على عتبة الانقلابات والثوريات والفردنة والفوضى التي كلفت البلاد أكثر بكثير مما يكلفه الصبر والعودة الى الشرعية والسياقات الدستورية والعمل المؤسساتي.
&
ومن جهته، حذر رئيس ائتلاف دولة القانون احد اكبر مكونات التحالف الشيعي نوري المالكي من اشعال الفتنة والاقتتال الداخلي بين ابناء المكون الواحد في اشارة الى الشيعة.
&
وقال المالكي في كلمة له في فعالية خاصة بالحشد الشعبي، أقامتها في مدينة النجف عشائر بني مالك امس، "لقد اخترق الأغراب نسيجنا في السابق عندما تحركت أطماع الحاقدين من دمشق الى بغداد وبدأت حركة الاعتصامات في الرمادي واعتقدوا أنهم وجدوا بساطًا من حرير لكن بدعم المرجعية والعشائر أوقفنا من يريد إسقاط بغداد والنجف".. واعتبر ان تلك الاعتصامات كانت خدعة انطلت على الكثير ولكن ليس كل من دخلها كان وربما كان فيها من يريد مطالب مشروعة.
&
وأضاف "اليوم وعندما نتحدث عن الإصلاح فعلينا ان نتحرك بعيدًا عن جعجعة السلاح وعن مصادرة الآخر والدستور حتى نحقق الإصلاح" .. مؤكدًا بالقول إن "من أولويات محاربة الفساد هو ابعاد المفدسين عن المؤسسات التي تكافح الفساد".
&
وحذر المالكي من أن "مرحلة ما بعد داعش ستفتح علينا نار التقسيم عبر بوابات ما يسمونه الفدرالية والأقاليم، والتي ستوقع حربًا طائفية على اهل العراق ولكن الاستعداد عند العشائر والوعي في المناطق الغربية سيدحض هذا المشروع".
&
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال امس خلال مؤتمر صحافي في بغداد مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، انه سيستكمل الاسبوع الحالي مشاوراته مع الكتل السياسية للاتفاق على الصيغة النهائية لهذا التغيير، وعلى الاجراءات الاخرى لمكافحة الفساد.&
&
فقد أجل العبادي تقديم التشكيلة الجديدة الى مجلس النواب بانتظار مرشحي التحالف الكردستاني، الا أن الأخير يقول انه لن يقدم أي بديل عن الوزراء الحاليين ما لم تتم معرفة الاسباب التي سيغيرون من اجلها .. فيما لوح ائتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي امس بسحب الثقة من العبادي بسبب "ضعفه في اتخاذ القرارات" وتحقيق الاصلاح، مؤكداً أن القوى السنية ستجتمع اليوم الأحد لتحديد موقفها من التطورات السياسية والتغيير المرتقب.
&
انتحاريان يلغيان مؤتمرًا صحافيًا للصدر عند الخضراء
&
ومن جهته، فقد الغى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مؤتمرًا صحافيًا كان مقررًا أن يعقده عند بوابات المنطقة الخضراء المحمية وسط بغداد، اثر توارد تقارير امنية عن استهداف انتحاريين للمعتصمين، وذلك بعد زيارته للمعتصمين هناك والمطالبين باصلاحات حقيقية، واعلان حكومة تكنوقراط طال انتظارها.
&
وزار الصدر الليلة الماضية خيم الاعتصامات المقامة امام بوابات المنطقة الخضراء، وذلك فور وصوله الى بغداد قادمًا من مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) مقر أقامته، حيث حيا المعتصمين ودعاهم الى الثبات لحين تحقيق جميع الاصلاحات والقضاء على الفاسدين، في وقت انتشرت القوات الامنية بشكل مكثف خلال ذلك في المناطق المحيطة بالخضراء وقطعت جسر الجمهورية المؤدي اليها. & &
&
وكان مقررًا أن يعقد الصدر مؤتمرًا صحافيًا عقب زيارته للمعتصمين يعلن فيه تمديد فترة الاعتصام اثر انتهاء مهلة حددها لرئيس الوزراء حيدر العبادي امس لاعلان حكومة التكنوقراط .. حيث الغى المؤتمر اثر اعلان خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة عن إحباط محاولة لاستهداف المعتصمين امام بوابات الخضراء بتفجيرين انتحاريين. وقالت الخلية في بيان إن "جهاز الأمن الوطني تمكن بالتنسيق مع استخبارات قيادة عمليات بغداد من اعتقال إرهابي انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً كان قادمًا من إحدى المحافظات". واشارت الى ان القوات الأمنية تمكنت بدلالة ذلك الإرهابي من التوصل إلى انتحاري آخر يرتدي حزاماً ناسفاً أيضاً في منطقة اليوسفية جنوب بغداد وقتله بعد ان كان مكلفاً باستهداف إحدى خيام المعتصمين، الذين بدأوا اعتصامهم في 18 من الشهر الحالي تلبية لدعوة الصدر.&
وكان الصدر اكد الاسبوع الماضي انه سيشارك في تظاهرة الاحتجاج بساحة التحرير بالقرب من المنطقة الخضراء المحمية رغم “التهديد بالقتل” الذي تلقاه كما قال.&
&
فيديو الاعلان عن وصول الصدر الى بوابات الخضراء &
&

&
وطالب الصدر الجمعة الماضي العبادي بإعلان حكومة التكنوقراط السبت وتقديم حزمة اصلاحات مُرضية للشعب العراقي، مهددًا بوقفة احتجاجات ومحذرًا النواب من معارضة الاصلاحات.
&
وتمنى الصدر في رسالة وجهها إلى المتظاهرين والمعتصمين وقرأها الشيخ أسعد الناصري إمام وخطيب صلاة الجمعة الموحدة على العبادي، الخروج السبت "بإصلاحات جديدة مقنعة للشعب نحو حكومة تكنوقراط مستقلة وبوزراء جدد مرضيين للشعب لا للكتل التي تتصارع من اجل بقائها، ومن أجل هيمنتها على مقدرات الشعب المظلوم". وتوعد الصدر جميع البرلمانيين الذين لن يصوتوا على حزمة الاصلاحات بجعلهم "عبرة لمن اعتبر"، بحسب قوله. &
&
&وتسلم العبادي الخميس الماضي قائمة ترشيحات الصدر لوزراء حكومة التكنوقراط المنتظرة، واكد مكتبه انه سيتم التعامل ايجابيًا معها ومع الترشيحات الاخر، حيث سيقوم العبادي بتقديم قائمة بالتعديلات الوزارية إلى مجلس النواب خلال الاسبوع المقبل.
&
وكان رئيس مجلس النواب سليم الجبوري قد تسلم الاربعاء قائمة ترشيحات الصدر لحكومة التكنوقراط المنتظرة من أجل التصويت عليها، مؤكدًا اهتمامه بالأسماء التي تضمنتها القائمة معتبرًا انها جزء من جهود الإصلاح. ومن المقرر أن يطرح العبادي بشكل مبدئي الاسبوع الحالي اسماء تسعة وزراء جدد على البرلمان للتصويت عليهم.
&