فيما انطلقت في بغداد ومحافظات العراق الاخرى اليوم تظاهرات عامة دعمًا لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، المعتصم في المنطقة الخضراء حتى تحقيق إصلاح حقيقي وإعلان حكومة للتكنوقراط، فقد تعهد التحالف الشيعي الحاكم بإنجاز التغيير الوزاري المنتظر خلال ايام قليلة بالتعاون مع الكتل السياسية الأخرى.

وابلغ مصدر عراقي قريب من التيار الصدري "إيلاف" أن زعيم التيار مقتدى الصدر قد رفض التحاق أي من المسؤولين العراقيين به في خيمته التي يعتصم فيها بداخل المنطقة الخضراء معتبرًا انهم يحاولون القفز على مطالب العراقيين بتحقيق الاصلاح الشامل ومواجهة الفساد والظهور وكأنهم مع مطالب المواطنين وداعمين لمكافحة الفساد.

وكان عدد من القادة العراقيين قد ابدوا أمس رغبتهم بالالتحاق بالصدر في خيمة اعتصامه، فيما زاره فيها رئيسا الجمهورية فؤاد معصوم ومجلس النواب سليم الجبوري مؤكدين دعمهما للاصلاحات المنشودة.

تظاهرات عراقية تدعم الصدر وتطالب بالإصلاح وحكومة التكنوقراط

وانطلقت في بغداد وتسع محافظات وسطى وجنوبية أخرى تظاهرات عامة دعمًا لموقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وللمطالبة بتحقيق اصلاح شامل واعلان حكومة التكنوقراط المنتظرة.

ففي العاصمة بغداد، تظاهر الآلاف من أتباع التيار الصدري في مدينة الصدر بضواحي بغداد الشرقية، تأييداً لاعتصام زعيم التيار مقتدى الصدر في المنطقة الخضراء.

ثم انطلق المتظاهرون وسط اجراءات أمنية مشددة الى المنطقة الخضراء المحمية بوسط العاصمة، وانضموا الى المعتصمين على بواباتها منذ الثامن عشر من الشهر الحالي. وحمل المتظاهرون الاعلام العراقية واللافتات بتشكيل حكومة تكنواقراط بعيدًا عن المحاصصة الحزبية والفئوية. كما دعوا الى تقديم الفاسدين الى القضاء وارجاع اموال الشعب التي نهبوها.

&وفي محافظات ميسان وكربلاء والبصرة وديالى والنجف وذي قار وواسط والديوانية وبابل، تظاهر آلاف العراقيين ايضا دعمًا للصدر واعتصامه مطالبين بإصلاحات شاملة وبضرب الفساد المالي والإداري والمحاصصة الطائفية والسياسية.

كما دعا المتظاهرون الذين حملوا الاعلام العراقية واللافتات بتشكيل حكومة تكنواقراط بعيدًا عن المحاصصة الحزبية والفئوية ومحاكمة الفاسدين الذين نهبوا اموال الشعب واسترجاعها منهم.
&
التحالف الشيعي يتعهد بانجاز التغيير الوزاري خلال أيام

وقد شغلت خطوة الصدر بدخول المنطقة الخضراء واعتصامه بخيمة في داخلها القوى السياسية العراقية التي تنادى قادتها الى عقد اجتماعات ثنائية لدراسة تداعيات التطور الجديد والتحرك لمواجهته.

واليوم الاثنين، تعهد التحالف الوطني الشيعي بالعمل على التعاون مع الكتل السياسية لانجاز التعديل الوزاريِّ خلال الأيام القليلة المقبلة ووفقاً للمعايير المهنيّة والخبرة والتكنوقراط، كما قال عقب اجتماع طارئ لهيئته القيادية في منزل رئيسه ابراهيم الجعفري ومشاركة رئيس الوزراء حيدر العبادي في بغداد، كما اشار بيان صحافي عن الاجتماع اليوم، اطلعت "إيلاف" على نصه.

واكد التحالف أنَّ المطالب الشعبيّة عبَّرت عن الحاجة الواقعيّة للإصلاح ممّا يتطلب من القوى الوطنية التفاعل معها وتحمُّل مسؤولـيَّة تضامنيّة في سبيل تحويل تلك المطالب إلى إجراءات فعلـيّة ملموسة &وقوانين مطلوبة. ودعا جميع القوى السياسيّة إلى الحوار الجادِّ والارتقاء إلى مُستوى ما يتطلع إليه الشعب من إصلاحات حقيقـيّة.

وتعهد التحالف الوطنيّ العراقيّ" بالتعاون مع جميع الكتل السياسيّة لانجاز التعديل الوزاريِّ خلال الأيام القليلة المقبلة ووفقاً للمعايير المهنيّة والخبرة والتكنوقراط وقد حدَّد آلـيَّة لسرعة حسم هذا الأمر ووضع جدول زمنيّ، ومعايير مهنيّة لإشغال الهيئات المُستقِلة ووكلاء الوزارات والمُديريات العامّة بحيث يكون الترشيح مُتاحاً لكلِّ الكفاءات الوطنيّة وفق آلية مُحدَّدة وشفافة.

واكد التحالف دعمه للمجلس الأعلى لمكافحة الفساد بالصلاحيّات اللازمة والتشريعات المطلوبة حتى يتمكـَّن من أداء مهامِّه والقيام بواجباته في مُلاحَقة المُفسِدين ومكافحة الفساد وتشريع حزمة قوانين مُهمَّة تساهم في بناء الدولة، وتقديم أفضل الخدمات للمُواطِنين وتـُعزِّز الوحدة الوطنيّة والوئام الاجتماعيَّ وتدعيم السلطة القضائيّة ومستلزمات النهوض الاقتصاديِّ وتشجيع الاستثمار وتنويع مصادر الدخل الوطنيّ.

وناقش اجتماع قادة التحالف التطوُّرات السياسيّة والأمنيّة وشدد على ضرورة مُواجَهة التحدِّيات "بمُبادَرة وطنيّة تستوعب المطالب الشعبيَّة وتدعم الحركة الإصلاحيّة".. مؤكدًا على "أهمّـية وحدة الصفِّ الوطنيِّ في مُواجَهة الإرهاب الداعشيِّ ودحره وتوفير كلِّ الظروف المُناسِبة والاحتياجات اللازمة للقوات الأمنيَّة من أجل تحقيق الانتصار النهائيِّ على تنظيم داعش الارهابي وتحرير الأراضي والمُدُن من سيطرتهم وعودة جميع العوائل النازحة إلى مناطق سكناها".

فيديو اجتماع قادة التحالف العراقي الشيعي في بغداد

فض الاعتصامات من اختصاص الصدر

ومن جهتها، اكدت الهيئة السياسية لكتلة الأحرار الممثلة للتيار الصدري أن فض الاعتصامات من اختصاص زعيم التيار مقتدى الصدر. وقال المتحدث باسم الهيئة جواد الجبوري خلال حديث لقناة &السومرية العراقية، الليلة&الماضية، إن دخول الصدر الى المنطقة الخضراء واعتصامه فيها هي خطوة باتجاه قطف الثمار.. موضحاً ان خطوة الصدر لن تخرج عن التصعيد السلمي في اطار القانون والدستور الذي كفل حرية التظاهر والاعتصام.

وأضاف الجبوري أن ما قدمته الحكومة حتى الان من عروض لم يلامس مطالب المواطنين، ما يؤكد عدم وجود أي رغبة حقيقية بالإصلاح من قبل الكتل السياسية . وأشار إلى أن الاعتصامات ستنتهي عندما يتم وضع العربة على سكة الإصلاح مع استمرار وسائل الضغط .

وكان الصدر دخل الى المنطقة الخضراء المحمية وسط بغداد مساء امس الاحد، واعلن اعتصامه فيها بمفرده داعيًا انصاره المعتصمين&الى البقاء في خارجها مؤكدًا على سلمية الاعتصامات وبقائها كذلك الى النهاية.

وقال الصدر في كلمة متلفزة مخاطبًا انصاره "انا اعتصم داخل المنطقة الخضراء امثل الشعب العراقي وانتم اعتصموا امام ابوابها وكونوا مطيعين انا امثلكم في الداخل وانتم في الخارج"..وطلب منهم عدم&
مغادرة الاعتصام . واشار الى ان مشروع الإصلاح مهم جداً، بل هو الاهم حالياً، ونحن رفعنا راية الإصلاح السياسي والحكومي فلنعمل معاً من اجل إنجاح هذا المشروع".

وأضاف قائلاً إن الجميع في المنطقة الخضراء راهنوا على ثلاثة امور وراهنتهم على ثلاثة.. واشار الى انهم راهنوا ان لا فقر في العراق وان الجميع أغنياء وراهنتهم أن الجميع في حاجة وفقر.. وراهنوا على عدم وجود الفساد وراهنتهم على وجوده.. وراهنوا على عدم انضباطكم وراهنتهم أنكم منضبطون.

وشدد الصدر على المعتصمين ضرورة البقاء في المنطقة الخضراء وعدم مغادرة أماكنهم وأضاف مخاطبًا اياهم "اطلب منكم الاستمرار على التنظيم العالي والراقي واطلب منكم الاستمرار لانجاح هذا المشروع ومن يقول حرفًا واحدًا فإنه سيخرب المشروع وسيكون خائنًا لي وللعراق". واضاف "أطلب منكم ايها الأحبة ان تبقوا في خيمكم وبوابات الخضراء وان لا يتحرك احد منكم واراهن مرة اخرى اليوم انكم ستبقون في أماكنكم كل في بوابته".

وتسلم العبادي الخميس الماضي قائمة ترشيحات الصدر لوزراء حكومة التكنوقراط المنتظرة، واكد مكتبه انه سيتم التعامل ايجابيًا معها ومع الترشيحات الاخرى، حيث سيقوم العبادي بتقديم قائمة بالتعديلات الوزارية إلى مجلس النواب خلال الأسبوع المقبل.

وكان رئيس مجلس النواب سليم الجبوري قد تسلم الاربعاء قائمة ترشيحات الصدر لحكومة التكنوقراط المنتظرة من أجل التصويت عليها، مؤكدًا اهتمامه بالأسماء التي تضمنتها القائمة معتبرًا انها جزء من جهود الإصلاح. ومن المقرر ان يطرح العبادي بشكل مبدئي الاسبوع الحالي اسماء تسعة وزراء جدد على البرلمان للتصويت عليهم.