تحدث تقرير لندني عن صفقة سرية تمت بين نظام دمشق و(داعش) للحفاظ على آثار تدمر، بينما توجه أول فريق من خبراء تفكيك الألغام الروس إلى سوريا للمشاركة في تفكيك الألغام التي زرعها التنظيم.&

تدمر: قال تقرير لصحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية إن نحو 80 في المئة من الآثار في مدينة تدمر ما زالت في حالة جيدة، إلا أن أعمال الترميم لبعض الآثار المتضررة ستحتاج مدة خمس سنوات على الأقل.

وأضافت أن "المدير العام للآثار والمتاحف مأمون عبدالكريم أكد أن النظام السوري عمل بشكل سري على إقناع تنظيم الدولة الإسلامية بعدم تدمير مدينة تدمر الآثرية".

ونقلًا عن عبدالكريم &فإن "النظام السوري عمل بشكل سري مع حوالى 45 إلى 50 شخصًا داخل المدينة لإقناع التنظيم بعدم محو معالم تدمر الأثرية خلال سيطرتهم على المدينة التي استمرت نحو عشرة أشهر".

خشية داعش
أضاف أن "تنظيم الدولة الإسلامية رأى أنه ستكون هناك ثورة ضدهم، في حال دمّروا جميع الآثار في تدمر"، مشيرًا إلى أن "التنظيم لم يسرق أو يبيع أياً من الآثار في تدمر".

ويعتقد عبد الكريم أن "عملية ترميم الآثار في مدينة تدمر تحتاج 5 سنوات في حال تلقت سوريا تمويلاً من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)".

وأكد أن "القلق اعترى الجميع عندما شنّ الجيش السوري عملية لاستعادة تدمر من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية، إذ ساد تخوف من احتمال تفجير التنظيم لجميع الآثار قبيل مغادرتهم المدينة".

فريق روسي&
إلى ذلك، فإنه بينما الجيش السوري منهمك بتفكيك العبوات الناسفة والمتفجرات والألغام التي زرعها (داعش)، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن أول فريق من خبراء تفكيك الألغام الروس غادر إلى سوريا للمشاركة في العملية.&

وقالت وكالة (سبوتنيك) الروسية إن الفريق سافر إلى قاعدة "حميميم" الجوية، الكائنة قرب اللاذقية، من مطار "تشكالوفسكي" في ضواحي موسكو على متن طائرة شحن عسكرية من نوع "أنتونوف — 124"، تحمل كذلك كلابًا مدربة وروبوتات خاصة ومعدات لإزالة الألغام والعبوات الناسفة.

ومن المتوقع أن يبلغ العدد الإجمالي للمهندسين العسكريين ومدربي الكلاب الروس، الذين سيتوجهون إلى سوريا على دفعات للمساعدة على إزالة الألغام في تدمر، حوالى 100 فرد.

وكان الجنرال فاليري غيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، أعلن، أمس الاثنين، أن وزارة الدفاع الروسية سترسل إلى سوريا في الأيام القريبة المقبلة مجموعة من الخبراء من قواتها الهندسية مع أطقم الأجهزة الروبوتية الخاصة للمشاركة في أعمال إزالة الألغام في مدينة تدمر السورية المحررة.

مشاركة روسية بالتحرير&
وشدد غيراسيموف في حديث للصحافيين على أن &تحرير تدمر له مغزى استراتيجي بالغ الأهمية في محاربة "الإرهاب" في سوريا. تابع قائلاً: "بالأمس وبفضل دعم قوات سلاح الجو وقوات العمليات الخاصة الروسية وبمشاركة المستشارين العسكريين الروس تم تحرير تدمر… وتحرير هذه المدينة له مغزى استراتيجي بالغ الأهمية في محاربة الإرهاب في سوريا".

وأعاد غيراسيموف إلى الأذهان أن العمليات التي نفذتها المجموعة الجوية الروسية في سوريا في الأشهر الأخيرة ساعدت على إحداث تغيير جذري للوضع الناجم من انتشار "الورم السرطاني الإرهابي"، حيث تم تدمير قواعد "للإرهابيين" ومستودعات ومخازن للأسلحة والذخيرة التابعة لهم، وقطع طرق إمدادات النفط المهرب التي شكلت مصدرًا ماليًا ضخمًا بالنسبة إليهم.