فيما بدأت مع أزمة التغيير الوزاري في العراق خلافات تتصاعد بين الكتل السياسية لتصل إلى مرحلة المطالبة بحكومة من غير العبادي، وبما ينذر الوضع السياسي بتدهور يشكل خطرًا على الأوضاع الأمنية، سارع الرئيس أوباما إلى إرسال مبعوثه ماكغورك إلى العراق، مستبقًا وصول قائد فيلق القدس الإيراني المكلف بالملف العراقي قاسم سليماني.&

بغداد: بدأ برت ماكغورك، مبعوث الرئيس الاميركي باراك أوباما الى العراق، مباحثات مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، الرافض للمشاركة في التشكيلة الحكومية الجديدة، من دون موافقته على الوزراء الكرد، الذين سيستلمون حقائب وزارية فيها.&

وبحث ماكغورك مع بارزاني في اربيل آخر تطورات الوضع السياسي الحالي في العراق والاجراءات الفورية الواجب اتخاذها لمنع أي فراغ سياسي ينعكس خطره على الاوضاع الامنية، وخاصة الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش". كما بحث الجانبان العملية العسكرية الجارية لتحرير مدينة الموصل من قبضة داعش، وضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في الموصل، بصرف النظر عن وجود "إرهابيين" فيها، وكذلك الحل للقضايا التي تواجه مكونات عديدة من الموصل، وهو أمر على القدر نفسه من أهمية العملية العسكرية لتحرير المدينة، كما قال بيان صحافي لرئاسة الاقليم عقب انتهاء المباحثات الليلة الماضية، اطلعت على نصه "إيلاف".

ومن المنتظر ان يصل ماكغورك الى بغداد اليوم لبحث الازمة الوزارية مع الرؤساء الثلاثة للجمهورية فؤاد معصوم والحكومة حيدر العبادي ومجلس النواب سليم الجبوري. كما ينتظر أن يصلها ايضًا قائد فيلق القدس الايراني المكلف بالملف العراقي لدى القيادة الايرانية قاسم سليماني.

وتقول مصادر عراقية إن مباحثات ماكغورك في بغداد، التي ستشتمل على اجتماعات مع زعماء القوى السياسية، ستتناول امكانية التوصل الى حلول سياسية، تتجنب أي خطوات للاطاحة برئيس الوزراء حيدر العبادي، وهو ما يعني دخول واشنطن بشكل صريح على خط الازمة السياسية المتعلقة باختيار مرشحين جدد لتغيير التشكيلة الوزارية، وكذا ايران من خلال مبعوثها سليماني.

وكان العبادي سلم مجلس النواب الخميس الماضي اسماء مقترحة لتشكيلته الوزارية الجديدة ضمن ملف مغلق، طالبًا البت بترشيحاته خلال عشرة ايام متعهدًا بتسمية رؤساء الهيئات المستقلة خلال مدة أقصاها شهر.

معصوم يحذر من مخاطر الازمات التي تحدق بالعملية السياسية
من جهته، بحث الرئيس العراقي فؤاد معصوم في بغداد مع وزراء ورؤساء الكتل الكردستانية ووكلاء الوزراء الكرد في بغداد، مساء امس، آخر المستجدات السياسية، لاسيما حاجة الدولة الى إصلاحات حقيقية، الهدف منها محاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية وتقدم البلاد في شتى المجالات.

واكد معصوم ضرورة الالتزام بالدستور في اجراء الاصلاحات، مؤكداً أهمية تنشيط اللقاءات وتشجيع الحوار البناء لمعالجة كل الاشكاليات وانقاذ العملية السياسية من الازمات التي تحدق بها، كما نقل عنه بيان صحافي رئاسي.

من جانبهم، جدد وزراء ورؤساء الكتل الكردستانية في بغداد تأكيدهم على مساندة الاصلاحات والتغيير في كل مفاصل الدولة بالشكل الذي ينسجم مع المصالح العليا للشعب العراقي بكل مكوناته المختلفة واجراء التغيير، كما اشار البيان.

وكانت الكتل الكردستانية في مجلس النواب العراقي قد رفضت بقوة أي انتهاك لحقوقها باسم الاصلاح، مؤكدة دعم أي عملية اصلاح في بناء الدولة العراقية، يكون الهدف منها محاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين أوضاع المواطنين بكل مكوناتهم وفي مناطق البلاد كافة، مشددة على وحدة موقفها واهمية تلبية استحقاقاتها كاملة.

وشددت على أن الاصلاح لا يقتصر على تعيين بعض الوزراء والمناصب، بل في تلبية مطالب المواطنين وتحقيق اصلاحات جدية في شتى المجالات. كما اعتبرت المكون الكردستاني شريكًا حقيقيًا في الدولة العراقية على أساس الشراكة الحقيقية والاستحقاق الانتخابي.. ولاحظت وجود قصور وخلل في هذا التمثيل، وطالبت بتصحيح هذا الخلل.

تأكيد على الالتزام بالتوقيت الزمني للتغيير على اساس الكفاءة والنزاهة
من جهته، اكد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري حرص البرلمان على المضي في عملية الاصلاح الشاملة وفق التوقيتات الزمنية المحددة. جاء ذلك خلال ترؤس الجبوري اجتماعًا لرؤساء وممثلي الكتل النيابية جرت خلاله مناقشة التشكيلة الوزارية الجديدة التي قدمها العبادي خلال جلسة الخميس الماضي.&
واشار رئيس البرلمان الى اهمية اختيار التشكيلة الوزارية الجديدة ضمن معايير الكفاءة والنزاهة.. مشددًا على ضرورة ان يكون للكتل دور فاعل في عملية الاصلاح السياسي في البلاد، وأن تحظى التشكيلة الوزارية بتوافقات الكتل. كما اكد الجبوري حرص مجلس النواب على المضي في عملية الاصلاح الشاملة وفق التوقيتات الزمنية التي حددها.&

هيئة النزاهة تُكمل تدقيق اسماء الوزراء المرشحين&
من جانبها، فقد اعلنت هيئة النزاهة عن اكمال عملية تدقيق اسماء المرشحين الجدد للتشكيلة الوزارية الجديدة. واوضحت الهيئة في بيان مقتضب "انه تم تسليم النتائج الكاملة بذلك الى مجلس النواب الاحد، وهو اليوم نفسه الذي تسلمت به لائحة اسماء المرشحين الجدد لتدقيقها" من دون الافصاح عن نتائج تدقيقها، وفي ما اذا رفضت أو تحفظت على أي من المرشحين.

من جهتها، تسلمت الهيئة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة لاجتثاث البعث اليوم أسماء التشكيلة الوزارية الجديدة من أجل تدقيقها من قبل الدائرة المختصة في الهيئة. وقال رئيس الهيئة اليوم إن الهيئة السباعية ستجتمع لغرض مراجعة الاسماء وارسالها الى رئاسة مجلس النواب، وذلك لمعرفة ما اذا كان أي من المرشحين مشمولاً بالاجتثاث.

ومن المنتظر أن يبحث مجلس النواب خلال جلسة يعقدها اليوم الاثنين التشكيلة الوزارية الجديدة، حيث اكد رئيس المجلس سليم الجبوري أن الجلسة "ستضع التوقيتات المناسبة لمعالجة هل نحن امام تشكيلة حكومية جديدة أم تعديل وزاري للمضي بالتعامل مع اﻻسماء المرشحة والنظر فيها داخل البرلمان". &
والخميس الماضي، حسم العبادي التغيير الوزاري في تشكيلته الحكومية، وقدم الى مجلس النواب قائمة باسماء 13 مرشحًا لحقائب وزارية وصفهم بالتكنوقراط، مع بقاء حقيبة وزارة التجارة والصناعة شاغرًا، واستثناء حقيبتي الداخلية والدفاع من التغيير، بسبب الاوضاع الامنية التي تشهدها البلاد في حربها ضد تنظيم "داعش" في مناطق غرب وشمال البلاد.

وقد تم منح مجلس النواب عشرة ايام لدراسة السير الذاتية للمرشحين من قبل لجنة ثلاثية تمثل القوى السياسية، ويترأسها رئيس البرلمان سليم الجبوري.


&