كشفت تسريبات وثائق ينما عن ضلوع سياسيين عرب في تعاملات مشبوهة

أبرزت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية تسريبات وثائق بنما، فيما غابت التعليقات عن التسريبات في الصحف الخليجية.

وكشف عدد هائل من وثائق مُسرّبة كيف يستخدم الأغنياء وذوو النفوذ، ومن بينهم قادة دول، ملاذات ضريبية لإخفاء ثرواتهم في الخارج.

واهتمت بعض الصحف المصرية و الخليجية بالزيارة المرتقبة لملك السعودية سلمان بن عبد العزيز لمصر في السابع من إبريل/ نيسان.

"تسونامي"

في النهار اللبنانية، تشيد موناليزا فريحة بدور الصحافة الاستقصائية في كشف الفساد، قائلة: "لم تعد ثمة حاجة الى إعادة التركيز على أهمية دور السلطة الرابعة، استقصائية كانت أم غير استقصائية، في فضح ممارسات زعماء العالم الأقوى والأغنى، والذين يخالون أن مناصبهم وأموالهم تحصنهم من اي محاسبة".

من جانبه، يرى عبد الجليل المسعودي في الشروق التونسية أن التسريبات أبرزت ما أسماه بـ" النفاق الغربي". ويطرح الكاتب تساؤلات حول التسريبات، قائلا: "فضيحة وثائق باناما تطرح أكثر من سؤال، أولها تتعلق بالتوقيت: لماذا اليوم بالذات؟ وهل تفجير الفضيحة هدفه خدمة الحقيقة أم استهداف شخصيات عالمية معينة أصبحت منذ فترة عنواناً يهدّد بعض المصالح والتوازنات الجيو-إستراتيجية؟"

في الدستور الأردنية، يصف رحيل غرايبة التسريبات بـ"التسونامي"، مشيرا إلى أن "عندما يكون هناك مشكلة اقتصادية، فيجب الجزم قطعاً بأن هناك معضلة فساد تسبقها".

يضيف الكاتب: "حل المشكلة الاقتصادية ليس معجزة، ولا ضرباً من ضروب السحر والشعوذة، فالحل واضح وبسيط؛ يقوم على ركيزتين أساسيتين: الركيزة الأولى تتمثل بالقضاء على الفساد والتخلص من الفاسدين، والركيزة الثانية تتمثل بتحسين التعليم وإعادة بناء الإنسان وتربية الجيل بطريقة صحيحة".

وتعليقا على تورط الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في الملفات المسربة، يقول محمد موسى في الشروق المصرية: "نحتاج إلى القصاص الآن في جريمة لا تقل وحشية عن القتل، لكنه قرار مرتبط بالإرادة السياسية، ولم تتخذه الحكومات المتعاقبة، ولم يهتم أحد".

على النقيض ، يتسائل دندراوي الهواري في اليوم السابع المصرية عما إذا كانت التسريبات هي جزء من "مؤامرة" على بلاده، قائلاً: "ألا تلاحظون أنه وبمجرد انتعاش السياحة تم إسقاط الطائرة الروسية، وبمجرد أن أعلنت شركتا إينى الإيطالية الكشف عن حقل الغاز الضخم 'شروق' تم قتل (الطالب الإيطالي) ريجينى، وبمجرد أن بدأ فتح ملف المصالحات مع نظام مبارك، خرجت تسريبات بنما، ولا تريدون منا أن نجنح إلى نظرية المؤامرة لتدمير اقتصاد مصر القومي وتجويع شعبها؟"

"المصير المشترك"

في الجزيرة السعودية، يقول عبد القادر القويعي إن زيارة الملك سلمان "تبرز المصير المشترك الذي يجمع البلدين، خصوصا أنها تأتي في مرحلة بالغة الأهمية حيث تشهد ازدهار العلاقات بين البلدين على جميع الأصعدة الثنائية، والإقليمية، والدولية مع توافق الرؤى بين البلدين، بما يضمن تعزيز التعاون الاستراتيجي، والاقتصادي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، تبادل الرؤى، والتأكيد على استمرار التعاون المشترك؛ لمواجهة التهديدات الإقليمية، - لاسيما - بعد الأحداث المتصاعدة، التي تشهدها المنطقة مؤخرا، وفي مقدمتها الأوضاع في العراق، وسوريا، وليبيا، واليمن".

أما الأهرام المصرية، فتؤكد على أهمية الزيارة، قائلة في افتتاحيتها: "مصر والسعودية تحملان على عاتقهما مهمة التكاتف من أجل إنقاذ الوطن العربي من مؤامرات التقسيم والتفتيت التي تحاك له".

وتضيف الصحيفة: "قد فشلت كل الرهانات على محاولات إضعاف العلاقات المصرية ـ السعودية، أو التشكيك فيها، وأثبتت كل المواقف تطابق الرؤى الاستراتيجية بين البلدين، وأن الخلاف في بعض التفاصيل قد يتعلق بالوسائل وليس بالأهداف، فالبلدان يدركان أنهما يخوضان معركة واحدة دفاعا عن الأمن القومي العربي، وأن مصيرهما واحد ومستقبلهما واحد".

بدورها، تقول السياسة الكويتية في افتتاحيتها أن الزيارة تمثل "محطة تاريخية في علاقات البلدين، ليس لأنها الاولى للملك سلمان، أو لأنها تكرس التفاهم بين دولتين عربيتين لهما ثقلهما الاقليمي والدولي، إنما ايضا لترسم معالم جديدة في مواجهة ما تعيشه المنطقة من ظرف حرج يتهدد الأمن القومي العربي، خصوصا في ظل تصاعد الحملات العدوانية الايرانية بالتناغم مع الجماعات الارهابية المهددة للدول العربية كافة".