بعد ارتفاع حظوظ النائب سليمان فرنجية في ملف الرئاسة اللبنانيّة، هل يتخلى حزب الله عن النائب ميشال عون كمرشح وحيد للحزب للرئاسة، بعدما كثر الحديث عن خلافات بين التيار العوني وحزب الله ستظهر علنًا في الانتخابات البلدية؟.

بيروت: ذكرت معلومات صحافية أن حزب الله يزداد شعورًا بالإحراج في الملف الرئاسي مع ارتفاع شعبية حليفه المرشح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في الشارع الإسلامي، وتحديدًا السني، في مقابل انحسار التأييد لحليفه الآخر المرشح النائب ميشال عون رئيس تكتل التغيير والإصلاح، بعد نجاح رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في الترويج لمرشحه فرنجية مناطقيًا، وإبرازه لحالة التعاطف والتأييد التي يحظى بها فرنجية أكثر من عون، ما يزيد من رصيده السياسي والشعبي لانتخابه رئيسًا، وهو ما يعمل عليه الحريري في اتصالاته الداخلية وتحركاته الخارجية، التي كان آخرها زيارته لروسيا، ويطرح السؤال عن احتمال ترشيح حزب الله لفرنجية في موازاة ترشيحه لعون بعد ارتفاع حظوظ فرنجية للرئاسة.

تعقيبًا على الأمر، يعتبر النائب باسم الشاب (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف"، أن مسألة ارتفاع حظوظ النائب سليمان فرنجية للرئاسة قد لا تدفع حزب الله إلى ترشيحه، إضافة إلى النائب ميشال عون. وحزب الله، برأي الشاب، لن يتخلى عن عون، بأي ظرف من الظروف، لأن الحزب يمر اليوم بمرحلة دقيقة جدًا، وآخر ما يحتاجه اليوم هو أن يتخلى عن حلفائه.

ولدى سؤاله خلال حوارات المستقبل مع حزب الله ألم تطرح فرضية احتمال ترشيح فرنجية مع عون من قبل حزب الله؟، يجيب الشاب أن هذا الموضوع لم يطرح في الحوار أبدًا، ونحن لا نزال متمسكين بموقفنا، أي ترشيح فرنجية.

ويعتقد الشاب أن حزب الله لن يفعلها، ويتخلى عن عون كمرشح وحيد للرئاسة في لبنان، رغم ذلك لا يمكن إنكار توتر العلاقات بين حزب الله والعونيين، مع أن الموضوع لا يظهر علنًا، لأن هناك اعتقادًا لدى الكثيرين من الكوادر في التيار العوني أن عدم وصول عون إلى رئاسة الجمهورية حتى الآن يعود إلى عدم ضغط حزب الله على حلفائه في 8 آذار. فالأمور فيها بعض التوتر بين الفريقين، ولا يعتقد الشاب أن حزب الله سيجازف بهذا القرار ليضع الخلافات فوق السطح.

خلافات ستظهر
ويؤكد الشاب أن تلك الخلافات بين عون وحزب الله ستظهر جلية في التحالفات في الانتخابات البلدية المقبلة، لأن هذه الانتخابات ورغم اتسامها بالطابع العائلي والمحلي، ولكن الواضح أن التيار الوطني الحر يتصرف باستقلالية بالنسبة إلى الإنتخابات البلدية.

وردًا على سؤال "ربما حزب الله لا يبت بموضوع رئاسة عون للجمهورية، لأن سبب ذلك يعود إلى التقارب العوني القواتي المستجد؟"، يجيب الشاب أن الرئاسة في لبنان لديها بعد إقليمي أقوى بكثير من البعد المحلي، لذلك يجب عدم تحليل التحركات المحلية، فالمواقف الإقليمية هي التي تطغى على موضوع رئاسة الجمهورية في لبنان.

هل ابتعاد حزب الله عن عون يقرّب الحزب أكثر من تيار المستقبل؟، يجيب الشاب أن العلاقات متوترة بين الطرفين، وتعالج اليوم بالحوار، ولكن لا يرى الشاب تحسنًا في أي وقت قريب، إلا إذا لمسنا تغييرًا في موقف الحزب بالنسبة إلى سوريا.

عون وفرنجية
ويؤكد الشاب أنه بالأعداد فإن حظوظ فرنجية أكبر من عون للرئاسة، لكن بالنتيجة يجب تأمين العدد الكافي، ولدى فرنجية العدد الأكبر في البرلمان. علمًا أن المجتمع الدولي بالإجمال مع انتخاب رئيس في لبنان، ولكن هذا الأخير قدرته على الضغط على إيران محدودة، ويمكن القول إن أكثر فريق يمكن أن يضغط على إيران في موضوع الرئاسة هو روسيا، ولربما رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري قام بجهود لتصبّ في هذا الإتجاه، من أجل تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان.

رأي التيار
ماذا يقول التيار العوني عن احتمال ترشيح حزب الله لمرشح آخر إضافة إلى عون؟، يرى النائب سليم سلهب في حديثه لـ"إيلاف" أن كل المعلومات تشير إلى أن حزب الله سيستمر في مرشحه الأوحد، أي عون، ومن الممكن أن يشكل هذا الأمر مناورة سياسية أكثر مما هي فعلية على الأرض من قبل الفريق الآخر. ويؤكد سلهب أن هناك ضمانة من حزب الله على مر السنوات في التعاطي مع التيار الوطني الحر.

ماذا عن الخلافات بين حزب الله والتيار الوطني الحر التي لم تظهر إلى العلن بعد، لكنها موجودة؟، يجيب سلهب أن الفريق الآخر يحاول الإصطياد بالماء العكر، ومن مصلحته أن يحصل الخلاف بين التيار الوطني الحر وحزب الله، كي ينجح خياره، أي انتخاب فرنجية للرئاسة، وهذا الكلام غير دقيق وغير مبني على معطيات جدية، والعلاقة بين التيار وحزب الله متينة وصادقة.

ويلفت سلهب إلى أن التيار يلتقي اليوم بأمور كثيرة مع القوات اللبنانية، ولا ينتظر التيار العوني الخلاف مع حزب الله، كي يقترب أكثر من القوات اللبنانية.