وصل الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر، في زيارة رسمية تستغرق خمسة أيام، واستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي في مطار القاهرة، وسط ترحيب شعبي ورسمي غير مسبوق.

القاهرة: تلقى زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر، ترحيباً شعبياً رسمياً، لا سيما أنه يتمتع بحب واحترام المصريين، حكومة وشعباً.

وأجريت مراسم الاستقبال الرسمية للعاهل السعودي، في قصر الاتحادية، وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبًا به.

وتشهد العاصمة القاهرة اجراءات أمنية مشددة في إطار تأمين زيارة العاهل السعودي.

 

 

وفي إطار الترحيب الخاص بالملك سلمان، غرد الرئيس عبد الفتاح السيسي على موقع تويتر للتدوينات القصيرة بالضيف، وكتبت: "أرحب بأخي جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، على أرض وطنه الثاني مصر".

وقال الديوان الملكي السعودي، الخميس، إن زيارة الملك سلمان إلى القاهرة تأتي انطلاقًا من الروابط الأخوية المتينة بين المملكة العربية السعودية ومصر.

 

 

وأضاف الديوان، في بيان له، نشرته وكالة الأنباء السعودية، الخميس، أنه سيتم خلال الزيارة بحث سبل تعزيز تلك العلاقات في المجالات كافة وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأطلق نشطاء التواصل الاجتماعي هاشتاغ #مصر_ترحب_بالملك_سلمان، الذي تحول خلال ساعات قليلة إلى الوسم الأول على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتزينت الشوارع والميادين في القاهرة بصور الملك سلمان والعلم السعودي. ومن المقرر أن يزور الملك سلمان مقر مجلس النواب، الأحد المقبل، لحضور الجلسة العامة، المخصصة لمناقشة تقرير برلماني حول بيان حكومة شريف إسماعيل.

 

العلمان السعودي والمصري فوق البرلمان المصري

 

وقال سليمان وهدان، وكيل المجلس، إنه من المحتمل أن يلقي الملك السعودى خطاباً خلال الجلسة.

تعاون إقتصادي

واقتصادياً، تشهد الزيارة فعاليات الاجتماع السادس لمجلس التنسيق المصري - السعودي، حيث سيوقع البلدان نحو 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم تخص الطاقة والبترول والسياحة والقوى العاملة والاستثمار، بحضور الملك والرئيس، اللذين سيضعان حجر الأساس لجامعة الملك سلمان في محافظة جنوب سيناء.

واحتفت الأوساط السياسية بالزيارة الملكية، وقال المستشار أحمد الفضالي، رئيس تيار الاستقلال، إن زيارة الملك سلمان للقاهرة تاريخية، متوقعاً أن يحدث تحول كبير في منطقة الشرق الأوسط، وأن يقل التوتر الحاصل في عدد من البلدان العربية ليبيا وسوريا، بعد زيارة الملك سلمان للقاهرة، ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأكد الفضالي في تصريحات صحافية اليوم، أن القضايا المشتركة والتحديات بين القاهرة والرياض كثيرة أبرزها الأزمتان السورية واليمنية والوضع في ليبيا والتدخلات الفارسية في دول المنطقة لتأجيج الصراع فيها، مشددا على حرص السيسي وسلمان على وضع حلول مشتركة بينهما. 

وأوضح رئيس تيار الاستقلال أن العالم العربي لن يصلح حاله إلا بعد تحرك وتعاون الدولتين الأكبر فى المنطقة، منوها إلى أن مفتاح حلول الأزمات الراهنة يكمن في تنمية وتعميق التعاون بين البلدين وتحقيق التنسيق الكامل على المستوى السياسى.

وعلى الصعيد الاقتصادي، قال وزير التجارة والصناعة المصري، المهندس طارق قابيل، إن العلاقات الاستراتيجية التي تربط كلًّا من مصر والسعودية سواء علي المستوى السياسي او الاقتصادي تمثل نموذجاً يحتذي به في العلاقات المشتركة القائمة علي تحقيق المنفعة المتبادلة لكلا البلدين، لافتا الي حرص الحكومتين علي خلق المناخ المؤاتى لتنمية العلاقات المشتركة في كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة.

وأضاف في كلمته خلال اجتماع مجلس الأعمال المصري السعودي المشترك، إن هذا الاجتماع يهدف الى دعم وتعميق التعاون وتشجيع الحوار بين الشركات المصرية والسعودية وتوثيق الروابط الاقتصادية فى ظل مشاركة نخبة من رجال الاعمال وممثلى الشركات الكبرى في هذا الاجتماع والذين يمثلون قلب العملية التنموية.

ودعا "قابيل" قطاع الاعمال السعودي لضخ المزيد من الاستثمارات فى السوق المصري والاستفادة من الفرص المتاحة فى الصناعات الغذائية ومواد البناء والتشييد والاثاث والدوائية ومشروعات الطاقة وحثهم على الاستثمار والتجارة لتحقيق المزيد من الانجازات والتطورات الاقتصادية فى ظل ما يتوفر لدى البلدين من امكانات ورغبة اكيدة لمزيد من التعاون بين البلدين خاصة.

وأشار إلى أن الفترة الحالية تشهد العديد من المتغيرات على كافة المستويات لافتاً إلى أن ما تشهده المرحلة الحالية من تبادل للزيارات الرسمية وزيارات المسؤولين ورجال الاعمال من الجانبين انعكس ذلك على حجم التبادل التجاري حيث ارتفع فى عام 2015 الى 6.3 مليار دولار مقابل 6.2 مليار دولار فى عام 2014 وبلغت الاستثمارات السعودية فى مصر 6 مليارات دولار فى اكثر من 3400 مشروع استثماري كما بلغت الاستثمارات المصرية فى السعودية 2.5 مليار دولار فى اكثر من 1300 مشروع استثماري.

بينما وصف وزير التموين والتجارة الداخلية، الدكتور خالد حنفي، العلاقات المصرية السعودية بأنها "قوية ومتميزة"، مشيراً إلى أن "التحالف الاستراتيجي بين البلدين في مجال الأعمال يصل بهما إلي الاسواق الاوروبية والعالمية".

ودعا إلى أن تكون مصر محطة إنطلاق للاستثمارات السعودية في ظل وفرة الموارد البشرية القوية التي تتمتع بها مصر والموارد المالية السعودية.

وأضاف حنفي خلال اجتماع مجلس الاعمال المصري السعودي، أنه يجب ان تتخطي العلاقات التجارية البسيطة ومرحلة التبادل التجاري بين مصر والسعودية إلي علاقات إستراتيجية وتغيير الفكر التجاري البسيط الي الفكر الاستراتيجي وضرورة زيادة الشراكة الاستثمارية فى مختلف القطاعات بين البلدين.

وعلى الجانب الآخر، قال عبد الرحمن الزامل رئيس الغرفة التجارية السعودية، إن 90% من المستثمرين السعوديين يعتبرون مصر مركزًا تسويقيًا هامًا لاستثماراتهم، لافتاً إلى أنهم يعتبرون مصر نقطة انطلاقه للعالمية بمنتجاتهم.

وقال الشيخ صالح كامل رئيس اتحاد الغرف التجارية الاسلامية، خلال اجتماع مجلس الأعمال السعودي المصري، إن "العلاقات السعودية المصرية لم تبدأ في العصور الحديثة بل هي قديمة منذ قديم الازل فهي علاقات تاريخية ومستمرة"، مشيراً إلى أن زيارة الملك سلمان تتويج لهذه العلاقات وليس تطويرا لها لان العلاقات بين البلدين أكبر وأقوي من أي شخص يحاول التفرقة بين البلدين.

 وأوضح أن هناك 1300 شركة مصرية تستثمر في السعودية وعدد الشركات السعودية في مصر يزيد على 3 الاف شركة توفر اكثر من 2 مليون فرصة عمل.