فيما يعقد البرلمان العراقي جلسة طارئة اليوم لطرح إقالة الرؤساء الثلاثة للجمهورية والبرلمان والحكومة، فقد قضى العشرات من النواب ليلتهم في مبنى البرلمان احتجاجًا على تقديم تشكيلة وزارية سياسية وإبعاد التكنوقراط منها، وسط انتشار كثيف للقوات الأمنية في وسط بغداد وقرب الخضراء، التي بدأت تظاهرات شعبية حولها دعمًا للمعتصمين.

بغداد: وصف النائب في ائتلاف دولة القانون مستشار الأمن القومي السابق موفق الربيعي اعتصام النواب بأنه انتفاضة برلمانية ضد المحاصصة والطائفية المقيتة في العراق.&

واضاف في تصريح صحافي مكتوب تسلمته "إيلاف" اليوم أن "أعضاء مجلس النواب أعلنوا انتفاضة نيسان ضد المحاصصة والطائفية المقيتة التي سنتها الإدارة الأميركية المحتلة بعد 2003، لذلك كان هذا اليوم يومًا أبيض في جبين التاريخ العراقي، بعد تغيير النظام من نظام دكتاتوري إلى نظام ديمقراطي".

ورأى أن "العملية السياسية عليها أن تخرج من دائرة رؤساء الكتل السياسية، الذين غيّبوا دور النواب ممثلين لمحافظاتهم، لذلك علينا اليوم مغادرة توزيع المناصب طائفيًا وحزبيًا، وان نأتي بحكومة تكنوقراط، ورئاسة برلمان تعطي الحرية لممثلي الشعب في التعبير عن العراقيين والمطالبة بحقوقهم".. مشددًا على ضرورة "استخدام الإطار الدستوري للعمل على التغيير في الحكومة والبرلمان".

ومنذ الليلة الماضية، بدأ المئات من المتظاهرين التجمع في ساحة التحرير في وسط العاصمة بغداد تأييدًا للاعتصام الذي يقوم به النواب داخل قاعة البرلمان احتجاجًا على تأجيل التصويت على التشكيلة الوزارية الجديدة، وطرح مرشحين جدد قدمتهم الكتل االسياسية مختلفة عن تشكيلة التكنوقراط التي قدمها رئيس الوزراء حيدر العبادي الى مجلس النواب في 31 من الشهر الماضي، وكان من المفترض تصويت المجلس عليها امس الثلاثاء.

بالترافق مع ذلك، فقد انتشرت القوات الأمنية حول ساحة التحرير والمنطقة الخضراء القريبة، وقطعت الطرق المؤدية اليها تحسبًا لوقوع أي خرق أمني. وقد ردد المواطنون هتافات "شلع قلع كلكم حرامية"، في اشارة الى قادة الكتل السياسية المصرّين على تشكيل حكومة تضم مرشحيهم.

فيديو احتجاجات النواب العراقيين

رئيس البرلمان يهاجم النواب المحتجين
من جهته، اعلن النائب عن ائتلاف دولة القانون علي الصافي أن النواب المعتصمين سلموا طلبًا رسميًا الى رئيس البرلمان سليم الجبوري لعقد جلسة طارئة اليوم الاربعاء.&

وقال إن " 62 نائبًا معتصمين في قاعة مجلس النواب، يمثلون مختلف الكتل والمكونات السياسية، سلموا طلبًا رسميًا الى رئيس البرلمان لعقد جلسة طارئة صباح الاربعاء، تتضمن التصويت على اختيار التشكيلة الوزارية من المرشحين التكنوقراط وحل الرئاسات الثلاث"، كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية للانباء.

من جانبه، اكد الجبوري &تسلمه الطلب، وقال في لقاء متلفز انه "لا مانع من عقد جلسة طارئة، اذ سنجري الاتصالات مع اعضاء رئاسة البرلمان لتحديد موعد الجلسة".. واشار الى ان "مفهوم الاصلاح لدى البرلمان العراقي هو مفهوم شامل، فالاصلاح لا يكون بعملية تغيير وزاري فقط، فبعض الافراد يذهبون الى ان الاصلاح يمكن ان يتحقق من خلال ان يكون هو بذاته وزيرًا، ومن دون ذلك لا يكون ذلك اصلاحًا، ويمكن ان يحمل الآخرون نقمة في اسلوبه أو طريقته التي تولد نوعًا من الفوضى والارباك عن المسار القانوني والدستوري، ويزعم انه يمضي باتجاه رفض مفاهيم واطر، سارت عليها العملية السياسية، والجميع يعترف بانها ولّدت ارباكًا".

وقال "علمنا من رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ان عدد المرشحين في التشكيلة الوزارية هم 19 وزيرًا، تختلف عن السابقة التي كانت 16 وزيرًا وقبلها كانت 22 وزيرًا. واوضح قائلا "استشعرت بأن البرلمان قد لا يمضي بأجمعه للتصويت على تشكيلة وزارية يريدها العبادي، سواء بالايجاب أو السلب"، عازيًا ذلك الى "وجود انقسام سيحصل داخل البرلمان، بحكم ما رأيت وسمعت على مدى ساعتين بعد اجتماع امس، الذي عقده العبادي مع ممثلي الكتل".

واتهم الجبوري البعض بإحداث الفوضى" لأنه فقد وزارة او مصلحة، فالبعض ممن اكفهرت وجوههم كانوا يمنّون النفس أن يكونوا وزراء".. لافتاً الى "ان البعض قفز على كرسي رئاسة البرلمان ظنًا منه بأنه انتصر"، بحسب تعبيره.

ومنذ مساء امس، يعتصم حوالى 80 نائبًا عراقيًا تحت قبة البرلمان احتجاجًا على طرح العبادي لتشكيلة محاصصة وزارية، مؤكدين استمرار اعتصامهم حتى تشكيل حكومة تكنوقراط، حيث قضوا ليلتهم تحت قبة البرلمان. واعلن النواب المعتصمون، الذين يقودهم نواب التيار الصدري، أن اعتصامهم سيبقى مفتوحًا، حتى الاعلان عن حكومة التكنوقراط، وإلغاء التشكيلة الوزارية التي قدمها العبادي الى البرلمان.

وشهدت جلسة مجلس النواب امس حالة من الفوضى والاحتجاجات، بعد تأجيل التصويت على الاسماء التي عرضها العبادي للتشكيلة الوزارية الجديدة، حيث احتج العشرات من النواب على قرار تأجيل التصويت على اسماء التشكيلة الى جلسة غد الخميس. &

على الفور، اعلنت كتلة الاحرار النيابية، الممثلة للتيار الصدري بقيادة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، تعليق نشاط نوابها في مجلس النواب. وقال النائب عقيل عبد الحسين في مؤتمر صحافي مع نواب الكتلة "أن منهجية التكنوقراط المستقل التي نتبناها تتمحور في إخراج العراق من التقسيم الإثني والسياسي والفئوي والجهوي واخراج الوطن الجريح مما يعانيه". &

من جهته، اكد كاظم الشمري رئيس كتلة ائتلاف الوطنية العراقية بزعامة أياد علاوي رفضه لتشكيلة اليوم، معتبرًا انها تكرّس المحاصصة. وقال إن ائتلافه لن يصوّت على التشكيلة، حتى يتم تغيير مرشحيها، وابعادها عن المحاصصة.&