تقوم بعض الفصائل المدعومة أميركيًا في الريف الشمالي لحلب، باستئجار مجموعات عسكرية بغية خوض معاركها، كما تنشط في مجال بيع الذخائر مقابل أسعار زهيدة.

دمشق: لم تكتمل فرحة عدد من فصائل المعارضة السورية المعتدلة بالسيطرة على بلدة الراعي في ريف حلب الشمالي، المحاذية للحدود التركية، وذلك بعد تمكن تنظيم داعش من استعادة السيطرة على البلدة، إضافة إلى عدد من البلدات الأخرى، التي كان قد خسرها أثناء المعركة.

"الراعي" القريبة من حدود تركيا تعتبر نقطة أساسية في طريق إمداد المناطق، التي يسيطر عليها تنظيم داعش في محافظة حلب، وكان المقاتلون المعارضون أبدوا استعدادهم، بعد دخولها، للتقدم إلى معقلي التنظيم في منطقتي دابق والباب في المحافظة الشمالية.

تكليف بالقتال
استعادة داعش لهذه المناطق بشكل سريع كشفت الكثير من المعلومات حول أداء بعض الفصائل العسكرية، التي تخوض المعارك في وجه التنظيم، خصوصًا تلك التي تحظى بدعم تدريبي وتسليحي من الولايات المتحدة الأميركية.

وبحسب معلومات حصلت عليها "إيلاف"، فإن الفصائل المعتدلة، التي تلقى رعاية أميركية (لواء المعتصم، لواء الحمزة، الفرقة 51، الفرقة 99) تتبع تكتيكات جديدة في المعارك ضد تنظيم داعش، حيث تقوم باستئجار كتائب (لا يشملها الدعم الأميركي) مقابل مبالغ مالية بغاية خوض المعارك بالنيابة عنها.

حظوظ الجماعات الفقيرة
غالبًا ما تتجه الأنظار إلى المجموعات، التي لا تحظى بأي دعم عسكري، ليصار إلى عقد اتفاق مع قادتها، وهذا الأمر ساهم بشكل كبير في نجاح تنظيم داعش في استعادة السيطرة على المناطق التي خسرها.&

فالحرب باتت تجارة رابحة، ومعارك الكرّ والفر هي الأسلوب الأنجع لتحصيل الأموال، والفائدة تعمّ على جميع الفصائل، المدعومة أميركيًا، والتي تنال الهبات والدعم، عقب أي نجاح، والفقيرة التي تحظى بجزء من الأرباح في كل معركة تخوضها باسم المجموعات المدرّبة أميركيًا.

تسعيرات مختلفة
كما تشير المعلومات، "إلى أن المبالغ المدفوعة لقاء القيام بالمعارك تختلف، وذلك حسب الظروف، فتسعيرة المعركة، التي تتضمن إقتحامات ومواجهات مباشرة، مغايرة عن تلك التي تتمكن فيها هذه الفصائل من تأمين غطاء جوي من قبل قوات التحالف".

الأمور لا تقف عند هذا الحد، فأسعار الذخيرة انخفضت بشكل رهيب في الريف الشمالي لحلب، والفضل في ذلك يعود أيضًا إلى الفصائل المدعومة، فبعدما وصل سعر طلقة البندقية الروسية إلى مئتي ليرة سورية، أصبح اليوم لا يتجاوز الخمسين ليرة، وعبر التجّار، ما يعني أن الذخائر تباع بمبلغ أقل من 50 ليرة في الأصل.