عقدت الحكومة الإسرائيليّه اليوم، وللمرّة الأولى في تاريخها، جلستها الأسبوعية في هضبة الجولان، وذلك في رسالة موجّهة إلى الأطراف المتنازعة في سوريا وللمجتمع الدولي، تقول فيها إن الجولان المحتل منذ العام ١٩٦٧ سيبقى تحت السيادة الإسرائيليّة.

الجولان: قال بنيامين نتانياهو، رئيس الحكومة الاسرائيلية، إنّ "اسرائيل لن تنسحب أبدًا من هضبة الجولان، وحان الوقت أن يعترف العالم بسيادة إسرائيل على الجولان لأبد الآبدين"، هذا وحذا حذوه عدد من وزراء حكومته، التي احتفلت بعامها الأوّل وسط كونها حكومة ضيقة، إلا أنّها تعتبر الأكثر يمينيّة في تاريخ اسرائيل.

الى ذلك، توكّد اسرائيل أنّه في أيّ حلّ مستقبلي فإنّها ستظل في هضبة الجولان ولن تتنازل عن هذه البقعة الاستراتيجية، حيث يقول قاده الجيش والمسؤولون الامنيّون إنّه لا يمكن الدفاع عن اسرائيل، من دون هضبة الجولان.

هذا وقالت مصادر عسكرية لـ"إِيلاَف" إن تقسيم سوريا بات وشيكًا، وإن اسرائيل بهذا التأكيد تريد أن تضمن عدم اقتراب إيران من أراضيها في هضبة الجولان، بعدما أصبحت على حدودها الشمالية، مشيرة إلى أنّ بقاء القوات الاسرائيلية في الجولان من شأنه أن يشكل رادعًا لإيران وحزب الله في الشمال، على حدّ قول المصادر.

إسقاط النظام

الجدير بالذكر أنّ اسرائيل انشأت ما يشبه الحزام الأمني أو المنطقة العازلة في محافظه القنيطره والجولان السوري، حيث قامت بأكثر من عمليّة تصفية&لنشطاء إيران وحزب الله في القنيطرة، ومنها عمليّة اغتيال جهاد مغنية، نجل عماد مغنية، إضافة إلى اغتيال ضباط إيرانيين كبار العام الماضي، وكذلك استهداف منظّمات وخلايا عملت مع حزب الله بأوامر إيرانية في القنيطرة بهدف فتح جبهة مقابل اسرائيل بحسب الإدّعاءات الإسرائيلية.

ويذكر أنّ الجولان السوري أصبح بعد انسحاب الجيش السوري من القنيطرة بمثابة حزام أمني ومنطقة عازلة تضمن لإسرائيل بضع مئات من الكيلومترات الخالية من أي قوات نظاميّة أو دفاعية، وبالتالي تمكّنها من التوغّل داخل الأراضي السورية بسرعة، ومن دون مقاومة تُذكر حتى مشارف العاصمة دمشق، فيما قال قائد ميداني إسرائيلي إنّ هذا الامر يشكل رادعًا لحزب الله وإيران من مهاجمة اسرائيل، لأن اسرائيل عندها قد تقوم بإسقاط العاصمة، ما يعني الإطاحة بالرئيس السوري والنظام الحالي.

إقليم جنوبي

إسرائيل تسعى منذ سنوات للاحتفاظ بالجولان ضمن أيّ تسوية مستقبلية، وكان نتانياهو بحث الأمر مع الأميركيين وهو سيبحث هذا الموضوع مع الرئيس الروسي بوتين خلال لقائهما&المرتقب في ٢١ نيسان الجاري، وسوف يوضح للأخير أنّ أمن اسرائيل يتطلب البقاء في الجولان، وأنّه مستعد لنقل السيادة على القرى الأربع في الجولان لحكومة سورية يُتفق عليها في إطار الترتيبات الإقليمية الجديدة.

أمّا بشأن التقسيمات السورية وفكرة انشاء الأقاليم، فإنّ اسرائيل تسعى لإقامة اقليم جنوبي يضم جبل الدروز والقنيطرة والجولان لصنع ما يشبه حزامًا أمنيًّا شمال شرق اسرائيل يمتد من الحدود الثلاثية الإسرائيلية الاردنية السورية حتى جبل الشيخ بعمق أكثر من مئة كيلومتر داخل الاراضي السورية، وقد جرت مباحثات إسرائيلية روسية في هذا السياق، وذلك ضمن التنسيق الجوي والعسكري بين البلدين منذ دخول الروس في العمل العسكري في سوريا، وهذا ما أكدته مصادر متطابقة في موسكو وتل ابيب.