رغم فوزه في ولاية نيويورك وحصده لأصوات الأكثرية الساحقة من اصوات المندوبين، غير أن هاجس الفشل في نيل ترشيح الحزب الجمهوري قبل شهر تموز يلاحق دونالد ترامب.

جواد الصايغ من نيويورك: على الرغم من محاولة الساعي الى نيل ترشيح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، تصوير انتصاره في ولاية نيويورك، وكأنه حاز رسميًا على ترشيح حزبه، غير أن الطريق الإنتخابية لقطب العقارات البارز لا تزال محفوفة بالمخاطر.

ترامب تمكن حتى الآن من الحصول على اصوات 846 مندوبًا، ما يعني أنه بحاجة إلى اصوات 391 مندوبًا من اصل 674 ، لضمان الترشيح رسميًا دون الدخول في متاهات مؤتمر الحزب الجمهوري المقرر عقده في كليفلاند بشهر تموز القادم.

إنتصارات غير كافية
شبكة سي ان ان الأميركية، قالت في تقرير لها، " إن الإنتخابات التمهيدية للجمهوريين ستحط رحالها في آخر خمس عشرة ولاية، وذلك خلال نيسان وايار وحزيران، وبحال استمر قطب العقارات على حيازة نسبة 47 بالمئة من الأصوات كمعدل وسطي، فإنه لن يتمكن من الفوز ببطاقة ترشيح الحزب الجمهوري قبل شهر تموز، ما يعني أن الأنظار ستتجه إلى مؤتمر الجمهوريين، حيث سيتم إعلان المرشح الرسمي من قبل مسؤولي الحزب".

صفر اليدين
لا شك أن عدم الوصول إلى الرقم 1237، يشكل هاجس ترامب الأكبر اليوم، فالمرشح المثير للجدل خبر قضية توزيع الأصوات من قبل المسؤولين الجمهوريين، وكانت النتيجة خروجه صفر اليدين في ولايتي وايومنغ وكولورادو، فكيف سيكون حاله عندما يجتمع القادة (وهم يبغضونه في الأساس)، لإختيار مرشحهم.

هجوم على القوانين
صعوبة حسم الأمور، دفعت بالملياردير إلى شن هجوم يومي على نظام الإنتخاب بالحزب الجمهوري، ولم يتوانَ عن وصفه بالمزور والملتوي والمغشوش، لكن الأكيد أن هذا النظام معمول به منذ سنوات، وبالتالي لم يفضل على قياس ترامب لمنعه من تحقيق مبتغاه، وقد كان برينس بريبوس، رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، صريحاً وساخراً في آن عندما قال" المسؤولية تقع على عاتق حملة ترامب الإنتخابية، والتي كان عليها معرفة قواعد الإنتخابات منذ بداية السباق".

تفاؤل حملة ترامب
غير أن مسؤولي الحملة الإنتخابية لترامب، يأملون في حسم المعركة بداية الصيف، وفي هذا الصدد قال باري بينيت، أحد مستشاري حملة ترامب،" انا متأكد من اننا سنحسم المعركة قبل مؤتمر كليفلاند وسنصل الى الرقم المطلوب"، وذهب بعض العاملين في حملة ترامب أبعد من ذلك حين قالوا إن مرشحهم سيحصد 1400 صوت في نهاية السباق.

سقوط كبير أم نصر عظيم؟
من جهته، أعاد منافس ترامب الرئيسي تيد كروز، التأكيد على أن ايًا من المرشحين لن يتمكن من الفوز بالأصوات، وبالتالي الأمور ستبقى مفتوحة حتى موعد إجتماع الجمهوريين"، علمًا بأن سياسة منافسي ترامب الآن، كروز وجون كاسيتش، ومن خلفهما خصوم متصدر لائحة المتسابقين، تعتمد على توزيع الاصوات لمنع الملياردير من الوصول، وفي نيويورك مثلاً لا يمكن تجاهل موضوع عجز ترامب عن الحصول على كامل المندوبين رغم أن استطلاعات الرأي كانت تميل إلى إعطائه إنتصارًا كاسحًا وكاملاً، فقد تمكن كاسيتش من الحصول على اصوات اربعة مندوبين، وعلى الرغم من أن هذا العدد ضئيل بالمقارنة مع 89 صوتًا، غير انه من الممكن ان يكون له مفعول حاسم في النهاية، لأن التوقعات الحالية تشير إلى انه سيتخلف بحوالي ستين إلى ثمانين صوتًا عن الرقم المطلوب في نهاية السباق.

بنسلفانيا&
الجولة المقبلة من الإنتخابات، ستكون في ولايات، كانتيكيت (28) مندوبًا، ديلاور (16)، ميريلند (38)، رود ايلاند (19)، وبنسلفانيا (71)، وتشكل الأخيرة محور الثقل الأبرز بسبب وجود عدد كبير من المندوبين، وبحال استمرت الأمور كما هي عليه، فإن ترامب سيتمكن من الفوز بها، فإستطلاعات الرأي اظهرت انه سيتمكن من الفوز بأصوات 36% أمام جون كاسيتش بـ26% وتيد كروز بـ 24%.

إنديانا أمل ترامب
في الثالث من آيار، سيكون الموعد الأبرز بداية في إنديانا (57) مندوبًا، والفائز في هذه الولاية سيتمكن من الحصول على القسم الأكبر من أصوات المندوبين، ولكن تتضارب استطلاعات الرأي في هذه الولاية، فتارة تعطي ترامب تقدمًا وطورًا تنحاز لمصلحة كروز، إلَا أن الثابت الوحيد يكمن بعدم وجود حظوظ لحاكم اوهايو جون كاسيتش الذي تذيل اللائحة في ثلاثة استطلاعات للرأي، وكما في انديانا كذلك في نبراسكا، الفائز سيحصد اصوات 36 مندوبًا، أما في وست فيرجينيا (34) فمن المتوقع ان يحقق ترامب فوزًا كبيرًا، (انتخابات نبراسكا وفيرجينيا في 10 ايار/مايو)، ثم يأتي دور اوريغون (28) وواشنطن (44)، وذلك في 17 و24 آيار.

كاليفورنيا الحاسمة
الحسم سيكون في الأسبوع الأول من شهر حزيران، فسباق الإنتخابات التمهيدية سينتهي مع اقفال صناديق الإقتراع في مونتانا (27)، ونيوجرسي (51)، نيو مكسيكو (24)، ساوث داكوتا (29)، وكاليفورنيا (172)، الأخيرة ستلعب الدور الأكبر والأشمل، فعيون جميع المرشحين عليها، وإستطلاعات الرأي حتى الآن لا تزال تقف إلى جانب ترامب رغم أن كروز يعمل جاهدًا لتحقيق نوع من التوازن في هذه الولاية، وتشير المعلومات، إلى ان ترامب سيكون بحاجة للحصول على اصوات 130 مندوبًا على الأقل لضمان تخطي اصوات المندوبين المطلوبين بالتوازي مع ضرورة تحقيقه نتائج كبيرة في الولايات الأخرى، الأمر الذي يعتبره مراقبون صعب المنال.
&