اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على وقف القتال ليل الجمعة السبت في الغوطة الشرقية، القريبة من دمشق، وفي ريف اللاذقية شمالًا، لكن ليس في مدينة حلب، التي تشهد مواجهات عنيفة منذ أكثر من اسبوع، وفق ما أعلن الجيشان السوري والروسي.

موسكو: اكد بيان صادر من القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة بثه التلفزيون السوري الرسمي انه "حفاظاً على تثبيت نظام وقف العمليات القتالية المتفق عليه، يطبق اعتباراً من الساعة الواحدة (22,00 ت غ) صباح يوم (السبت) 30 نيسان (ابريل) نظام تهدئة" يشمل مناطق الغوطة الشرقية ودمشق لمدة 24 ساعة، ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لمدة 72 ساعة".

إعادة التزام
اضاف ان "ذلك لقطع الطريق على بعض المجموعات "الإرهابية" ومن يقف خلفها، والتي تسعى جاهدةً إلى استمرار حالة التوتر وعدم الاستقرار، وإيجاد الذرائع لاستهداف المدنيين الآمنين". ولم يتطرق البيان الى مدينة حلب، التي خلفت فيها المعارك اكثر من 200 قتيل بين المدنيين منذ اسبوع. وترعى موسكو وواشنطن منذ نهاية شباط/فبراير هدنة في سوريا لا تشمل "الجهاديين".

من جهته، قال المبعوث الاميركي الخاص الى سوريا مايكل راتني في بيان ان الاتفاق عبارة عن "اعادة الالتزام العام بشروط الهدنة (...) وليس اتفاقات محلية جديدة لوقف اطلاق النار". اضاف ان "الانتهاكات المستمرة والهجمات على المدنيين في حلب شكلت ضغطا كبيرا على الهدنة وهي غير مقبولة".

وتابع راتني "نتحدث حاليا مع روسيا للاتفاق بشكل عاجل على خطوات للحد من العنف في هذه المنطقة كذلك". وقال مصدر امني في دمشق لفرانس برس ان تجميد القتال يأتي "بناء على طلب الاميركيين والروس الذين التقوا في جنيف لتهدئة الوضع في دمشق واللاذقية". اضاف ان "الاميركيين طلبوا ان يشمل التجميد حلب، لكن الروس رفضوا ذلك".

وتدعم روسيا نظام الرئيس بشار الاسد في حين تدعم الولايات المتحدة عددا من الفصائل السورية المقاتلة. ونقلت وكالة انباء "ريا نوفوستي" الروسية عن مصدر دبلوماسي قوله ان موسكو وواشنطن اللتين تترأسان مجموعة الدعم الدولية لسوريا هما "الضامنتان لتطبيق نظام وقف العمليات" من قبل كل الاطراف.

حظر شامل
اضاف المصدر ان وقف العمليات الحربية سيبدأ منتصف ليل الجمعة. ولم يعرف سبب الاختلاف في التوقيت.وقال اللفتنانت كولونيل الروسي سيرغي كورالنكو من قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية ان التجميد يفرض "حظرا على كل المعارك وعلى استخدام كل انواع الاسلحة".

واضاف في تصريح نقلته وكالة "ريا نوفوستي"، "نناشد كل الاطراف المهتمة بارساء السلام في الاراضي السورية دعم المبادرة الروسية الاميركية وعدم انتهاك نظام وقف العمليات".

ورغم تراجع المعارك في مناطق عدة، استمر القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة الفرع السوري للقاعدة في اللاذقية ومحافظة دير الزور في الشرق وفي مناطق اخرى. ويسيطر جيش الاسلام الذي وافق على الهدنة على الغوطة الشرقية، لكن المعارك تجددت بين هذا الفصيل والقوات السورية منذ اسابيع.

ولم يتسن الاتصال بالفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية واللاذقية على الفور للتعليق على وقف القتال. وقتل اكثر من 270 الف شخص منذ اندلاع النزاع في سوريا في اذار/مارس 2011.