بين مخالب النظام وأنياب داعش، وقعت الفتيات السوريات ضحية الإعتداء الجنسي والضرب والتعذيب النفسي والجسدي، فأصبحن منبعًا لروايات مختلفة من التعذيب وإن إختلف الجلاد. فيما تبقى النتيجة واحدة، وهي خلق ضحايا يحتجن الكثير لإعادة النهوض.

بيروت: في وسط شرق البحر الأبيض المتوسط، تمتد عروس الشاطئ اللبناني جونيه المتألقة والفريدة بجمالها، وعلى الرغم من كونها مقصدًا للراحة والإستجمام، الا أن ما حصل فيها مؤخرًا جعلها عرضة للنهش والتشويه، فقد قامت قوى الأمن الداخلي في لبنان بالقبض على أكبر شبكة&إتجار بالبشر تعمل منذ نحو سبع سنوات، وتضم ٧٥ فتاة معظمهن من الجنسية السورية، تعرضن للضرب والتعذيب النفسي والجسدي، وأجبرن على ممارسة الدعارة تحت التهديد، فيما لفت بيان صدر عن قوى الأمن الداخلي إلى "أن بعض النساء تعرضن للتشويه الجسدي نتيجة تعذيبهن من قبل الخاطفين".

داعش والأسد

وتعتبر "شبكة جونية" حادثة أخرى تظهر التقارب بين وحشية النظام السوري ومقاتلي داعش، بحسب ما كتب ماثيو آيتون في موقع "ميدل إيست أي"، مشيرًا إلى وجود الكثير من الحقائق الأخرى التي تظهر أن قوات الأسد تشارك في الفساد وتقوم بكافة اعمال العنف الجنسي ضد الرجال والنساء والأطفال.

وكانت‫ هيومن رايتس ووتش قد وثقت أنماطًا مختلفة من الإغتصاب الجماعي والتعذيب الجنسي بحق النساء، مثل الصدمات الكهربائية على أعضائهن التناسلية، حيث تصف إحدى النساء الخارجات من زنزانة الأسد التعذيب الذي تعرضت له بالقول: "ربط يديّ وراء ظهري وأمسك بصدري، فدفعته بعيدًا، ثم وضع يده على صدري مرة أخرى ودفعني الى الحائط، فوقعت على الأرض وبدأ يضربني بالعصا".‬

ماثيو أشار إلى أن "الجرائم الدنيئة المتعلقة بالاستعباد الجنسي والإغتصاب ليست حكرًا على نظام الأسد، بل كانت تقوم بها عناصر داعش أيضًا"، حيث تروي فتاة أيزيدية هربت من &داعش في العراق لصحيفة الإندبندنت البريطانية تجربتها بالقول: "طلب مني خلع ملابسي. ووضعني في غرفة مع الحراس. وشرعوا في ارتكاب جريمتهم حتى أغمي عليّ".

الجلاد!

إلى ذلك، اتهم مسؤول سابق في نظام الأسد، ومحقق سابق في المخابرات السورية، وهو عماد الرحاوي بتشغيل "شبكة جونية"، حيث كان يعرف بإسم "الجلاد" للأعمال التي توصف بالهمجية، والتي كان يمارسها ضد النساء للتأكد من أنهن يقمن بواجبهن، بحسب ما افادت صحيفة الأخبار اللبنانية الموالية لحزب الله.

وقد انبثقت هذه العصابة نتيجة تدفق العديد من السوريات بعد اندلاع الحرب في سوريا، ظنًا منهن أن الوضع الآمن في لبنان سيساعدهن على العمل وعلى عيش حياة أفضل، لكنهن لم يدركن أنهن هربن من بنادق النظام السوري ليقعن في براثن عصابات الإتجار بالجنس في لبنان. وفي هذا الإطار، تقول مصادر في وزارة الخارجية الأميركية "إن استمرار الحرب في سوريا يسبب خطرًا كبيرًا على اللاجئات الضعيفات والقاصرات".