تتجه رئاسة البرلمان العراقي لمقاضاة متظاهرين اعتدوا على نواب لدى اقتحام مبنى البرلمان السبت، في عمل وصفته بالجبان، بينما تفقد الجبوري آثار الاقتحام ووجه بتهيئة المبنى لانعقاد جلسته المقبلة.. فيما دعا التيار الصدري لتشكيل كتلة وطنية عابرة للطائفية والقومية والفئوية، وطالب جميع الاحزاب بالاعتراف بأخطائها وتغليب مصالح الشعب العليا على مصالحها الخاصة.

إيلاف من لندن: أكدت هيئة رئاسة مجلس النواب العراقي احتفاظها بالحق القانوني في مقاضاة المتورطين بالاعتداء على النواب، وقالت إن أحداث اليومين الماضيين شكلت اختبارًا ومحكًا حقيقيًا وأفرزت بشكل واضح ضرورة واهمية الالتزام بالدستور والقانون والانضباط العام، حيث تمخضت عن أفعال هي محل استنكار وشجب لدى عموم الشعب العراقي والعقلاء والحكماء والقيادات السياسية الحريصة على مستقبل العراق وأمنه وسيادته.

وأضافت الرئاسة في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نصه الاثنين، أن ما حصل من تجاوز مؤلم على قيادات نيابية تمثل شريحة واسعة من ابناء الشعب العراقي، ولها جهدها الكبير في دعم العملية السياسية وتاريخها وإنجازاتها في العمل التشريعي، "يعد تجاوزًا سافرًا على هيبة الدولة ومجلس النواب الذي يعد اعلى سلطة تشريعية في البلد، فما جرى ليس تجاوزًا على أشخاص بعينهم، بل تعدى ذلك إلى موقعهم الاعتباري والسيادي الذي يشغلونه".

وأكدت هيئة الرئاسة احتفاظها "بالحق القانوني في مقاضاة المتورطين بهذا العمل الجبان".. مؤكدة اعتزازها بالنواب المعتدى عليهم ومنهم نائب رئيس المجلس ارام الشيخ محمد، الذي يعد من القيادات الشابة والواعدة في العملية السياسية ومن حزب فاعل ومناضل، في إشارة إلى حركة التغيير الكردية التي ينتمي اليها، وكذلك الا الطالباني القيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني رئيسة كتلة التحالف الكردستاني وواحدة من اهم القيادات النسوية السياسية، وكذلك عمار طعمة رئيس كتلة حزب الفضيلة القيادي في التحالف الوطني، وكذلك النائب عبد الحسين الموسوي نائب رئيس كتلة الفضيلة، وهو من الشخصيات السياسية المهمة وصانعة القرار، إضافة إلى عدد من الشخصيات النيابية الاخرى التي تعرضت للاساءة والتجاوز، بالإضافة إلى النواب الذين تمت محاصرتهم في المجلس وجميعهم محل تقدير.

ومن جهته، فقد تفقد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري الليلة الماضية مبنى البرلمان في اعقاب اقتحامه من قبل المتظاهرين موجهًا بتهيئة القاعات لعقد الجلسات المقبلة.&

واطلع الجبوري على الأضرار التي لحقت بمبنى السلطة التشريعية، حيث تجول بجميع مرافق المجلس من أجل إعادة صيانة ما تم تخريبه في هذه البناية. ووجه الجبوري جميع الدوائر المعنية بمباشرة عملها وجرد ما تم من اضرار لكل مرافق المؤسسة، كما أوعز بإعادة ترميم وتأهيل جميع القاعات لتهيئتها لانعقاد الجلسة المقبلة للمجلس الاسبوع المقبل لاستكمال التصويت على المتبقي من التشكيلة الوزارية لرئيس الحكومة حيدر العبادي.

وكان الالاف المتظاهرين قد اقتحموا السبت الماضي المنطقة الخضراء وسط بغداد مقر الرئاسات العراقية والسفارات الاجنبية، ووصلوا إلى داخل مبنى مجلس النواب العراقي رغم الاجراءات الامنية المشددة وذلك بعد دعوة الصدر لـ "انتفاضة شعبية" تطالب بإلاصلاحات، وذلك احتجاجاً على رفع جلسته السبت من دون التصويت على القائمة الثانية من التشكيلة الحكومية.&

والليلة الماضية، انسحب الآلاف من المحتجين من أنصار التيار الصدري بعد اعتصامهم في ساحة الاحتفالات في المنطقة الخضراء، التي تمكنوا من اقتحامها السبت، وذلك من الاحتجاجات على التأخر في تشكيل حكومة جديدة، ولوّح المحتجون بالتصعيد في حال عدم تنفيذ عدة مطالب منها تشكيل حكومة تكنوقراط واللجوء إلى العصيان المدني أو الاضراب العام.

الصدريون يدعون جميع القوى العراقية إلى الاعتراف بأخطائها

دعت الهيئة السياسية للتيار الصدري اليوم إلى تشكيل كتلة وطنية عابرة للطائفية والقومية والفئوية بعيدة عن المصالح الشخصية أو التخاصم السياسي أو الطموحات الفردية، مطالبة جميع الاحزاب بالاعتراف بأخطائها وتغليب مصالح الشعب العليا على مصالحها الخاصة.

واقترحت الهيئة في بيان الاثنين أن تكون هذه الكتلة مكرسة لأجل المصالح الوطنية العليا تأخذ على عاتقها إعداد خطة إنقاذ وطني مدروسة لا تخضع لأي قوة خارجية أو أجندات مشبوهة.&

وطالبت الهيئة في بيان صحافي الاثنين، اطلعت على نصه "إيلاف"، جميع الاحزاب السياسية إلى الاعتراف بأخطائها وتغليب مصالح الشعب العليا على مصالحها.

&وأشارت إلى أنّه "في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها عراقنا الحبيب وفي غمرة ما اعترى العملية السياسية من تخبط و اضطراب سببه تجاهل حاجات المجتمع والتغاضي عن مطالب الشعب الحقة والإمعان في تكريس الفشل المتمثل في الادارة السيئة لمؤسسات الدولة، وبعد الفشل المستحكم في جميع محاولات الترقيع والتجميل لمبدأ المحاصصة القبيح واستئثار الأحزاب والكتل السياسية بالسلطة الغاشمة واستمرارها في الهيمنة على إدارة وصنع القرار السياسي باسم المكونات، كما يزعمون كذباً وزورًا ودفاعاً بزعمهم عن الهوية المذهبية أو القومية أو الحزبية على حساب الهوية الوطنية الجامعة، وبعد أن تدرجت مطالب الإصلاح من الضغط الجماهيري السلمي والسياسي المسؤول إلى الاحتجاج الغاضب واختراق اكثر مناطق العراق أمنًا وتحصينًا، وبعد أن كلت الجهود عن ثني دعاة المحاصصة والغنيمة عن استمرارهم في قيادة العراق إلى الهاوية وإيصاله إلى مرحلة الانفجار، جاء رد جماهير العراق بعد أن عيل صبرهم وأسقط في أيديهم ليرسلوا رسالة التحذير الأخير بجميع اللغات التي تفهمها الأحزاب التي عميت عن رؤية الحقيقة و بصوت عراقي صادح و لسان وطني مبين أن تلكم النار التي أوقدتموها لن يكون الشعب هو المحترق الوحيد فيها..فاعتبروا يا أولي الألباب".

وتابعت الهيئة السياسية للتيار الصدري قائلة "إننا في الوقت الذي نشيد فيه بوعي الجماهير وتضحياتهم وصبرهم وحرصهم على انتشال العراق من نار الانانية الحزبية وهاوية المصالح الفئوية الضيقة نرفض أي اعتداء يطال الأنفس المحرمة وأي ترويع للآمنين، وأي تعدٍ على ممتلكات الدولة العامة والممتلكات الخاصة وأي محاولة لحرف جهود الإصلاح عن جادتها وهدفها النبيل ونهيب بأبناء هذا الوطن الحبيب في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة أن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن يضعوا العراق وشعبه في حدقات العيون وشغاف القلوب".

ودعت الهيئة ابناء القوات المسلحة من الجيش والشرطة وجميع القوات الأمنية إلى التعالي فوق كل المسميات والتحلي بالمهنية والخلق الوطني الرفيع الذي كان ومازال مصدر فخر واعتزاز لكل العراقيين".&

وطالبت جميع الأحزاب والكتل السياسية إلى استيعاب دروس التأريخ وأخذ الحكمة منها والتحلي بشجاعة الاعتراف بالاخطاء والزهد في المغانم، وأن يجعلوا العراق والعراقيين ومصالحهم العليا أولاً ويقدمونها قبل مصالح الأحزاب والكتل والفئات والمكونات.. محذرة بالقول "فإن لم يفعلوا ذلك فلات حين مندم ولات حين مناص".

وكان النواب المعتصمون اعلنوا الاسبوع الماضي تشكيل كتلة برلمانية تضم حوالي مائة نائب سُميت بجبهة المعارضة، موضحين أن هدف الكتلة هو القضاء على المحاصصة وتشكيل حكومة تكنوقراط.