قال خبراء ان انشاء "الهيئة العامة للترفيه" في السعودية من شأنه تحويل القطاع الترفيهي إلى قطاع اقتصادي جاذب لرؤوس الأموال وهو ما يساهم في تقليص هجرة السعوديين للخارج، مشيرين إلى أنهم يتوقعون من الهيئة الجديدة ان تساهم في زيادة الأنشطة الترفيهية وتنويعها، وتطوير انظمتها ولوائحها بما يساعدها على التطور، لاسيما أن ما هو متوفر حاليا من فرص ترفيهية لا يرتقي إلى التطلعات ولا يتواءم مع الوضع الاقتصادي في السعودية.
&
وكانت الأوامر الملكية الصادرة السبت، قد أمرت بإنشاء الهيئة العامة للترفيه ، برئاسة أحمد بن عقيل الخطيب &بعد إعفائه&من منصب مستشار في الديوان الملكي، وتعيينه مستشارا في الامانة العامة في مجلس الوزراء بمرتبة وزير، حيث جاء في نص الأمر الملكي&بأن يتم انشاء"هيئة عامة للترفيه"، وتختص بكل ما يتعلق بنشاط الترفيه، ويكون لها مجلس إدارة يُعين رئيسه بأمر ملكي.
&
وفيما أعرب الخطيب في تغرديه عن خالص شكره للعاهل السعودي على الثقة، واعداً بالسعى للعمل البناء في الهيئة الوليدة، الا انه لم يفصح عن مهام الهيئة الجديدة ، حيث انه &ينتظر ان تتضح &خلال الثلاثة الاشهر القادمة، حسب الاوامر الملكية التي وجهت مجلس الوزراء باستكمال الإجراءات اللازمة لإنفاذ القرارات ومراجعة الأنظمة والتنظيمات والأوامر والقرارات التي تأثرت.
&
الترفيه بالسينما والمسرح
&
ممدوح سالم ، مدير مهرجان الشباب للأفلام، اوضح ان استحداث هيئة عامة للترفيه ، يأتي ضمن رؤية السعودية 2030 والهادفة الى زيادة الانفاق على قطاع الترفيه، مشيرا في حديثه لـ"إيلاف" ان إنشاء الهيئة مؤشر بانه هناك توجه كبير من الدولة لخدمه قطاع الترفيه، فضلا عن الثقافة المرتبطة بالترفيه، لاسيما ان المجتمع بحاجة الى مدن ترفيهية تخاطب العائلة ككل وليس الاطفال وحدهم ، مضيفا انه يمكن الاستفادة من تجربة دبي التي نجحت في &صياغة مفاهيم مبتكرة ونوعية في عالم الترفيه العائلي، وبالتالي اصبحت محل استقطاب الكثير من السعوديين.
&
وحول الترفيه الثقافي ، اشار ممدوح إلى انه عند الحديث عن هذا القطاع يتبادر الى الذهن &مباشرة المسرح والسينما، واضاف " السينما في السعودية ما زالت مسألة اجتهادية تقوم على جهود فردية، اما المسرح فما زال مرتبطا ببعض المهرجانات السنوية ، وهو مسرح فقير لا يقام ضمن بنية تحتية متكاملة، تؤهله لان يطلق عليه &صناعة ، واضاف " وبالتالي هنا يأتي دور الهيئة بخلق مناخ حقيقي للترفيه الثقافي وتكوين بنية تحتية ، بحيث نرتقي بالترفيه والثقافة ، مشيرا إلى ان الصناعة الثقافية هي رافد مالي تعتبر في الخارج إحدى اهم أولويات الدخل ، وكثير من السعوديين يتجهون للخارج لأغراض ترفيهية ، واضاف "الثقافة ما زالت تقوم على الدعم الحكومي لكن التوجه الجديد للرؤية السعودية يقوم على العمل بأن تتحول الى قطاع استثماري واقتصادي يقدم مدخولات للدولة بدلا من ان تكون مجرد قطاع اتكالي".
&
تنظيم القطاع الضائع
&
من جهته، قال سلطان النهدي الخبير الاقتصادي، انه يتوقع ان تقوم هيئة الترفيه بتنظيم قطاع المناشط الترفيهية وإخراجها من حالة الضياع التي تمر بها حاليا، إلى رؤية واضحة عبر تشريع سياسات واجراءات استراتيجية &تعتمد على جلب الأفكار المميزة والمشاريع في هذا المجال، مشيراً في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن اغلب معوقات صناعة الترفيه في السعودية تعتبر تنظيمية وبالتالي وجود جهة إشرافيه موحدة من شأنه ان يحول القطاع الترفيهي إلى قطاع استثماري جاذب لرؤوس الأموال المحليّة والخارجيّة وبالتالي زيادة الأنشطة الثقافية وتنويعها، لاسيما ان ما هو متوفر حاليا من فرص ترفيهية، لا يرتقي إلى التطلعات كما لا يتواءم مع الوضع الاقتصادي.
&
وأكد سلطان المهدي ان استحداث هيئة مخصصة للترفيه قرار استراتيجي ناجع &وذلك &لما يمثله قطاع الترفيه من أهميّة كبرى في تنمية الاقتصاد في وقت بات الترفيه فيه سمة حضارية وليست ترفاً كما قد يظن الكثيرون، مبينا انه لابد من التعامل مع مفهوم الترفيه كصناعة جادة وفاعلة في استقطاب المواطنين وهو ما يساهم في تقليص هجرتهم للخارج بحثا عن الترفيه، وذلك عبر تنمية مقومات الجذب الداخلي والذي يعد الترفيه عصب حياته.