ثلاث إشارت جاءت من لندن خلال الأيام القليلة الماضية، تحمل عنواناً واحداً، وهو "التسامح" والرغبة في العيش المشترك، والتحرر من قيود الكراهية التي تغذيها الإختلافات العقائدية والأفكار الموروثة، ولكن هل نجح العالم الإسلامي في التقاط هذه الإشارات؟ أم تم "التشويش" عليها وتجاهلها على الرغم من أهميتها لكل من يريد نهاية لعالم يعاني من عقدة الإضطهاد ونظرية المؤامرة.
&
حافلات "سبحان الله"
&
في شوارع لندن وبرمنغهام، ومانشستر، وليستر سوف تسير الحافلات الإنكليزية&الشهيرة طوال شهر رمضان وهي تحمل دعايات دينية تقول "سبحان الله"، وقد تمت الموافقة على ذلك من جانب السلطات الإنكليزية&دون تردد، تعبيراً عن إحترام المجتمع المسلم في بريطانيا، ورغبة في جمع&التبرعات والتعاطف معنوياً مع ضحايا الحرب في سوريا.
&
حجاب "أم محرز"
&
ثاني الإشارات جاءت من مدينة ليستر، وشاهدها العالم بأسره السبت الماضي، فقد ظهرت والدة النجم الجزائري رياض محرز، وهي تحتفل معه بلقب الدوري الإنكليزي، وقد ارتدت زيها الإسلامي في تناغم لافت مع أجواء الإحتفالات، وهي أول أم عربية ومسلمة تحتفل بهذا الإنجاز.
&
كما أن محرز حصل على لقب أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي، وهو اختيار يتم بالتصويت، مما يعني أن المبدع يحصل على حقه حتى وإن كان مسلماً عربياً، وهي إشارة تؤكد تسامح الغرب ، واحترامه للموهبة بشعار "لا يهم من أنت ولا يهم من أين أتيت".
&
عمدة لندن المسلم
&
قد لا يكون لخبر عن حافلة لندنية تحمل كلمات تقول "سبحان الله" أو لصورة لأم مسلمة تحتفل بحصول إبنها على لقب أهم وأقوى دوري في العالم أهمية من وجهة نظر البعض، ولكن خبر تولي صديق خان منصب عمدة لندن كان الأكثر جذباً للأنظار على المستوى العالمي في الأيام القليلة الماضية.
&
وعلى الرغم من أنه صعد إلى هذا المنصب المرموق لواحدة من أهم عواصم العالم بالإنتخاب، إلا أن بعض الأصوات المتشددة ما&زالت تقول إن لندن أصبحت "لندن ستان" و "لندن خان"، ولكن هذه الأصوات القليلة لا تحجب شمس الحقيقة التي تقول إن الهوية الدينية لهذا الرجل الذي يتمتع بأصول باكستانية لم تمنع من جلوسه على مقعد عمدة عاصمة الضباب.