يعتبر حزب الله في بعض تصريحات مسؤوليه أن رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" ميشال عون أدار له ظهره في الانتخابات البلدية الأخيرة في بيروت وزحلة مع تحالفه مع القوات اللبنانيّة، فهل أصبحت العلاقة بين عون وحزب الله في دائرة الخطر؟.

بيروت: هل صحيح أن التفاهم بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون وبين حزب الله دخل في دائرة الخطر على خلفية تحالف عون مع القوات اللبنانية في بعض البلديات في العاصمة وزحلة، حيث اعتبر البعض أن عون أدار ظهره لحزب الله في تحالفاته البلدية؟.

تعقيبًا على الموضوع، يعتبر النائب السابق سليم عون (التيار العوني) في حديثه لـ"إيلاف"، "أن لا أزمة فعلية بين التيار الوطني الحر وحزب الله على خلفية الانتخابات البلدية الأخيرة، فداخل الحزب الواحد قد نشهد تباينات، وهو أمر طبيعي".

وعن وصف العلاقات بين عون وحزب الله، يؤكد سليم عون أن العلاقات لا تزال متينة على المستوى السياسي، "فنحن متفقون مع حزب الله في وجه الخطر الإسرائيلي، والتمدّد "الإرهابي التكفيري"، وعلاقتنا لا تتزعزع مع حزب الله في هذا الخصوص، وضمن العائلة الواحدة قد نشهد تباينات حول الموضوع الواحد، لكل فريق وجهة نظره، ويجب وضع الأمور في إطارها الطبيعي، وأي فريق نجد فيه تباينات خصوصًا لجهة الانتخابات البلدية".

علاقة في خطر
ولدى سؤاله ما هو موقفكم ممن يدّعون أن عون وحزب الله علاقتهما في خطر؟، يجيب سليم عون أن العلاقة ليست في خطر، لأنه لا يمكن البناء على انتخابات بلدية، والقول إنها سوف تؤثر على علاقة عمرها أكثر من 10 سنوات، وما يجمعها أكبر مما يفرّقها، فالخطر الإسرائيلي والخطر "التكفيري الإرهابي" يبقى أساس العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله.

يضيف عون: "لقد مرت العديد من الأمور أصعب بكثير من الانتخابات البلدية، تم تجاوزها من قبل الفريقين، ومنها على سبيل المثال تمديدان للمجلس النيابي، وتأجيل تسريح لقائد الجيش اللبناني".

كيف يمكن لحلفاء الماضي عون وحزب الله أن يعيدا اللحمة إلى ورقة التفاهم بينهما؟، يجيب سليم عون أن اللحمة بين الفريقين لم تهتز، ولا بد من أن يتفهم الفريق الآخر، أي حزب الله، تقاربنا مع القوات اللبنانية، تمامًا كما نتفهم نحن وقوف حزب الله إلى جانب حركة أمل، ونتفهم الأولوية التي يعطيها حزب الله للتفاهم الشيعي في لبنان.

لا أزمة
بدوره، يؤكد النائب قاسم هاشم (التنمية والتحرير) في حديثه لـ"إيلاف"، أن لا أزمة بين التيار الوطني الحر وحزب الله، وهذا ما أعلنه قادة الفريقين على كل المستويات، سواء عبر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أو الجنرال ميشال عون والمندوبين، ولكن طبعًا التباين في وجهات النظر يمكن أن يكون إزاء أي قضية تُطرح، ومنها قضية البلديات الأخيرة، وهو أمر طبيعي، حتى داخل الفريق والحزب الواحد، حول بعض القضايا، وأمر عادي أمام الأزمات الحالية، وهي كثيرة على المستوى الوطني وعلى مستوى ما يحيط بلبنان، قد يكون هناك تباين في القراءات، وفي كيفية معالجة بعض القضايا.

النقاش طبيعي
ولدى سؤاله بأن البعض اليوم بدأ يطلب في التيار الوطني الحر إعادة إجراء قراءة لتجربة وثيقة التفاهم، ألا ترى بذلك بداية أزمة بين الفريقين؟، يجيب هاشم: "لا أبدًا، ومن قال إن كل التيار الوطني الحر بكل مستوياته، قد يكون مقتنعًا بالوثيقة أو بالعلاقة بشكلها الكامل، هذا أمر طبيعي، وهذا ما تبيّن خلال الفترة الأخيرة، عبر بعض التباينات في المواقف إزاء طرح بعض الأمور، وطبيعي أن يكون هناك نقاش، فهي مسألة نقد ذاتي تجاه أي علاقة بين الفرقاء السياسيين أو داخل الحزب الواحد، فدائمًا يكون هناك تناقض في الكثير من القضايا.&

ويتابع هاشم: "تُدرج الكثير من القضايا في مستويات معيّنة قد تظهر نوعًا من التباين في أسلوب طرحها، ولكل أسلوبه في التعاطي ومقاربة الأمور، ومن الطبيعي جدًا أن من له رؤية ومنهجيّة معينّة في العمل السياسي ومقاربة للأمور ألا يكون هناك تماهٍ كامل وتطابق في المقاربات وفي قراءة المواقف ومنهجيّة العمل، هل يكون ذلك مستغربًا؟، أبدًا، وهذا ليس حزبًا واحدًا، ولا ينتمي إلى عقيدة واحدة، هناك نوع من التحالف قد تكون فرضته الظروف العامة، وفي لحظة معيّنة قد لا يستمر، فنحن نعرف تمامًا أن أي علاقة سياسيّة تقوم على المصالح وتقاطعها، فليس غريبًا أن تكون هناك علاقة بين أي قوة سياسيّة، وألا تكون أبدية ومتماهية إلى أبعد الحدود، وفي كل التفاصيل الدقيقة، لأنه عندما نصل إلى التفاصيل لا شك سيكون هناك تباين واختلاف في الكثير من المقاربات.
&