يلاحظ في الانتخابات البلدية والاختيارية التي تجري في لبنان أن البرامج الانتخابية للمرشحين تتسم بالعموميات والوعود المطاطية وبعضها يتسم بالمثاليات والأحلام، فكيف يمكن تطبيقها على أرض الواقع؟.

بيروت: يطرح السؤال حول إمكانية تنفيذ كل البرامج المطروحة من قبل اللوائح المتنافسة في البلدات اللبنانية خلال الانتخابات البلدية التي تجري حاليًا في لبنان، خصوصًا أن بعض البرامج الإنتخابية تنطلق من عموميات ووعود مطاطة، وحتى بعضها يتسم بالمثاليات والأحلام.

تعقيبًا على الموضوع، يقول النائب عاصم عراجي (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" إن البلديات في لبنان تبقى إنمائية أكثر مما هي سياسية، ونأمل أن تطبق كل البرامج المطروحة من قبل اللوائح المنتخبة، وهناك بعض البلديات انتخبت على أساس السياسة، ونتمنى أن تعمل تلك البلدات المنتخبة سياسيًا على النحو الإنمائي.

والمفروض أن ننسى الأجواء السياسية التي رافقت الإنتخابات البلدية والعمل على تحقيق كل البرامج الإنمائية فيها.

أما النائب كامل الرفاعي (8 آذار) فيرى في حديثه ل"إيلاف" أن البرامج الإنتخابية للمرشحين تبقى كثيرة وتحتاج إلى امكانيات وقدرة على تحصيل الضرائب لتنفيذها، والقيّمون على هذه البرامج الانتخابية للبلديات إذا استطاعوا أن يحققوا 30 أو 40% منها فيشكل أمرًا إيجابيًا لمصلحة الشعب.

وردًا على السؤال بأن البرامج الانتخابية للوائح تنطلق من عموميات ووعود مطاطية بمعظمها فمتى يصبح العمل البلدي عملاً تنمويًا بصورة واضحة وشفافة؟ يجيب عراجي يحتاج الأمر إلى عمل جبار ويعود الأمر إلى شخصيّة رئيس البلدية المنتخب ومدى التزامه بتنمية بلدته، فهناك رؤساء بلديات كانوا ناجحين في هذا الخصوص لما يتميزون به على صعيد شخصي، وكل هذا يعتمد على محبة رئيس البلدية المنتخب لبلدته وهمّته في العمل التنموي، وشخصية رئيس البلدية وحضوره كلها تلعب دورًا في هذا المجال.

في هذا الصدد يقول الرفاعي إن العمل البلدي يصبح تنمويًا بصورة واضحة وشفافة عندما يحرص المواطن اللبناني أن يختار من هو يملك الكفاءة للعمل البلدي، ويجب الإبتعاد على الوجاهة والعصبية والتوجه إلى الخدمة العامة من قبل المنتخبين.

مثاليات وأحلام

بعض البرامج تتسم بالمثاليات والأحلام هل البرامج المطروحة من قبل بعض المرشحين للانتخابات البلدية يمكن أن تطبق على أرض الواقع؟ يجيب عراجي أن بعض البرامج المطروحة من المستحيل تطبيقها، بحسب الإمكانيات المادية، لكن إذا كان رئيس البلدية طموحًا ويرغب في خدمة بلدته، وأهلها، يستطيع تقديم الكثير من خلال تحسين الضرائب، والمستحقات، وجعل المواطن يشعر أن ما يدفعه من ضرائب إنما لخدمته.

لكن للأسف بعض رؤساء البلدية يطمحون "للوجاهة" فقط، ولا يشتغلون ويخدمون بلدتهم. وبدوره يلفت الرفاعي إلى أن ما نعيشه من لبنان من تسيب وعدم التزام بالقوانين يبقى صعبًا أن تطبق البرامج المطروحة على أرض الوقع.

مستحقات البلدية

عن أهم المواضيع الدقيقة في البلديات والتي يجب العمل عليها بسرعة يقول عراجي إن من المفروض إعطاء البلديات مستحقاتها من قبل الدولة، ومن المفروض حصول مراقبة على البلديات من أجل معرفة كيفية صرف الأموال، إذ لا مراقبة جدية حتى اليوم.

يؤكد الرفاعي أن البلديات تحتاج أن تعرف إمكانياتها وأن يتعاون كل أهل البلدة لاختيار الأكفأ لقيادة بلدتهم.

حول موضوع النفايات وإمكانية حل هذا الملف المعقد من قبل البلديات يقول عراجي إن موضوع النفايات ملحّ اليوم، والمجلس البلدي يشكل مجلسًا للوزراء مصغرًا، وللمجلس البلدي امكانياته ويجب تفعليها، من خلال تقديم خدمات للناس وتحسين البنى التحتية، والأهم الا تنحو البلديات المنحى السياسي، إذ تصبح حينها كالنقابات.

يشير الرفاعي في هذا الخصوص إلى أن البلديات إذا اتسمت بالجديّة والإمكانية من خلال الحصول على المنح، تستطيع حل موضوع النفايات تمامًا كما حصل في بلدة بعلبك.