محمد علي يقول إنه عاش من أجل قناعاته الدينية والسياسية

سيشيع بطل الملاكمة الأسطوري، محمد علي، إلى مثواه الأخير في موكب عظيم بمدينة لويفيل بالولايات المتحدة، وتدعو عائلته كل العالم لإلقاء نظرة الوداع عليه.

وسيلقي الرئيس الأمريكي السابق، بيل كلينتون، خطاب التأبين، يوم الجمعة في لويفيل، مسقط رأس، علي.

ويتوقع أن يشارك في التأبين الممثل، بيلي كريستل، والصحفي الرياضي، براينت غيمبل.

وقد توفي محمد علي، عن عمر يناهز 74 عاما، الجمعة نتيجة مضاعفات التهاب لم يعرف سببه.

وستقيم العائلة الخميس العزاء للأقارب.

وكان محمد علي بطلا للعالم في الوزن الثقيل ثلاث مرات، وواحدا من أعظم الرياضيين في التاريخ، وقد أعلنت وفاته في مدينة فينيكس بأريزونا، وسينقل جثمانه إلى كينتاكي في اليومين المقبلين.

وسيدفن في مقبرة كيف هيل في لويفيل، المدينة التي ولد فيها عام 1942.

وكان بطل الملاكمة يعاني من متاعب في التنفس، وداء الرعاش.

"بطل الشعب"

صورة محمد علي رمز النضال من أجل الحقوق المدنية في الولايات المتحدة

يقول المتحدث باسم العائلة، بوب غانيل، عن محمد علي: "كان مواطنا عالميا وكان سيطلب من جميع الناس أن يمشوا في جنازته".

وستقام صلاة الجنازة على، محمد علي، الجمعة في لويفيل، ثم ينقل جثمانه ليطوف شوارع المدينة الرئيسية، بما فيها الشارع الذي يحمل اسمه، وشارع برودوي الذي أقيمت فيه احتفالات فوزه بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية عام 1960.

ويتوقع أن يحضر الجنازة نحو 20 ألف شخص.

وأكدت العائلة أن الجنازة مفتوحة لجميع الناس من مختلف الديانات والعقائد، لكن المراسم ستكون وفق تعاليم الإسلام، الذين هو دين محمد علي.

وأضاف غانيل أن :"محمد علي كان فعلا بطل الشعب، وأن الجنازة ستكون مفتوحة للجميع من مختلف الأعراق والأديان".

وستنقل أحداث الجنازة مباشرة على الانترنت.

وتوالت التعازي على العائلة من جميع أنحاء العالم، ونكست الأعلام في مدينته لويفيل، وتجمع الآلاف أمام مركز، محمد علي، للتعبير عن حبهم للفقيد والترحم عليه.

وأشاد بيل كلينتون السبت بخصال، محمد علي، قائلا: "لقد عاش لعقيدته وقناعاته السياسية، واتخذ قرارات صعبة وتحمل تبعاتها".

وقال عنه الرئيس، باراك أوباما، "إن محمد علي حرك العالم، والعالم أصبح أفضل بسببه".

وكان محمد علي مناصرا لحقوق السود مثلما كان بطلا فوق الحلبة.

وعندما سئل كيف يريد أن يتذكره الناس، قال: "الرجل الذي لم يبع شعبه أبدا، وإذا كان ذلك كثيرا فليذكرني الناس بأنني كنت ملاكما متميزا".

وأضاف: "لا أمانع إذا هم لم يذكروا كم كنت وسيما".

ووصفه جورج فورمين، الذي خسر أمامه منازلة 1974 الشهيرة في كينشاسا، بأنه "أعظم إنسان عرفه".

وقال فورمين: "ليس من العدل أن تعتبره ملاكما".

تأبين محمد علي في المركز الإسلامي ومسجد "بلال" الذي ساعد البطل العالمي الراحل في بنائه.

وقال مناضل الحقوق المدنية، جيسي جاكسون، إن محمد علي كان مستعدا للتضحية بتاج الملاكمة العالمية وبالمال من أجل مبادئه عام 1967، عندما رفض الالتحاق بالجيش الأمريكي في حرب فيتينام.

وقد تعرض الملاكم لانتقادات في الولايات المتحدة بسبب هذا الموقف. وقد سحب منه لقب البطولة، ومنع من الملاكمة أكثر من 3 أعوام.

وقد فاز محمد علي بالميدالية الذهبية للوزن الثقيل في الألعاب الأولبمية عام 1960.

وعرف باسم "الملاكم الأعظم"، وكان محمد علي هو الذي أطلق هذا الإسم على نفسه، وفاز على سوني ليستون عام 1964، ليحصل على اللقب العالمي.

وأصبح أول ملاكم يفوز باللقب العالمي ثلاث مرات.

وعندما واجه محمد علي سوني ليستون وفاز عليه، كان على علاقة بحركة "أمة الإسلام"، التي كانت تناضل من أجل تطزير الظروف الروحية والنفسية والاجتماعي والاقتصادية للأمريكيين من أصول أفريقية.

وأشهر محمد علي بعدها إسلامه، وتخلى عن اسمه السابق، لأنه اسم العبيد، على حد تعبيره.

وكان محمد علي يتميز بخفته وفنياته العالية، على الرغم من أنه كان يلاكم في فئة الوزن الثقيل.

وتقاعد عن الملاكمة عام 1981، وفاز في 56 منازلة من أصل 61 خاضها، 37 منها فاز بها بالضربة القاضية.

وتلقى جائزة "شخصية القرن الرياضية" من بي بي سي.

&