اتهمت منظمة اوروبية النظام الايراني بالتذرع بتنظيم داعش &لتنفيذ عمليات تطهير عرقي ضد العراقيين السنة، ودعت الى حل للمليشيات العراقية التي تقودها إيران وإعلان التدخل الإيراني في شؤون العراق أمرا محظورا .. فيما أقر العبادي بانتهاكات ضد المدنيين في معركة الفلوجة، متوعدا بمحاسبة مرتكبيها بينما اطلق الحشد الشعبي سراح 605 مدنيين يحتجزهم شرق المدينة.

إيلاف من بغداد: أكدت المنظمة الاوروبية لحرية العراق ان السياسة الغربية في العراق تساعد وتحرض على قتل الأبرياء في الفلوجة. واضافت المنظمة في بيان صحافي حول عملية تحرير مدينة الفلوجة بغرب العراق تسلمته "إيلاف" الاحد، "يبدو أننا لم نتعلم شيئا من الدروس من مصير الرمادي التي تحررت من قبضة تنظيم داعش في في بداية هذا العام فخلال المعركة الأخيرة لاستعادتها فقد تعرضت تقريبا كل البنايات في المدينة للتدمير وبقي عدد قليل من النساء والأطفال وكبار السن من الرجال.&

تحذير

واشارت المنظمة التي يترأسها حاليًا إسترون إستيفنسون عضو البرلمان الاوروبي بين عامي 1999 و2014 ورئيس لجنة العلاقات مع العراق في البرلمان الاوروبي بين عامي 2009 و2014 الى انه في عمليات السيطرة على الرمادي فقد تم قتل اعداد كبيرة من المدنيين العزل وشنت الميليشيات المدعومة من ايران حملة إبادة جماعية غير رحيمة ضد السكان وغالبيتهم من السنة رافقتها أعمال تعذيب وحرق وذبح الرجال والنساء والأطفال.&

وحذرت من تكرار هذه الممارسات في الفلوجة حيث سيتم قتل اعداد اخرى من المدنيين حيث تقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 20،000 طفل محاصرون في الفلوجة يستخدم داعش بعضهم كدروع بشرية، في حين يجبر الآخرون على القتال والميليشيات سوف تكون جزار بلا رحمة لهم.

واضافت ان "الميليشيات العراقية التابعة للنظام الإيراني تحت قيادة قائد قوة القدس الإيرانية الإرهابية قاسم سليماني تقود من جانب واحد عملية الهجوم والقتل والذبح ضد المدنيين الأبرياء وكذلك وحرق المنازل والمساجد وحتى قطع رؤوس الناس في الفلوجة حيث ان هناك سبع عشرة مجموعة ميليشيا تحت قيادة ايران من بينها منظمة بدر الإرهابية مع ستة آلاف رجل، والعصائب مع خمسة آلاف رجل &والكتائب بأربعة آلاف رجل وكتائب الإمام علي مع ثلاثة آلاف رجل يشتركون في هذه العملية". وقالت ان لقطات نشرت على الانترنت تظهر عناصر الميليشيات وهم مرددين شعارات طائفية بعد قطع رؤوس 17 شخصا في بلدة الكرمة القريبة من الفلوجة.

تدريب وتسليح العشائر&

واشارت المنظمة الى ان هذه الاعداد الضخمة من عناصر المليشيات لايقابلها سوى أربعة آلاف من القوات السنية فقط المقربين من الحكومة، يشتركون في هذه المعركة وهي ليست لديها أسلحة ثقيلة وبالتالي فهي تنتشر بشكل رئيسي على الخطوط الجانبية للمعركة.&

وشدد المنظمة على ان الطريقة الوحيدة لهزيمة داعش وتحرير محافظة الأنبار بأكملها تكمن في تنظيم وتسليح القبائل السنية وإشراكها بشكل مباشر في تحرير أراضيها لكن توغل إيران التي تسيطر الآن على العراق، يمنع ذلك. واشارت الى ان قيس الخزعلي قائد ميليشيات العصائب التي ادينت جرائمها مرارا &من قبل المجتمع الدولي كان قد وصف الفلوجة وسكانها بأنها "مصدر للإرهاب" وانها "غدة سرطانية يجب اجتثاثها" كما كان رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي قد وصف الفلوجة ب "رأس الأفعى".

وقالت المنظمة انه في الوقت الحاضر يقع أهالي الفلوجة العزل محاصرين بين تنظيم داعش الارهابي والميليشيات العراقية في حين أن الأعمال الوحشية الطائفية التي ارتكبتها الميليشيات لاقت إدانة واسعة النطاق في كل من العراق وعلى الصعيد الدولي ولكن حكومة العبادي للأسف ظلت صامتة في التعامل مع هذه الجرائم.&

الغرب متورط&

وعبرت المنظمة عن الاسف لما قالت انه تورط الغرب في مساعدة هذه المحرقة من خلال توفير الاسناد الجوي والغارات الجوية على المدينة وحيث الغارات الجوية الأميركية والبريطانية قد ساعدت في استعادة الرمادي وسوت معظم مباني المدينة والبنية التحتية بالأرض فأنه الان قد بدأت الطائرات الحربية من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة غارات جوية على أهداف داعش بأطراف الفلوجة.

واوضحت ان التدخل الغربي في العراق لاقى تشجيعا على نطاق واسع من قبل النظام الايراني الذي

يتذرع بداعش كوسيلة ملائمة لتنفيذ هدفه المتمثل في تطهير عرقي ضد السكان السنة العراقيين.&

وقالت المنظمة انه من خلال التغاضي عن هذه الاستراتيجية فأن الغرب يدفع بلا هوادة أبناء السنة المضطهدين في العراق إلى موقف لا يحسد عليه بين اختيار داعش أو الموت على يد الميليشيات.

وشددت على ضرورة إعادة التفكير في السياسة الغربية واحتضان سنة العراق في قوة عسكرية جديدة وشاملة تتلقى تدريبا غربيا وحل الميليشيات العراقية المسلحة التي تقودها إيران دون تأخير بالترافق مع إعلان التدخل الإيراني في شؤون العراق أمرا محظورا.&

اطلاق&المحتجزين

وأعلن مجلس محافظة الأنباراليوم إطلاق سراح 605 مدنيين كانوا محتجزين لدى قوات الحشد الشعبي في موقع المزرعة شرقي الفلوجة بعد ثبوت عدم ارتباطهم بتنظيم داعش. &&

وقال عضو اللجنة الأمنية بالمجلس راجع بركات العيساو &في حديث الى "المدى برس"إن "لجنة مختصة من مجلس محافظة الأنبار تسلمت 605 من المحتجزين المدنيين من قوات الحشد الشعبي في موقع المزرعة، شرقي الفلوجة بعد تدقيق هوياتهم خلال عملية اخلائهم من محاور الفلوجة والصقلاوية والسجر والكرمة، نتيجة، ثبوت عدم ارتباطهم بداعش الإرهابي".

وأضاف العيساوي، أن "مجلس محافظة الأنبار نقل أولئك المدنيين إلى ناحية العامرية، جنوبي الفلوجة &وأمن لهم المساعدات الغذائية والطبية العاجلة".

يذكر أن القوات المشتركة تواصل تقدمها لتحرير الفلوجة منذ إعلان رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، انطلاق العملية في 23 من الشهر الماضي.
&
انتهاكات

اقر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بوقوع انتهاكات ضد مدنيي الفلوجة متوعدا بمحاسبة مرتكبيها، وقال سعد الحديثي المتحدث الرسمي بأسم العبادي في ايجاز صحافي اليوم تابعته "أيلاف" ان القوات العراقية تواصل تقدمها في معارك تحرير الفلوجة حسب الخطط الموضوعة والتوقيتات الزمنية المحددة وقد حققت تقدما كبيرا بتحريرها مساحات واسعة في قاطع العمليات .&

واشار الى انه مع توالي الانتصارات فان الحكومة العراقية تؤكد حرصها على حياة المدنيين وتسعى بكل السبل لتوفير اقصى درجات الحماية الممكنة لهم في ظل ظروف معركة مع عدو متربص لايتوانى عن استخدام كل الوسائل لالحاق الأذى بالمقاتلين والمواطنين العراقيين وقد تم تجسيد هذا الحرص الحكومي من خلال اوامر مشددة ومتابعة مستمرة وزيارات ميدانية متواصلة للقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي الى قاطع الفلوجة ومن خلال ملاحقة اي تجاوزات او انتهاكات واحالة من تثبت عليهم الى القضاء لينالوا الجزاء العادل وتشكيل لجنة معنية بحقوق الانسان لتشخيص اي خرق يحصل لتعليمات حماية المدنيين والحفاظ على ارواحهم وكرامتهم ولجان تنسيقية لمتابعة تأمين المخارج والملاذات الآمنة للمدنيين وتوفير الاحتياجات الاساسية لهم من خلال جهود مشتركة مع الحكومة المحلية في محافظة الانبار ودواوين الاوقاف ووجهاء وشيوخ المناطق التي تجري فيها عمليات التحرير وبمشاركة شرطة الانبار وابناء الحشد العشائري من أهالي الأنبار.

وعيد&

وشدد الناطق الرسمي العراقي على ان اي تجاوز او انتهاك يحدث في قواطع القتال سيتم التصدي له ومحاسبة القائمين به ومن يقوم به يسيء الى القوات المسلحة والحشد الشعبي والى كل المقاتلين ضد الارهاب ويخالف توجيهات المرجعية الدينية وأوامر القائد العام للقوات المسلحة.

وقال ان وحدة العراقيين في المعركة الوجودية ضد الارهاب امر اساسي لتحقيق النصرالناجز فيها واعادة الاستقرار الى المدن المحررة وتسريع عودة النازحين اليها الذين يتطلعون الى العودة الى مدنهم باسرع الاجال ويعدون الايام لتحريرها وتأمينها وهذا ما تسعى اليه الحكومة العراقية والقوات المسلحة التي تقاتل وتقدم التضحيات من اجل تحقيق هذا الهدف ومن اجل تحرير اخوتهم من اهالي هذه المدن من تعسف الارهاب وظلمه وتأمين عودة آمنة وكريمة للنازحين الى ديارهم.&

واوضح انه ما تم تنفيذه من اجل النازحين وتامينهم من مخاطر العمليات العسكرية ونقلهم الى اماكن آمنة اوضح من ان يتم الحديث عنه او الاشادة به، حيث يعبّر عنه يوميا بمواقف ميدانية تجسد وطنية وانسانية هؤلاء المقاتلين، بل ان العملية العسكرية لتحرير الفلوجة كان يمكن ان تحسم في ايام لو لم تكن سلامة المدنيين والحفاظ على ارواح اهالي الفلوجة الابرياء مقدمة على عملية اقتحام المدينة في حسابات القائد العام للقوات المسلحة والقيادات الميدانية.

تحريض&

وطالب الحديثي جميع السياسيين والاعلاميين بدعم القوات العراقية وهي تقاتل من اجل تحرير مدينة الفلوجة وعدم السماع لاصوات الفتنة وعدم السماح للطائفيين بالتاثير على تكاتف العراقيين في معركة الفلوجة.. مؤكدا على اهمية استمرار وحدة الموقف الوطني في محاربة الارهاب .. معبرا عن الاسف لاداء بعض وسائل الاعلام العربية التي تتناسى الهدف الاسمى لعمليات الفلوجة ألا وهو تحرير اهالي الفلوجة وعودة نازحيها اليها وتتغاضى عن مآثر المقاتلين في حماية المدنيين وتقديم الدعم لهم ونقلهم الى المناطق الآمنة في مئات الحالات.

واعترف بحصول تجاوزات فردية من قبل عناصر فاسدة وليست مؤسساتية في الاجهزة الامنية وانتهاكات لاتعبّر على الاطلاق عن المقاتلينا الشجعان بل هي مخالفة للتوجيهات الصادرة من القائد العام للقوات المسلحة وللمنهج العام الذي يحكم سلوك القطعات العسكرية في عمليات الفلوجة وهي تبقى موضع رفض حكومي ومتابعة ومحاسبة قانونية ووفقا لسياقات الضبط العسكري، مما يثير تساؤلات حول نوايا بعض وسائل الاعلام العربية فيما يخص الوقوف بوجه الارهاب.

وشدد الناطق الرسمي العراقي على ان تاثير الكلمة او الخبر غير الموضوعي والذي يغلف باطار طائفي لايقل خطراً عن تاثير رصاصة الارهاب التي توجه الى صدور العراقيين وهو يعد عملا مخالفا لاخلاق ومعايير العمل الاعلامي ويلحق ضررا بجهود العراق والمجتمع الدولي في الحرب على الارهاب.&

واكد ان الحكومة العراقية احرص على ارواح العراقيين من اولئك الذين ناصروا الدواعش وامدوهم لقتل اهالي الانبار والفلوجة وشردوهم من ديارهم وان اهل الانبار خبروهم وهم اليوم يقاتلون جنبا الى جنب مع القوات المسلحة لازاحة ظلام داعش والمساندين لهم عن ارض العراق.
&&
واشنطن قلقة&

وفي وقت سابق اليوم اكد السفير الاميركي في العراق قلق بلاده من الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في الفلوجة ورفضها اي تجاوز عليهم .

وشدد السفير ستيوارت جونز على ضرورة معالجة الخروقات هناك ووعد ببذل الجهود مع المعنيين بالامر والمسؤولين عن القطعات العسكرية بمختلف مسمياتها.&

وكان تحالف القوى العراقية السنية حذر امس السبت من استمرار ما سماها "الانتهاكات" ضد أبناء الفلوجة.. وفيما أشار إلى أن ما يجري في المدينة يمثل اختبارا وطنيا حقيقيا يحدد مصير المعارك المقبلة لاسيما معركة الموصل، حمل العبادي مسؤولية إدارة المعركة بما يضمن الحفاظ على وطنيتها.
&