بيروت: بعد تفجير بنك لبنان والمهجر في فردان في بيروت يطرح السؤال هل من خوف على القطاع المصرفي في لبنان؟

في هذا الصدد يعتبر الخبير الإقتصادي الدكتور جاسم عجاقة في حديثه لـ "إيلاف" أن لا خوف على القطاع المصرفي في لبنان بعد تفجير بنك لبنان والمهجر في فردان في بيروت، لأسباب عدة ومنها أن القطاع المصرفي ليس مجموعة أبنية تتهدم خلال الإنفجار، القطاع المصرفي أكبر بكثير من ذلك، هو نظام يحتوي على أنظمة وقوانين وأشخاص وآليات، والأهم تبقى قضية الثقة بالقطاع المصرفي، واليوم، التفجير الذي حصل بالنسبة لبنك لبنان والمهجر دعم موقف المصارف أكثر، وزادت الثقة بالمصارف، من حيث أنها تطبق القوانين الأميركية والدولية، وربما التفجير كان رسالة إلى تلك المصارف ولكن لن ينهار النظام المصرفي لأنه ماليًا لدينا احتياطات وودائع في المصارف تفوق 5 مرات حجم الاقتصاد اللبناني، أي 5 مرات حجم الناتج الإجمالي اللبناني، بين احتياط مصرف لبنان من العملات الأجنبية، ومن الذهب يوازي 45 مليار إلى 50 مليار دولار، بالإضافة إلى الأصول الخاصة للمصارف اللبنانية أي 30 مليار دولار، و160 مليار دولار الودائع في المصارف، ومقارنة بحجم الاقتصاد اللبناني يكون الحجم أكبر بما نسبته تقريبًا 5 مرات، لذلك لا خوف على القطاع المصرفي، بل على العكس التفجير زاد من صدقية هذا القطاع.

خضة للمصارف

وردًا على سؤال كيف يمكن حماية القطاع المصرفي اللبناني من أي خضة قد تصيبه في المستقبل؟ يجيب عجاقة أن الخضات لن تصيب القطاع المصرفي اللبناني، خصوصًا مع تعاميم مصرف لبنان التي يفرضها على المصارف اللبنانية، ويمكن التأكيد أن المصارف اللبنانية مهيأة بطريقة أنها يمكن أن تعمل من أماكن أخرى، ومصرف لبنان يفرض على أي مصرف أن يعمل في أي مكان آخر غير المكان الذي استهدف خلال التفجير، فبنك لبنان والمهجر في فردان يعمل من مكان آخر اليوم، لأن لدى كل مصرف ما يسمى بالإنكليزية business continuity plan، وفعليًا أعمال كل مصرف موجودة على الشبكة العنكبوتية الخاصة به، والقطاع المصرفي أكثر وجودًا في المعلومات التي لديه على الإنترنت، من عمليات يمكن أن تتم من أي مكان وليس بالضرورة من مكان المصرف نفسه.

ويضيف عجاقة: "على الرغم من المنافسة الموجودة بين المصارف بحد ذاتها، تستطيع تلك الأحداث الأمنية التي تجري من استهدافات أن تقرب المصارف من بعضها البعض.

دور رياض سلامة

وردًا على سؤال أي دور لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة في حماية القطاع المصرفي من أي استهداف؟ يجيب عجاقة أن حاكم مصرف لبنان قام بدوره المناسب في هذا الخصوص، عندما قرر أن يطبق القوانين المفروضة على لبنان، والتي لا يمكن أن يهرب منها، وحاكم مصرف لبنان في اللحظة التي أخذ فيها القرار بتطبيق القوانين الأميركية، قام بدوره المفروض أن يقوم به.

وقام بحماية القطاع المصرفي خصوصًا أن الطبقة السياسية لم تتخذ هذا القرار، ويجب أن نضيف أمورًا لرصيد حاكم مصرف لبنان، ومنها أن سلامة عندما رأى إفراطًا لدى بعض المصارف في تطبيق القوانين الأميركية، بمعنى أنها بدأت تقفل حسابات لزبائن أسماؤهم غير موجودة على اللوائح، قام سلامة بمعارضة هذا الموضوع، والرسالة من تفجير بنك لبنان والمهجر ليست في مكانها، لأنها لن تغير أي شيء في القطاع المصرفي، حتى لو شاهدنا تفجيرات أخرى تطال مصارف غير مصرف لبنان والمهجر.

ويلفت عجاقة في موضوع تجنب تفجير مصارف أخرى أن الإنطلاق من نقطة أساسية تشمل هذا الموضوع، وهي بغض النظر عن الجهة التي تضع التفجيرات أمام المصارف، يجب أن تفهم أنها لن تغير الواقع، لأن هناك محدلة متمثلة بالإقتصاد الأميركي من لا يطبق القوانين سوف تدعسه هذه المحدلة، فرأينا ما حصل في كوبا، وإيران، وروسيا، من هنا لبنان لن يستطيع معارضة العقوبات الأميركية.