بيروت: على الرغم من كثرة التجاذبات بين المملكة العربية السعودية ولبنان في الأونة الأخيرة، الا أن هذه العلاقة اثبتت خلال الأيام القليلة الماضية قوتها ومدى تماسكها، وظهر هذا جليا في كلمة السفير السعودي علي عواض العسيري، خلال رعايته الافطار الرمضاني الخامس في البقاع، في وقت برزت فيه مؤشرات خليجية إيجابية لإعادة تنشيط العلاقات اللبنانية - الخليجية -السعودية تحديدا.

وأكّد عسيري أنّ "ما يجمع السعودية ولبنان متجذر ليس في التاريخ فحسب وإنّما في النفوس، وعبثاً يحاول بعض أصحاب المشاريع تحريف التاريخ أو اقتلاع هذه الجذور"، مشدداً على أنّ السعودية "ستبقى دائماً إلى جانب لبنان وإلى جانب كل محبيها، وغير صحيح ما تدأب بعض الجهات على ترويجه انها تخلت عن لبنان، فلهؤلاء نقول:"هذا الحلم لن يتحقق وهل يتخلى الأخ عن أخيه؟".

تكثيف الجهود ومد الجسور

ولفت عسيري الى أن "المنطقة تشهد احداثا استثنائية على قدر كبير من الأهمية نظراً إلى تأثيرها المباشر على أوضاع بعض دول المنطقة ومستقبلها، وأن لبنان يتلقى نصيباً كبيراً من ترددات هذه الاحداث على الصعد السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية"، مضيفاً: "من هنا ضرورة تحصين ساحته الداخلية وحمايته من خلال حوار وطني بناء تلتقي فيه الأسرة اللبنانية لوضع حد للشغور الرئاسي بالدرجة الأولى وايجاد حلول لكافة الملفات لينأى لبنان عن الأخطار المحدقة به وينصرف الى تعزيز وحدته الوطنية ووضعه الاقتصادي والانمائي".

واعتبر عسيري أنّ "تحقيق هذا الامر ليس مستحيلاً، إذ نعول معكم على الارادات الطيبة وحسن المسؤولية الوطنية التي يتحلى بها القادة اللبنانيون الذين ندعو أن يكثفوا جهودهم ويعملوا على مد الجسور فيما بينهم ويغلبوا لغة الحكمة والانفتاح على الحسابات الضيقة ليصلوا الى الحلول التي ينشدها المواطن والتي تريح المرحلة الحالية وتؤمن المصلحة العليا للبنان".

تطمينات داخلية

وكان أمين سر مجلس العمل والاستثمار اللبناني في السعودية ربيع الامين قد تحدث الاسبوع الفائت عن إمكانية استقبال لبنان لآلاف العائلات السعودية وطالب الادارات اللبنانية بإتخاذ بعض الإجراءات التي تبرز الاستقرار العام في البلاد بصورة واقعية وإيجابية، وتمنى في بيان نشرته صحيفة السفير اللبنانية أن يبادر وزير السياحة اللبناني لدعوة الوزارات والادارات المعنية والأجهزة الأمنية لإعلان خطة تُسهم في إشاعة مناخات الثقة لدى السياح الأجانب، لاسيما القادمين من الدول الخليجية، وبالتحديد من السعودية التي لم يصدر أي قرار بمنع مَن يرغب من المواطنين بالسفر إلى لبنان، أسوةً بما فعلته دولة الإمارات العربية المتحدة.وأكد الأمين أن جهات عدة تبدي رغبتها بزيارة لبنان فيما إجابات معظم الحكومات تؤكد أنها لا تمنع ذلك لكنها لا تشجع عليه.