إيلاف من لندن: أعلنت المقاومة الإيرانية اليوم مسؤوليتها عن تفجير أنبوب نقل الغاز السائل في إقليم الاحواز العربي الذي يعيش حالة غليان شعبي منذ خمسة أيام إثر قتل قوات الأمن لاحد مواطني بلدة النعيمة.

تبنت "المقاومة الوطنية الأحوازية" عملية تفجير لأنبوب نقل الغاز المسال NGL في الأحواز والذي وقع أمس الأحد موضحة أنها استهدفت أحد خطوط نقل الغاز المسال التابع لمنشأة مارون النفطية الذي ينقل هذه المادة إلى مجمع معشور للبتروكيمياويات في جنوب الأحواز العاصمة. 

وابلغ مصدر في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز "إيلاف" الاثنين ان شركة مارون للنفط والغاز قد انشئت عام 2000 وتعمل على استخراج وتكرير وتصدير النفط والغاز المسال من ثلاثة حقول هي: الجراحي، الصليبخات والفلاحية في منطقة جغرافية تمتد من رامز مرورا بمنطقة الخلفية وصولا إلى الأجزاء الشمالية والشمال الشرقية لمنطقة الدورق على مساحة تقدر بأكثر من 1370 كيلومترا مربعا.

وتنتج الشركة نحو 614 ألف برميل من النفط الخام يوميا ينقل 450 ألف منه إلى مصفاة أصفهان للاستهلاك المحلي فحين يتم تصدير الباقي عبر جزيرة خرج في الخليج العربي. كما تنتج الشركة 585 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي بالإضافة إلى 34 ألف برميل من الغاز المسال يوميا حيث ينقل أغلبه إلى مجمع معشور للبتروكيمياويات في جنوب الأحواز العاصمة.

وأعلنت أجهزة الاعلام الرسمية الإيرانية تفجير الأنبوب مشيرة إلى مقتل أحد حراس المنشأة المستهدفة دون كشف المزيد من التفاصيل. ويرى مراقبون للشأن الأحوازي أن اعتراف طهران المتأخر يعود إلى محاولات هذه الدولة التستر على الحادث لكن مقتل أحد الحراس جعل الأمر مربكا.

وهددت المقاومة الوطنية الأحوازية بتصعيد عملياتها العسكرية ضد "الاحتلال الفارسي بعدما تمادت سلطاته باجرامها ضد الشعب العربي الأحوازي والشعوب غير الفارسية والاشقاء العرب في سائر الدول العربية الأخرى مثل سوريا والعراق واليمن". 

واعتبرت جميع المؤسسات والادارات وعناصرها في اقليم الاحواز العربي في جنوب غرب إيران الذي تحتله منذ 92 عاما أهدافا مشروعة وأنها سوف تتعرض لهجماتها.

واتهمت المقاومة إلاحوازية السلطات الإيرانية وأدواتها بالوقوف وراء التفجيرات الإرهابية التي استهدفت السعودية وخاصة الحرم النبوي خلال الايام الاخيرة واعتبرتها سابقة خطيرة في التاريخ الاسلامي يجب عدم السكوت عنها.

غليان شعبي ومصادمات دموية في مدينة أحوازية 

ومنذ خمسة ايام تشهد بلدة النعيمة وسط اقليم الاحواز حالة من الغليان الشعبي اثر مواجهات عنيفة بين مواطنين أحوازيين غاضبين وقوات الأمن الإيرانية في البلدة على خلفية مقتل أحد المواطنين في مرفأ البلدة.

وقال مصدر في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز إن قوات الأمن أطلقت النار بشكل عشوائي على أحد المواطنين الأحوازيين الذي كان يستقل دراجة نارية فأردته قتيلا مبررة جريمتها هذه بعدم امتثال القتيل لأوامر الأمن بالتوقف ومعاينة أوراقه الثبوتية.

وبعد مصرع المواطن خرجت تظاهرات واسعة في بلدة النعيمة للتنديد بهذه الجريمة حيث حاصر المتظاهرون مبنى قوات الأمن في البلدة وقاموا بإحراق إحدى السيارات العسكرية قبل أن تتدخل قوات التدخل السريع الخاصة التي جاءت من مدينة عسلو شرق بلدة النعيمة.

واستمرت الاحتجاجات بعدما التحق بأبناء البلدة عدد من المتظاهرين الذين جاؤوا من مدينة عسلو لإعلان التضأمن حيث أصيب ثمانية مواطنين أحوازيين برصاص قوات الأمن حالة اثنين منهم وصفت بالحرجة.

وأعلنت السلطات حالة الطوارئ واستنفرت جميع قواتها الأمنية والعسكرية من قوى الجيش، الشرطة، البسيج والحرس الثوري في مدينة عسلو بالإضافة إلى إرسال قوات خاصة من محافظة فارس المحاذية لمنطقة أبوشهر.

وفي طمس واضح للحقائق ادعى العميد حيدر عباس زاده قائد قوات الأمن الإيرانية في منطقة أبوشهر وسط الأحواز إن القتيل هو أحد المهربين ولم يمتثل لأوامر قوات الأمن عندما طلبت منه التوقف فحين كشف موقع إخباري محلي أن المواطن القتيل هو مالك أحد السفن الموجودة في مرفأ البلدة وجاء ليتفقد سفينته كالمعتاد.

وانتشرت موجة من الغضب العارم في الشارع الأحوازي احتجاجا على ما حدث حيث اكد أحوازيون أن قوات الأمن تتعامل باستهتار ولامبالاة عندما يتعلق الأمر بحياة الإنسان الأحوازي.

وطالب أبناء بلدة النعيمية وذوي القتيل السلطات الإيرانية بتسليم الجاني وهو ضابط في قوات الأمن التي تحرس المرفأ إلى القضاء ومحاكمته بشكل علني محذرين من محاولة إهمال أو تسويف مطالبهم.

وانتهجت طهران في السنوات الأخيرة وبعد تصاعد الوعي الوطني والقومي بين الأحوازيين سياسة تعتمد على القمع العنيف والإرهاب الوحشي منتهكة بذلك جميع القوانين والشرائع الدولية. 

ويشكل الغاز المستخرج من اقليم الاحواز نسبة 100% من ثروة الغاز الإيراني كله فيما يشكل النفط الأحوازي 87% من النفط كله فضلاً عن وجود 8 أنهار تصب في منطقة الأحواز وعليه فإن 65% من الأراضي الصالحة للزارعة متوفرة في منطقة الأحواز العربية التي تسيطر عليها إيران.