محمود العوضي من دبي: "يجب على كل مسلم أن يكون إرهابياً، أي أن تكون لديه القدرة على إرهاب الغير، فهذا أقرب ما يكون لرجل الشرطة الذي يرهب اللص".. هذا ما قاله الداعية الإسلامي الهندي ذاكر نايك عام 2010، وتسبب ذلك في منعه من دخول بريطانيا، وهو يقول بأن على كل مسلم أن يحارب السيئات بشدة واستخدم كلمة الارهاب في هذا السياق من دون أن يعي عواقبها ومدلولاتها، وهو لا يدرك السياسة ولا يعرف التفسير الصحيح للاحاديث.

ويشتهر نايك بتفسيراته المثيرة للجدل للقرآن، وإظهار العداء الواضح لأصحاب الديانات الأخرى، وخاصة المسيحية والهندوسية في الهند، وذلك على الرغم من أنه يدعي التسامح، ويكفي أنه رفض إطلاق صفة إرهابي على أسامة بن لادن. معتقدًا أن ابن لادن أرهب أكبر إرهابي في العالم، وهي الولايات المتحدة الأميركية، وذلك حسب ما ذكر نايك الهندي الذي تعود جذوره إلى مومباي، وحاصل على جواز سفر هندي في مقطعه المصور على يوتيوب.

المليباريون في قصور الخليج

كما جرت العادة أن الطبقة العاملة في قصور الخليج محتكرة من قبل فئة ميليبارية معظمهم مسلمون، ويعتبرون تلك المهنة المهمة كموروث طبيعي لهم، ومعظم السكان الهنود الموجودين في الإمارات هم موجودون في القصور ومؤثرون في مواقعهم. ولهم ضلوع ودور مهم في المؤسسات الحكومية والدينية، ولذلك هم يروجون للداعية نايك في قصور الخليج وينشرون فكرهم الراديكالي السلفي الوصولي، مستخدمين أموالهم ونفوذهم في أوساط السلطات الكبرى في المنطقة باسم الدين.

إرهاب دكا

ذاكر نايك وفقاً لما أثارته الصحف الهندية، وعلى رأسها "إنديا تايمز" الأكثر شعبية، و"ذي هندو"، له علاقة بالحادث الإرهابي في دكا، والذي راح ضحيته 22 قتيلاً، فقد كان من بين العناصر السبعة الذين نفذوا العملية الإرهابية عنصران من أتباع نايك المتأثرين بخطه الدعوي، وهي نقطة فاصلة في مسيرة الداعية المثير للجدل.

ممنوع في بنغلاديش وبريطانيا وكندا ومرحب به في الخليج

وفقاً لتقارير الصحف الهندية أمس، فقد تلقت الحكومة الهندية طلباً من نظيرتها في بنغلاديش بضرورة التحقيق في الخطاب الديني للداعية نايك، حيث تم اتهامه بأنه يحرض على الإرهاب من خلال ما يتم بثه عبر قناته التلفزيونية التي تقع في مومباي بالهند، وهي قناة "بيس تي في Peace TV"، وأضافت التقارير أنه اتضح أن نبراس الإسلام وروهان امتياز وهما من العناصر التي شاركت في جريمة بنغلاديش الإرهابية، من أتباع نايك، ومن المتأثرين بتحريضه الدائم على أصحاب الديانات الأخرى.

وقد أصبح ممنوعاً من دخول عدة دول حول العالم، من بينها ماليزيا التي قررت حكومتها منعه من دخول البلاد بسبب خطابه الديني، الذي يفتح أبواب الفتنة والعنصرية، وهو ما قررته كذلك الحكومة البريطانية، وكذلك حكومة كندا، ولكن المفارقة أنه يتمتع بشعبية كبيرة بين الجاليات الهندية والباكستانية في منطقة الخليج العربي، ومرحب به في دول الخليج.

لمن تمنح جائزة شخصية العام ؟!

في 2013 حصل نايك على جائزة شخصية العام الإسلامية من مؤسسة جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وتحديداً في دورتها الـ 17، وعلى حسب ما ذكر السوشياليون أنه من المفترض أن تعطى الجائزة للأشخاص الذين قدموا خدمات جليلة للحضارة الإسلامية في ميادين حيوية تتعلق بتطوير حياة الإنسان المسلم والإنسانية قاطبة، وأن تكون باعثة على تطوير الفقه في خدمة الإنسان في العصر الحديث، وهكذا تكون الجائزة متجاوبة مع مبادئ باني نهضة دبي الحديثة الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة، اللذين يوجهان دائمًا بتعزيز التعايش السلمي بين كل بني الانسانية والتسامح مع الآخر.

واضافوا أن المسألة هنا ليست بكثرة المتابعين، ولكن بقيمة ما يقدمه ذلك الشخص من أفكار للارتقاء بحياة الإنسان، وتلك هي القاعدة الذهبية التي اخذناها عن الخليفة عمر بن الخطاب، الذي كان يرى أن الفقه في خدمة الإنسان وليس الانسان في خدمة الفقه. ويبدو أن شروط منح الجائزة لا تنطبق على ذاكر نايك، حيث يجب منحها للأشخاص الذين خدموا الإسلام والإنسانية والحضارة العالمية بشكل عام، وأن يقوم بأعمال تؤكد أن الإسلام في خدمة الإنسانية، وهذه القيم جميعاً تتفق مع التوجه العام في الإمارات، وهو ما يفعله حكام الإمارات فعلياً بالمبادرات الإنسانية والحضارية الكثيرة التي يستفيد منها العالم أجمع.. أليس عبدالستار ايدلي أشهر فاعلي الخير هو المستحق للجائزة؟

محاضرة جدلية

سبق للداعية الهندي نايك إلقاء محاضرة في دبي، وقامت جهات عدة برعاية هذه المحاضرة التي شهدت إقبالاً كبيراً من الجالية الهندية والباكستانية، وكانت المحاضرة بعنوان الغاية في حياتنا، وبصرف النظر عن أن خطابه ولغته التي تحدث بها جاءا كالعادة بعيدين عن التسامح، كما ذكر السوشياليون، الذين أكدوا أن هدفه هو جمع المال من أجل قناته Peace TV، والتي يرغب في تطويرها، وإدخال ترجمة على محتواها بـ 10 لغات مختلفة من أجل المزيد من الانتشار. وقالوا: "يجب أن يتم التصدي للأفكار المتطرفة التي تطرح خلف الكواليس وتأتينا عبر السراديب سواء كانت إخوانية أو راديكالية أصولية أو تابعة لنايك الهندي، حان الوقت لتغيير هذه الوجوه التي لا تسعى إلى غير جمع المال.&

خطابات كراهية الأديان

وتساءل السوشياليون عن إمكانية تطبيق قانون مكافحة التمييز والكراهية الذي أصدره الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في يوليو 2015، والذي يجرم كافة أشكال ازدراء الأديان والمقدسات وخطابات الكراهية والتكفير، كما يحظر القانون ويجرم كافة أشكال التمييز على أساس الدين أو العقيدة أو الطائفة أو المذهب أو الأصل أو العرق أو اللون ويضع عقوبات مشددة لذلك. ويجرم القانون الجديد كل قول أو فعل يدعو إلى إثارة الفتن والنعرات أو استغلال الدين في تكفير الأفراد والجماعات.