أحمد قنديل من دبي: قررت محكمة الجنايات في دبي أمس تأجيل النظر قضية مقتل الطفل عبيدة الذي يبلغ من العمر 9 سنوات إلى 18 يوليو المقبل لمناقشة ثلاثة أشخاص من شهود الإثبات، كما قررت ندب محام جديد للدفاع عن المتهم الأردني نضال عيسى (49 عاما)، بعد أن قدم المحامي حسن الرئيسي المنتدب من قبل المحكمة للدفاع عن المتهم مذكرة اعتذر فيها عن الدفاع في القضية.

وخلال الجلسة اعتصم إبراهيم صدقي والد الطفل المجني عليه أمام المحكمة بالقصاص من المتهم، قائلا في شهادته أمام المحكمة لن أتنازل عن القصاص ولن أرضى إلا به، وتابع "في يوم اختفاء ابني عبيدة نزلت من منزلي إلى ورشتي الخاصة بإصلاح المركبات الموجودة في البناية نفسها، ووجدت المتهم في مركبته أمام الورشة وبجواره عبيدة الذي كان بيده هاتف المتهم يشاهد عليه مقاطع فيديو، فطلبت من نجلي النزول سريعا والتوجه إلى المنزل، ولكن بعد فترة شاهدت نجلي يصعد مرة ثانية إلى مركبة المتهم، فطلبت منه النزول والعودة إلى المنزل، ورأيته بعيني يدخل البناية التي نقطن فيها، ثم رأيت المتهم يغادر المكان أيضا.. وبعد عودتي إلى منزلي لم أجد عبيدة وأخبرتني زوجتي أنه لم يصل المنزل فقمنا بالبحث عنه في كل مكان حول المنزل والورشة ولدى الجيران ولم نجده.. ثم اتصلت بالمتهم لسؤاله إن كان ابني معه ولكن هاتفه كان مغلقا فاتصلت بابن أخيه وأعطاني رقم هاتف آخر للمتهم، فاتصلت به وأجابني، وقال لي إنه لا يعرف مكان عبيدة وأنه ليس معه ولم يذهب معه مطلقا، فطلبت منه الحضور ورفض ذلك".

حذاء الطفل 

وأضاف " توجهت بعد ذلك إلى الشرطة لتقديم بلاغ عن ابني المفقود، ثم ذهبت للبحث عن المتهم فوجدت مركبته متوقفة أمام منزله، ووضعت يدي على السيارة ورأيتها ساخنة، فصعدنا إلى الشقة وطرقنا الباب ولم يفتح لنا المتهم فشعرت بوجود حركة داخل المنزل فهددته بالاتصال بالشرطة إذا لم يقم بفتح الباب، ومن ثم فتح لنا الباب وبحثنا في الشقة عن ابني ولم يكن هناك سوى فتاة موجودة مع المتهم قالت لنا نضال لم يفعل شيئا.. وفي اليوم التالي اتصلت بي شرطة دبي وعرضت علي حذاء عبيدة، وفي المساء أخبرتني الشرطة بالعثور على ابني مقتولا".

جثة بين الأشجار

واستمعت هيئة المحكمة خلال الجلسة أيضا لعامل النظافة الذي عثر على جثة الطفل، وقال في شهادته "كنت أباشر عملي بتنظيف الشارع ووجدت طفلا ملقى بين الأشجار فظننت أنه نائم ولم أقترب منه، واتصلت برؤسائي في العمل وتم إبلاغ الشرطة الذي حضرت إلى المكان ووجدت أن الطفل ميتا".

وأقر المتهم بقتل الطفل عبيدة أمام محكمة الجنايات في دبي بقتله واغتصابه للطفل، بأن لف حول رقبته قطعة قماشية وضغط على رقبته وشد قطعة القماش من الطرفين لمدة 5 دقائق حتى زهق الطفل أنفاسه الأخيرة، فيما أنكر المتهم تهمة خطف الطفل المجني عليه قائلا إنه توجه بإرادته إلى مركبته.

وأقر المتهم بتعاطي المشروبات الكحولية والقيادة تحت تأثيرها. قائلا أمام المحكمة "لم أكن بكامل قواي العقلية وكنت في غيبوبة لحظة اعتدائي جنسيا على عبيدة كوني كنت تحت تأثير المشروبات الكحولية.. قمت في البداية بخنق الطفل بكلتا يدي، ثم سحبت قطعة قماشية كنت استخدمها في تنظيف مركبتي وقمت بلفها على رقبة الطفل وشددتها في الاتجاهين لمدة خمس دقائق بينما كان الطفل يحرك يديه ورجليه إلى أن انقطع نفسه بشكل نهائي وتوقف عن الحركة".

اتهامات للقاتل

وطالبت النيابة العامة في دبي بتوقيع عقوبة الإعدام على قاتل الطفل عبيدة بعد أن تم إحالته إلى محكمة الجنايات، وبعد اعتراف المتهم بجريمته وتوافرت بحقه الأدلة الكافية من أقوال الشهود والأدلة الجنائية وتقارير الطب الشرعي. لافتة إلى أن التهم المسندة للمتهم هي تهم القتل العمد المقترن بجنايتي خطف الطفل والاعتداء عليه، بالإضافة إلى تعاطي المشروبات الكحولية والقيادة تحت تأثيرها.

وكانت النيابة العامة قد أمرت في مايو الماضي بحبس المتهم (نضال عيسى عبدالله أبوعلي) الأردني، البالغ من العمر 48 عاما، والمقبوض عليه في جريمة قتل الطفل عبيدة إبراهيم (9 سنوات) الذي اختطفه من أمام مرآب السيارات الخاص بوالد الطفل القتيل في إمارة الشارقة محاولا اللواط به، ومن ثم قام بخنقه وقتله بعد مقاومة الطفل له، في جريمة بشعة هزت أركان المجتمع الإماراتي وأثارت استياء وسخط الجميع على ذلك القاتل الذي تجرد من كل مشاعر الإنسانية وقتل براءة الطفل بدون ذنب جناه.

المتهم تناول الكحول حتى 5 فجرا

وكانت شرطة دبي قد كشفت عن ملابسات جريمة قتل الطفل (عبيدة)، حيث قام القاتل باستدراج الطفل من مقر عمل والده بإمارة الشارقة لشراء لعبة (سكوتر) وتوجه به الى منطقة الممزر في دبي بسيارة استعارها من حارس البناية التي يقطن بها وفي مواقف السيارات قام بشرب الخمر وطلب من الطفل خلع ملابسه للواط به وصاح الطفل بأنه سيبلغ والده بواقعة اللواط فقام بإسكاته، حيث حاول خنقه بكلتي يديه ومن ثم قام بخنقه بواسطة "غترة" حتى فارق الحياة واستمر في تناول الكحول حتى الساعة 5 فجر يوم الجريمة.