شارك طاهر ماجري، الثلاثاء، بالصلاة على نفس ابنه وزوجته اللذين قتلا دهسًا تحت عجلات الشاحنة التي انقضت على الحشد في مدينة نيس الخميس الماضي، ووقف حزينًا يودع النعشين في مسجد شرق المدينة، وسط دعوات الائمة الى الوحدة الوطنية.

نيس:&&ظل طاهر يبحث طيلة يومين عن ابنه قبل ان يجده في عداد القتلى مع زوجته. وقال ائمة مساجد في نيس استنادًا الى معلومات جمعت من مصادر مختلفة ان نحو "ثلاثين مسلمًا" غالبيتهم من الفرنسيين التونسيين قتلوا دهسا بعد ان انقض التونسي محمد لحويج بوهلال بشاحنته على الحشد الذي كان متجمعًا للاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي، ما ادى الى مقتل 84 شخصاً.

وفي مسجد الرحمة الكبير في حي اريان الشعبي تجمع نحو خمسين رجلاً وثلاثين امراة للصلاة امام نعشين كبيرين ونعش صغير.

والتابوتان الكبيران هما للفرنسية التونسية ألفت خلف الله (31 عاما)، وابنها كيلان الذي كان سيبلغ الرابعة في الرابع عشر من اغسطس المقبل، وهما زوجة وابن طاهر ماجري. والتابوت الثالث هو للشاب بلال لباوي البالغ التاسعة والعشرين من العمر، الذي يعود اصله الى مدينة القصرين في تونس، والذي كان ينوي ان يخطب قريبًا. ومن المقرر ان تنقل الجثث الثلاث الى تونس لدفنها.

وقال نائب رئيس المجلس الاقليمي للديانة الاسلامية بوبكر بكري خلال الصلاة "سواء كان الضحايا من المسلمين او المسيحيين، او الملحدين، فالالم اصاب البشرية جمعاء". واضاف امام المصلين المتحلقين حول النعوش الثلاثة "هذه هي&نتيجة هذه الوحشية".

من جهته، قال امام مسجد الرحمة عثمان عيساوي "ليمنح الله القوة للعائلات في بلادنا التي نحب".

وقال اوغوست فيرولا ممثل البلدية مخاطبًا الجمع "ان طائفتكم دفعت الثمن الاكبر لهذا الاعتداء".

&لنبقَ موحدين

ومن المقرر ان تقام صلاة اخرى الاربعاء لامرأة فرنسية من اصل مغربي قتلت مع ابن اخيها البالغ 13 عامًا.

اما الخميس، فسيصلى على روح فرنسيين من اصل جزائري قتلا في الاعتداء ايضا، وعلى روح الفرنسية من اصل مغربي فاطمة شريحي البالغة الثانية والستين من العمر، الام المحجبة لثمانية ابناء التي وصلت الى مدينة نيس وهي في العشرين من العمر لتنضم الى زوجها عامل البناء.

وبعد خمسة ايام على المجزرة يواصل المسؤولون عن المنظمات الاسلامية الدعوة الى الوحدة الوطنية.

وساد بعض التوتر الاثنين عندما اطلق بعض الاشخاص هتافات معادية للمغاربة الذين شاركوا مع آخرين في الوقوف دقيقة صمت تكريمًا لضحايا المجزرة. الا ان الائمة اكدوا انه من غير الوارد الاستسلام للخوف او العمل على اخفاء الانتماء الى الديانة الاسلامية مثل الامتناع عن ارتداء الحجاب.

واشار الامام عثمان عيساوي في حديث لوكالة فرانس برس "الى تنامي المشاعر الاسلاموفوبية خلال الاشهر القليلة الماضية" الا انه اوضح "ان الامر يقتصر على اقلية ضئيلة جدًا"، مشيرًا الى ان "تونسيين كانوا يقودود سيارات اسعاف ليلة الاعتداء او كانوا يعملون في المستشفيات".

من جهته، قال بوبكر بكري وهو مدرس وامام مسجد آخر في حي اريان "على المسلمين ان ينددوا بالتطرف. لقد تركنا الساحة خالية للمتطرفين لفترة طويلة. لا بد من احداث تغيير، وعلى المسلمين الفرنسيين المشاركة في الانتخابات".

كما قال عبد القادر سعدوني وهو امام مسجد آخر في حي مولان الشعبي في غرب المدينة "علينا ان نكون موحدين على اعلى مستويات الدولة امام هذا المصاب"، مضيفًا "نشاهد اشخاصًا يستخدمون كلمات مؤذية، الا ان الطائفة المسلمة ستدفن نحو ثلاثين شخصًا، وفرنسا كلها في حداد".

وفي داخل مسجد الرحمة ولدى انتهاء الصلاة، تجمعت بعض النسوة حول طبق كبير من الكسكس وطلبن من غير المسلمين مشاركتهن الطعام.

اما في الخارج، فقد حمل طاهر ماجري (39 عامًا) صوراً كبيرة لابنه وهو يضحك ممتلئًا بالحيوية، في تكريم أخير لحياة قطفها الموت.