تستعد إيران للدفع بحوالي مليوني شخص للدخول الى الاراضي العراقية بذريعة المشاركة في إحياء مراسيم أربعينية الامام الحسين، التي تصادف في نوفمبر المقبل، وسط مخاوف من الزج بعناصر ينتمون الى جنسيات أخرى ضمن مخططها الرامي لمزيد من الهيمنة على هذا البلد، واستخدام بعضهم لتنفيذ مخططها التوسعي في المنطقة.

إيلاف من لندن:&تؤكد السلطات الايرانية عزمها على إرسال أكثر من مليوني شخص الى العراق خلال زيارة اربعينية الامام الحسين المقبلة، التي ستصادف في نوفمبر المقبل، بعد أن كانت قد دفعت بأكثر من مليون ونصف المليون شخص للدخول الى الاراضي العراقية خلال زيارة العام الماضي، معظمهم من دون جوازات سفر أو اوراق ثبوتية تؤكد هوياتهم. &

وتقول السلطات الايرانية انها بدأت منذ الآن بتسجيل أسماء الزوار الراغبين بأداء مراسيم زيارة الأربعين بمدينة كربلاء في نوفمبر المقبل على شكل دفعات تبدأ قبل حلول المناسبة بأسابيع عدة.

واشار الناطق بإسم منظمة الحج والزيارة الإيرانية محسن نزافاتي الى أن اكثر من مليوني زائر"إيراني" سيشاركون في الزيارة المرتقبة، موضحًا ان حوالي مليون و600 ألف شخص قد شاركوا في مراسيم زيارة العام الماضي،&وغالبيتهم دخلوا الاراضي العراقية من دون جوازات سفر بعد أن ساعدهم ضباط وجنود قوات الحدود الايرانية على اختراق الحدود بين البلدين بشكل غير قانوني، ما اعلنت معه السلطات العراقية عن تحفظها وسط رفض شعبي واسع.

وتعد زيارة الأربعين إحدى أهم الزيارات للمسلمين الشيعة، حيث تستقبل المنافذ الحدودية والمطارات مسلمين شيعة من مختلف البلدان العربية والإسلامية للمشاركة في زيارة أربعينية الإمام الحسين، ثالث أئمة الشيعة الاثني عشرية، والتي يتم احياؤها لمناسبة عودة رأس الحسين واهل بيته وأنصاره، الذين قضوا في معركة الطف بمدينة كربلاء عام 61 للهجرة.

وتشير تصريحات نزافاتي مخاوف من تكرار عملية اقتحام اكثر من نصف مليون زائر إيراني أو أجنبي الحدود العراقية عبر منفذ بدرة بمحافظة واسط (180 كم جنوب شرق بغداد)، لدى حلول موسم الزيارة من دون الحصول على تأشيرة الدخول، بعد أن حطموا الأبواب والحواجز الموجودة في المنفذ الحدودي. وكان بين الداخلين ايرانيون وافغان ودول آسيوية وأخرى وسط اتهامات للحرس الثوري الايراني بالزج بالمئات من عناصره بين هؤلاء الداخلين.&

اتهام ايران&

وقد اتهمت السلطات العراقية نظيرتها الإيرانية انذاك بالمسؤولية عن اقتحام حدود العراق ودخول أراضيه بصورة غير شرعية.. وأوضحت أن حشودًا من الزائرين الإيرانيين الذين لا يحملون تأشيرات دخول قد تدفقوا بشكل غير مسبوق أو منظم على الاراضي العراقية، مما سبب بتحطيم الأبواب والأسيجة وحصول خسائر مادية وجرح بعض أفراد حرس الحدود وانفلات الوضع في المنفذ.

واكدت وزارة الداخلية العراقية أن تدفق الحشود بالطريقة غير المنضبطة كان متعمدًا، للضغط على مسؤولي المنفذ لفتح الحدود بشكل غير قانوني وبحجة عدم سيطرة الجانب الإيراني على الداخلين من الحدود الإيرانية، بعد أن كان الاتفاق ينص على أن يقوم الجانب الإيراني بمنع دخول الأفراد غير الحاصلين على تأشيرات الدخول من الاقتراب من المنفذ الحدودي.

وحمّلت الوزارة الجانب الإيراني المسؤولية عن هذا الحادث، لأنه لم يقم بواجباته وتعهداته بشكل مسؤول يمنع انفلات الوضع على الحدود في المنفذ، وأشارت إلى أنه حرصًا على الدماء ولإتاحة الفرصة للجانبين للسيطرة على جانبي الحدود، فقد امتنع حرس الحدود العراقي عن استخدام القوة، رغم أن العراق له الحق باستخدام كل الوسائل لحماية حدوده وأمنه والتثبت من هويات الداخلين.
&
السيطرة على الساحة الدينية في العراق&

ومن المنتظر أن يعبر 85 بالمئة من القادمين من ايران هذا العام عبر منفذ زرباطية بمحافظة واسط المقابل لمنفذ مهران الإيراني (وسط)، لقربه من مدينة كربلاء، وذلك بالتنسيق المشترك بين السلطات العراقية والإيرانية، فيما تجري حاليًا تهيئة المنافذ الحدودية مع إيران في الشلامجة على حدود محافظة البصرة والشيب على حدود محافظة ميسان وزرباطية على حدود محافظة واسط.

ويعد منفذ زرباطية الحدودي أحد أهم المنافذ مع جمهورية إيران، وتتم من خلاله عملية التبادل التجاري بين البلدين، إضافة إلى دخول وخروج الزوار من كلا البلدين، وقد شهد في السنوات الأخيرة عمليات تطوير وتأهيل كبيرة بهدف استيعاب حركة التبادل التجاري التي شهدت تصاعداً كبيراً بين البلدين. & & & & & & &

ويسعى النظام الإيراني الى السيطرة الاقتصادية على الأماكن المقدسة في العراق، حيث تسيطر شركات إيرانية على المرافق السياحية لتكون واجهة هذا النظام الذي تدر عليه أموالاً طائلة تنافس أموال النفط.

وفي هذا الجانب، يتهم أصحاب الفنادق في كربلاء هيئة الحج والزيارة الإيرانية وشركاتها بالسيطرة على المدينة وفرضها لشروط صعبة في ما يتعلق بإيواء وسكن الزوار الإيرانيين للمدينة، فيما يقول قنصل النظام الإيراني في كربلاء إن زيارات مواطنيه لها تسهم بتطوير أوضاعها الاقتصادية، لافتاً الى وجود تراخيص منحتها الداخلية العراقية بموجب اتفاق مع شركات أمنية خاصة لتأمين حماية الزوار الإيرانيين.

وتتركز زيارات الإيرانيين بالدرجة الأولى على المراقد الدينية في كربلاء والنجف، تأتي بعدها الكاظمية في بغداد، ومن ثم سامراء، حيث تحصل الشركات الإيرانية السياحية على أغلب الأرباح من عائدات السياحة وخاصة الفنادق.&

وتشير مصادر عراقية الى أن المئات من الاشخاص الذين اقتحموا الاراضي العراقية خلال زيارة العام الماضي قد اختفوا لدى دخولهم اليها، وخاصة من الافغان الشيعة المقيمين في ايران، فيما تم الكشف عن اقامة منظمة بدر بزعامة نائب قائد تشكيلات الحشد الشعبي الشيعية هادي العامري معسكرًا لتدريبهم على السلاح واستخدامهم لأهداف ايرانية في المنطقة.&