إيلاف من دبي: بعدما أنجز خط أنابيب تصدير النفط الإماراتي لدى الفجيرة، الإمارة الواقعة بعيدًا عن مضيق هرمز، فاجأ الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي المنطقة بالشروع في عمل إنجاز مبدع ومبتكر ومتماشٍ مع المستقبل الذكي. وهو أن يربط بين الخليج العربي وبحر عمان في 10 دقائق، وذلك عبر أنبوب قطار هايبرلوب أو ما يسمى نظام النقل فائق السرعة الذي سيربط بين إمارتي دبي والفجيرة.

لماذا الفجيرة؟!
والسؤال الذي يطرح الآن.. هو لماذا الفجيرة؟!!!!

تتمتع الفجيرة بقيادة الشيخ حمد بن محمد الشرقي بموقع استراتيجي على بحر عمان، وتعرف موانئها بأنها ثاني أكبر ميناء ملاحي في العالم لتخزين النفط بعد سنغافورة. فهي الإمارة الوحيدة التي يصدر من خلالها أنبوب نفط عملاق إلى الخارج، بحيث يمتد من حقول حبشان في أبوظبي مرورًا بميناء الفجيرة المطلة على خليج عمان جنوبًا على بحر العرب. ويقدر عدد سكان الفجيرة بحوالى 200 ألف نسمة.



ربط التنقل بين الإمارات السبع في دقائق
ينبع الاهتمام باختصار المسافات مع الفجيرة من اعتبارات عدة، من أهمها هو اختصار الوقت والجهد على عدد كبير من المواطنين من أبناء الفجيرة، الذين يقطنون فيها، ويعملون في دبي وأبوظبي، فضلًا عن أن خط النقل الجديد هايبرلوب المزمع إنشاؤه ستكون تكلفة ارتياده من قبل الركاب أقل من تكلفة تذكرة الطيران من أبوظبي للفجيرة، حيث تقدر تكلفة تذكرة الطائرة بـ 200 درهم لكل اتجاه. 

كما إنه سيتغرق وقتًا أقل من ذلك الذي تقطعه الطائرة، حيث إن الرحلة تستغرق من أبوظبي إلى الفجيرة نحو 40 دقيقة. ومن المتوقع أن تحذو العاصمة حذو دبي في استخدام هايبرلوب لربط طرقها بطرق الامارات الاخرى، وهو ما يعني أن الامارات السبع سترتبط مستقبليًا بشكبة طرق كنكوردية لا يزيد زمن الرحلة فيها على 10 دقائق.

مستقبل طرق بلا سائقين
من جهته، قال وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل الذكي محمد القرقاوي، نائب رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، إنه في إطار تفعيل برنامج شركاء المستقبل، أعلنت مؤسسة دبي للمستقبل عن استضافة المسابقة العالمية "بيلد إيرث لايف" لتصاميم "الهايبرلوب"، وذلك في شهر سبتمبر المقبل، حيث ستشهد الفعالية منافسات بين الفرق المشاركة من مختلف دول العالم، كما ستشهد تقديم تصاميم أولية لمشروع ربط افتراضي بين مدينتي دبي والفجيرة من خلال قطار هايبرلوب (نظام النقل فائق السرعة)، وذلك في أقل من 10 دقائق.

وأضاف أن استضافة دبي لهذا الحدث العالمي تأتي ضمن رؤية حاكم دبي في تحويل دولة الإمارات ودبي إلى منصة عالمية تلتقي خلالها الخبرات والعقول المبدعة لابتكار حلول مستقبلية للقطاعات الأكثر ارتباطًا في حياة الإنسان، وستشكل هذه المسابقة فرصة لابتكار طرق مستقبلية للتنقل الذكي.

وتابع أن تكنولوجيا المستقبل ستساهم في إعادة ابتكار القطاعات المختلفة وطريقة عملها، كما سيكون لها بالغ الأثر في تغيير نمط حياة الإنسان في السكن والعمل والتنقل، فما يشهده العالم اليوم من بدايات لثورات تكنولوجية كالطباعة ثلاثية الأبعاد، ووسائل المواصلات ذاتية القيادة وفائقة السرعة، إضافة إلى تنامي دور الذكاء الاصطناعي والروبوتات سيغيّر بالتأكيد في موازين القوى الاقتصادية عالمياً، ولابد لنا من إدراك هذه التغييرات المتسارعة والسعي الى أن نكون جزءاً في صناعتها والاستفادة منها. وتهدف دبي إلى تحويل 25% من إجمالي رحلات التنقل فيها إلى رحلات ذاتية القيادة من دون سائق.

كبسولات الهايبرلوب
الهايبرلوب هو مفهوم لنظام نقل عالي السرعة أطلقه رجل الأعمال والمخترع الأميركي إيلون ماسك، وهو عبارة عن دمج أنابيب منخفضة الضغط خالية من الهواء تربط بين محطتين، وداخل هذا الأنبوب كبسولات ركاب تندفع بسرعات عالية تصل إلى 1200 كلم في الساعة على وسادة هوائيه مضغوطة، ولا تحتك بجدران الأنبوب بفعل حقل مغناطيسي يولده مولد كهربائي يستمد قوته من الطاقة الشمسية، بحيث تقطع المسافة بين مدينة مثل نيويورك الأميركية وبكين الصينية خلال ساعتين فقط، كما يشير الخبراء إلى أن تكلفة بناء الأنبوب الواحد تساوي 10% من تكلفة بناء القطارات التقليدية فائقة السرعة.

تستطيع كل كبسولة حمل نحو 20 راكبًا، ويمكن إطلاق كبسولة للركاب كل 30 ثانية في الخط الواحد من دون أي مشكلة أو خطر ناتج من اصطدام الكبسولات ببعضها أو خروجها عن المسار، كما توجد مسافة أمانة بين كل كبسولة والأخرى تبلغ خمسة أميال.