تعتزم الحكومة البريطانية وضع سياسات صارمة جديدة لمواجهة المتطرفين الإسلاميين على الساحة البريطانية، غداة إدانة الإسلاميين المتشددين أنجم تشودري ومحمد ميزان رحمن، المتورطين بالتحريض وتجنيد العشرات لصالح (داعش).

نصر المجالي من لندن:&قال تقرير صحفي إن رئيسة الوزراء تيريزا ماي ترغب في إطار سياستها الجديدة سحب البساط من تحت أقدام المتطرفين ومنعهم من استغلال الأماكن العامة مثل المساجد والجامعات والمراكز التعليمية،&وتقول صحيفة (ديلي تلغراف) إن ماي ترغب في أن تكون هذه السياسة في صلب قانون جديد لمكافحة الإرهاب، من شأنه أن يحد من مشكلة انتشار التطرف.

وتضيف الصحيفة أن وزراء في حكومة المحافظين ينظرون حاليًا في امكانية الضغط على مواقع التواصل الاجتماعي والمؤسسات العامة في المجتمع مثل الجامعات والمساجد كي لا تكون مطية يستخدمها المتطرفون لمخاطبة مجموعات كبيرة من الناس، حسب ما تقول الصحيفة.

وتشير الصحيفة إلى أن تشودري كان على علاقة ما بنحو 15 مؤامرة إرهابية - حسب وصف الصحيفة- منذ عام 2000، وأنه يوجد 500 إسلامي مسلح يقومون في العراق وسوريا بالترويج لمحاضرات وخطب تشودري في مناطق يسيطر عليها تنظيم (داعش).

حماية السلم المجتمعي&

وكانت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر رود التي خلفت رئيسة الحكومة تيريزا ماي في منصب وزيرة الداخلية، قالت إن "موقف الحكومة واضح، وسوف نستمر في مواجهة أولئك الذين يروّجون الكراهية ويهدّدون أسلوب حياتنا، ومعًا سوف نحمي المجتمع ضد التطرف ونهزم هذا الفكر السام".&

واضافت: إن إدانة الإسلاميين المتشددين أنجم تشودري ومحمد ميزان رحمن هي تقدير للجهود الدؤوبة للشرطة والأجهزة الأمنية للحفاظ على أمن أبناء هذا البلد. ومن المقرر صدور الحكم على الرجلين في&سبتمبر،&وقالت الوزيرة البريطانية إن أنجم تشودري ومحمد رحمن "شخصان خطيران كانا يقومان بتجنيد الناس لصالح داعش وتسميم عقول أشخاص ضعفاء، كما أن دعايتهم المحرّفة والمشوّهة قدمت الدعم والعون لمنظمة إرهابية قاتلة وهمجية".&

ولاء لداعش

ويعتبر تشودري أحد أكثر الأشخاص إثارة للجدل في بريطانيا، حيث أعلن ولاءه لزعيم (داعش) أبوبكر البغدادي بصورة علنية عبر وسائل الإعلام وفي الجلسات المفتوحة، إلى جانب صلاته مع منظمات إسلامية متطرفة.

وكانت الشرطة البريطانية أوضحت أن هناك العديد ممن تأثروا بفكر تشودري، ولكن لا يعرف بالضبط عدد الذين تأثروا به وسافروا إلى سوريا من أصل الـ850 بريطانيًا الذين توجهوا إلى مناطق النزاع سواء في سوريا أو العراق للقتال في صفوف (داعش).

محاضرات تشودري

وإلى ذلك، فإن تقريرًا لصحيفة (التايمز) اللندنية تساءل حول محاضرات أنجم تشودري التي لم تختفِ عن مواقع التواصل الإجتماعي أو يوتيوب،&ويأتي المقال على خلفية إدانة محكمة بريطانية للداعية من أصل باكستاني في قضية الترويج لتنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية قبل يومين.

وقالت فيونا هاملتون كاتبة المقال: "إن مواقع التواصل الاجتماعي تعرضت لانتقادات لاذعة في اليومين الأخرين بسبب وجود تلك الأشرطة المصورة لتشودري المليئة بالحقد والكراهية متاحة لأي شخص يريد مشاهدتها، حسب قول الصحافية،&وتضيف الكاتبة أن التايمز حققت في الموصوع، وتبين لها أن ثلاثاً من المحاضرات التي اتخذتها المحكمة أدلة لإدانة تشودري في الترويج لتنظيم الدولة، لا تزال موجودة على موقع يوتيوب، خاصة تلك التي يشرح فيها كيف للمسلمين أن يدعموا شرعية قيام الخلافة.

حذف مواد

ويضيف المقال أنه بمجرد كتابة اسم تشودري على موقع غوغل، فإن محرك البحث بامكانه في لحظة أن يضع أمام المستخدمين قائمة بتلك المواد والمحاضرات،&وتقول الكاتبة إن شركة غوغل كانت حذفت تلك المواد من قوائم موقعها، لكنها عادت للظهور مجددًا، إذ قام طرف ثالث بنشرها.

وكان موقعا (فيسبوك وتويتر) تعرضا لانتقادات شديدة في السابق، حينما اعتقل تشودري، ولفت المحققون إلى أن عدداً كبيراً من التغريدات والنصوص والأقوال "النارية" كانت موجودة حينها على صفحتيه بالموقعين المذكورين، وأنها تحريضية وتدعو للتطرف.&

وفي الأخير، تشير (التايمز) إلى أن تويتر أزال صفحة تشودري من الموقع، بعد أن كان مسجلاً فيها أكثر من 30 ألف متابع له.