إيلاف من الرباط:&قال حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي المعارض، إن الأزمة التي يعيشها المغرب على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، ستتعمق إذا حصلت الحكومة الحالية على ولاية ثانية بعد انتخابات 7 أكتوبر المقبل، مؤكدًا أن حصيلة هذه الحكومة في ولايتها الاولى&كانت "كارثية".

وأضاف شباط، في مؤتمر صحافي نظمه حزب الاستقلال مساء الخميس في الرباط العاصمة لتقديم البرنامج الانتخابي للحزب، أن حزبه يقدم عرضًا للمغاربة قابلاً للتنزيل والتطبيق، معلنًا أنه في حال تصدر حزبه الانتخابات سيراجع "الكوارث التي خلفتها الحكومة الحالية، وعلى رأسها صندوق المقاصة ( صندوق دعم المواد الاساسية ) وأنظمة التقاعد".

ووجه الامين العام لحزب الاستقلال مدفعيته الثقيلة اتجاه حصيلة حكومة غريمه السياسي عبد الإله ابن كيران، زعيم حزب العدالة والتنمية، حيث اعتبر أن رفع الدعم عن عدد من المواد الأساسية كان خطأ، وألغى نظامًا استفادت منه الأسر المغربية منذ عقد الاربعينيات من القرن الماضي، مبرزًا أنه كان يتوجب على الحكومة في هذا الملف مواجهة من يستفيد من هذا الدعم ولا يستحقه من الأغنياء وأصحاب الشركات.

وأوضح شباط، في كلمته أمام عدد من قيادات وأعضاء الحزب، يتقدمهم عبد الواحد الفاسي، زعيم تيار "بلاهوادة"، الذي عارض قيادة شباط لحزب الاستقلال العريق، أن برنامج حزبه الانتخابي استغرق إعداده سنتين انطلاقًا من قواعد الحزب وأطره المحلية ثم الجهوية فالوطنية، وهو ما اعتبر إشارة تهكمية من شباط على حزب الأصالة والمعاصرة، الذي استعان بمركز للدراسات في إعداد برنامجه الانتخابي.

ولم تخلُ كلمة شباط من الرسائل السياسية المشفرة التي بعثها للأحزاب المنافسة له في الانتخابات، خاصة حزبي الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية، عندما قال "لم نخلق اليوم وحكمنا غدًا، بل قضينا 81 سنة حتى وصلنا لرئاسة الحكومة"، مشددًا على أن حزب الاستقلال "لم يتأسس ليقود الحكومة أو التحكم"، معتبرًا أن حزبه&هو الذي منح للمغاربة "التعدد السياسي والنقابي والجمعوي".

وعاد شباط ليثير مسألة الوحدة الترابية للمغرب، مبرزًا أن حزبه هو الوحيد الذي ظل يطالب باستكمال الوحدة الترابية للبلاد واسترجاع الأقاليم والجزر المستعمرة حتى اليوم، مثل مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين من طرف إسبانيا، بالإضافة إلى عدد من المناطق المتاخمة للحدود الجزائرية.

وذكر الأمين العام لحزب الاستقلال أن هذا الأخير &يتقن تدبير الأزمات، وقدم عددًا من الشهداء والتضحيات في سبيل الوطن والكرامة الإنسانية، موضحًا أن الحكومة التي قادها عباس الفاسي، الأمين العام السابق للحزب "واجهت الأزمة الاقتصادية لسنة 2008 بالأوراش والمبادرات المهمة،&إلى أن جاءت "كارثة الربيع العربي"، في إشارة إلى الأحداث التي شهدتها المنطقة سنة 2011، والتي أدت إلى تنظيم انتخابات سابقة لأوانها بالمغرب.

وجدد شباط، تأكيده على المرجعية الإسلامية لحزبه الذي قال انه&ينهل من السلفية المغربية المتنورة التي أسسها زعيمه الراحل علال الفاسي، مشيرًا إلى أن حضور شيوخ السلفية في الحزب "دعم لحزب الاستقلال"، في إشارة منه إلى الشيخ عبد الوهاب رفيقي، الذي التحق اخيرًا بالحزب مع عدد من أعضاء التيار السلفي، والذي كان حاضرًا في المؤتمر الصحافي .

وعبّر شباط عن اعتراضه على التحليلات التي تقول بأن المغرب يعيش تقاطبًا بين حزبين، هما "العدالة والتنمية" و" الاصالة والمعاصرة"، مبينًا أن "القطب الحقيقي هو حزب الاستقلال"، وفق تعبيره.

يذكر أن حزب الاستقلال قدم الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي، الذي سينافس به في الاستحقاقات التشريعية المقبلة، أمام عدد من قياداته وأعضائه، واختار له شعار "تعاقد من أجل الكرامة".