أسامة مهدي: انطلق آلاف التدريسيين والموظفين في مدن اقليم كردستان العراق الشمالي اليوم، في احتجاجات ضد تأخر مرتباتهم ورفض نظام الادخار الاجباري مطالبين باسقاط الحكومة... فيما يقوم بارزاني بزيارة الى بغداد قريبًا هي الاولى له منذ خمسة اعوام.

وشهدت مدن السليمانية وحلبجة ودربندخان وبلدات أخرى في إقليم كردستان الثلاثاء تظاهرات احتجاج بمشاركة آلاف المعلمين والمدرسين والموظفين الغاضبين مرددين شعارات منددة بسوء أوضاعهم المعيشية في ظل تأخر مستحقاتهم الشهرية. ودعا المتظاهرون السلطات الى تحسين اوضاع المواطنين وتنفيذ اصلاحات حقيقية في اجهزة الاقليم الرسمية.

كما طالب المحتجون بإسقاط حكومة إقليم كردستان بسبب فشلها في توفير مرتبات الموظفين وهددوا بإيقاف الدوام الرسمي للسنة الجديدة في حال لم يتم توفير مستحقاتهم المالية . &

ووجه المشاركون في التظاهرات نداءات ودعوات الى الجهات الدولية لإنقاذ التدريسين والموظفين في إقليم كردستان من الاوضاع المعيشية المتدهورة التي يواجهونها. وقد هدد المتظاهرون باستمرار احتجاجاتهم الى حين الاستجابة لمطالبهم ووضع حد للازمة المالية الخانقة التي يواجهها الاقليم.&من جهتها، قررت وزارة التربية في إقليم كردستان تأجيل العام الدراسي حتى الاول من الشهر المقبل بدلاً من اليوم الثلاثاء كما كان مقررًا سابقًا.

مواجهة حرب الدفاع

وقالت الوزارة في بيان صحافي اطلعت على نصه “إيلاف"، انه في ظل الاوضاع التي يعيش فيها اقليم كردستان في مواجهة حرب الدفاع التي تخوضها قوات البيشمركة والاسايش والداخلية، وفي ظل الازمة المالية التي يواجهها العالم والمنطقة واقليم كردستان، بالاضافة الى تأثيراتها على حياة جميع المعلمين والمدرسين والموظفين والقطاعات الاخرى، فإنها اثرت على العديد من المشاريع واعمال وزارة التربية .

واقرت الوزارة أن المعلمين والمدرسين يعانون من حياة صعبة من الناحية المالية، "وليس هناك صاحب ضمير لم يدرك هذه الالام والمعاناة لكنه على الرغم من ذلك كله فهم لم يسمحوا بترك مواضع العلم".. مؤكدة تأييد مطالب التدريسيين . ودعت الى عدم "خلط مصاعب الحياة والمطالب مع اية اهداف سياسية خصوصًا في الاوضاع الحساسة التي يمر بها الاقليم لأن واجبات ومهام المعلمين والمدرسين اكبر من هذه الاهداف".

وكان نائب رئيس حكومة اقليم كردستان قوباد طالباني اكد مؤخرًا أن الاقتراض لا يستطيع ان يخلص اقليم كردستان من الازمة المالية .. مضيفًا أن مشاكل الاقليم لا تكمن فقط في انخفاض اسعار النفط.

ودعا الى مراجعة النفقات الحكومية وتحسين ايرادات الاقليم ومصادرها .&وأوضح "مع الازدهار السريع لاعمار اقليم كردستان لم تكن لدى الحكومة خطة للتفكير في يوم مثل الان حين يسوء فيه الوضع الاقتصادي والمالي في اقليم كردستان ماذا سيكون خطتها وبرنامجها حينها".

&واشار قوباد الطالباني الى انه "نحن كحكومة اقليم كردستان&نستطيع اخذ قروض خارجية، لكن اخذ هذه القروض محدود لحكومة الاقليم، والاقتراض لا يستطيع انقاذنا من الازمة المالية لذا فإنني اكدت خلال الفترة الماضية ان الازمة المالية هي اخطر ازمة في كردستان، وعلينا انقاذ انفسنا عبر وضع البرامج والخطط".

بحث الملفات العالقة

اعلن في اقليم كردستان اليوم عن زيارة مقررة لرئيس الاقليم مسعود بارزاني الى بغداد لمناقشة عدد من القضايا العالقة مع الحكومة الاتحادية في زيارة هي الاولى للعاصمة منذ خمسة اعوام.

بارزاني والعبادي خلال اجتماع سابق

&

وقال مصدر في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني إن بارزاني سيقوم بزيارة الى بغداد الشهر المقبل بحسب اتفاق مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بهدف مناقشة مسألة العلاقات بين الاقليم وبغداد والازمات التي تواجهها، اضافة الى بحث الاستعدادات لمعركة تحرير الموصل ومستقبل المدينة بعد تخليصها من قبضة تنظيم داعش الذي يحتلها منذ يونيو عام 2014 .&يذكر أن رئيس الاقليم مسعود بارزاني لم يزر بغداد منذ اكثر من خمسة اعوام.

&وسيناقش بارزاني في بغداد ايضًا مع قادة القوى السياسية آخر تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في عموم العراق والملفات العالقة بين أربيل وبغداد، حيث تشهد العلاقات بين بغداد وأربيل توترات بين حين وآخر بسبب الخلافات حول الملفات السياسية والعسكرية والإقتصادية.

وتصدر حكومة أربيل النفط من الحقول الشمالية منذ&اشهر بصورة مستقلة عن حكومة بغداد، بعد انهيار الاتفاق بين الطرفين الذي بني على أساس تسليم النفط إلى بغداد وتسلم حصتها من الأموال من الموازنة الاتحادية.
وكان دعا رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، الخميس، مؤخرًا عقب مباحثات في بغداد، الى&إلتزام حكومة الإقليم بحل المشاكل مع بغداد عبر الحوار والتفاهم.. مشيرًا إلى أن بغداد هي العمق الإستراتيجي بالنسبة للاقليم مهما تغيّرت وجهة كردستان، على حد تعبيره.