في مواجهة حملة نظمها ناشطون لـ"منع" السنة من دخول مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة خلال مراسم عاشوراء، التي تبدأ الاثنين المقبل، فقد رفض مواطنو المدينة بشدة هذه الحملة أو إلصاق تهمة الإرهاب بالسنة، مؤكدين غضبهم من أي محاولة لإثارة فتنة طائفية، حيث تحولت معارضتهم إلى الاعتداء بالضرب والسباب على منظمي الحملة.&

إيلاف من كربلاء: نظم أربعة ناشطين شباب من أبناء المدينة حملة "وهمية" تنادي بمنع السنة من دخول مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد)، والتي تحتضن مرقدي الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب، وأخيه العباس، حيث قام اثنان منهما بوضع كاميرا خفية، فيما حمل الآخران لافتة كتب عليها كلمة "السنة"، وعليها إشارة المنع الحمراء، حيث كان يوضح أحدهما للمارة من المواطنين، وهو يحمل سجلًا لجمع التواقيع، خطورة دخول أبناء السنة إلى كربلاء خلال شهر محرم الحرام وأيام عاشوراء، حيث تجري مراسم استشهاد الإمام الحسين، بمشاركة ملايين العراقيين، والآخرين القادمين من مختلف الدول الإسلامية، حيث يحاول الشابان تبرير حملة المنع بأنها لتجنب حصول تفجيرات تستهدف الزائرين، على اعتبار أن "السنة إرهابيون ومسؤولون عن التفجيرات التي تحصل في مناطق متفرقة من العراق". &
& &
لكن أبناء المدينة، وكما أظهر شريط فيديو مدته حوالى 8 دقائق، واطلعت عليه "إيلاف"، وصورته الكاميرا الخفية للناشطين الأربعة، رفضوا بشكل قاطع منع أبناء السنة من دخول مدينتهم، معبّرين عن مشاعر وطنية ترفض الطائفية والمروّجين لها، وتعارض بشدة وصف السنة بـ"الإرهابيين".

فيديو حملة "منع السنة" من دخول كربلاء:

يُظهر الفيديو شابين على أحد أرصفة شارع رئيس في كربلاء، أحدهما يحمل لافتة تحمل شعار منع السنة من دخول المدينة، فيما حمل الثاني أوراقًا لجمع تواقيع المارة في الشارع لدعم الحملة الوهمية هذه.

وقد أجاب مواطن على طلب الناشط بتأييد الحملة بأن "منع السنة من دخول كربلاء أمر مستحيل، وأنه من الخطأ إلصاق تهمة الإرهاب بالسنة".. ثم يقوم بدفع الشاب، وإسقاطه على الأرض، ويحاول تمزيق اللافتة.

من جهتهم، رفض مواطنون آخرون تأييد حملة المنع والتوقيع بالموافقة عليها.. وقد وجّهت امرأة كلامها إلى الشاب قائلة: "أحنا نرفض لأن هذه فتنة طائفية لا نقبل بها".

كما أكد شاب قدم نفسه على أنه مهندس بأنه عاش في بغداد أربع سنوات، ولم يشعر بأي فرق بين شيعي أو سني أو مسيحي، والجميع يعيشون بوئام.. وشدد على ضرورة منع الطائفية وإثارة نعراتها البغيضة.&

استعدادات في كربلاء والنجف لاستقبال وضمان أمن ملايين الزائرين
جاءت هذه "الحملة الوهمية" متزامنة مع إعلان مكتب المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني اليوم أن الاثنين المقبل الثالث من أكتوبر المقبل هو أول أيام شهر محرم الحرام، حيث بدأت محافظة كربلاء والمحافظات الأخرى المجاورة لها استعدادات أمنية مكثفة لتأمين وصول ملايين العراقيين من أنحاء البلاد ومئات الآلاف الآخرين من دول إسلامية أخرى إلى المدينة وإحيائهم لمراسم عاشوراء بأمان.

منظمو الحملة ضد الطائفية يتحدثون مع مواطنين كربلائيين

وعادة ما يحيي ملايين الشيعة ذكرى "استشهاد" الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب في واقعة الطف سنة 60 للهجرة على أرض كربلاء، حيث تبلغ ذروة إحياء المناسبة في المدينة بالقرب من ضريح الإمام الحسين وأخيه العباس وسط المدينة، حيث يتوقع تجمع الملايين لإحياء الذكرى في ظل إجراءات أمنية مشددة.

وتستعد المحافظة لنشر أكثر من 25 ألفاً من عناصر قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى تساندها المروحيات ومتطوعو الحشد الشعبي، فضلًا عن المئات من النساء لتفتيش الزائرات.

لا تقتصر مراسم إحياء المناسبة على مدينة كربلاء، وإنما تشمل محافظة النجف، التي تحتضن مرقد الإمام علي بن أبي طالب، حيث أعلن محافظها لؤي الياسري عن نشر أكثر من عشرين ألف عنصر أمني بمناسبة حلول شهر محرم الحرام. وقال في تصريح نقله مكتبه الإعلامي "إن الخطة الأمنية ستستمر لغاية ذكرى وفاة النبي محمد (ص) في 28 صفر لتأمين حركة المواكب الحسينية والزائرين الوافدين إلى المحافظة للمشاركة في الشعائر الحسينية وزيارة العتبات المقدسة".

ودعا الياسري المواطنين إلى المساهمة في إنجاح الخطة الأمنية من خلال تبليغ القوى الأمنية عن أي حالة مشكوك بأمرها وتستهدف أرواح وممتلكات المواطنين، وتفويت الفرصة على العابثين بأمن وسلامة المحافظة.

وغالبًا ما يتعرّض الشيعة لهجمات دامية خلال محرم وذكرى عاشوراء، حيث قتل المئات من الزوار خلال الأعوام الماضية بسلسلة تفجيرات، غالبيتها انتحارية، استهدفت المواكب العاشورائية وخيم العزاء في العاصمة ومناطق أخرى من قبل تنظيم داعش. &