تقدم دراسة «كيف تطلق التكنولوجيا إمكانات النمو على طول طريق الحرير الجديدة» توصيات لتحقيق التمكين الرقمي من أجل زيادة فرص الوصول إلى الأسواق، بدراسة مبادرة "حزام واحد، طريق واحدة" وتطوير آلياتها المعرفية.

إيلاف من دبي: تستطيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المواكبة لمبادرة "حزام واحد، طريق واحدة" التي غالبًا ما يشار إليها باسم طريق الحرير الجديدة، أن تعزز الناتج المحلي الإجمالي في دولها بنسبة أربعة إلى سبعة في المئة، نتيجة زيادة فرص الوصول إلى الأسواق، وذلك بحسب دراسة جديدة صادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي. إلا أن العجز عن الوصول بيسر إلى الأسواق العالمية يمثل حاليًا المعوق الرئيسي أمام النمو.

تخطيط الخدمات

علاوة على ذلك، ومن خلال التركيز على اعتماد التقنيات الجديدة التي تعمل على تحسين كفاءة البنية التحتية وتنفيذها، تستطيع الشركات تحقيق سلسلة توريد ملائمة في الوقت الحقيقي، والقضاء على المضاربات في إجراءات التخليص الجمركي، وخفض تكاليف التشغيل الإجمالية، وزيادة سرعة نقل البضائع بين أوروبا وآسيا وما وراء آسيا، بحسب الدراسة نفسها.

وقال ولفغانغ ليماشير، مدير ورئيس سلسلة التوريد والنقل في المنتدى الاقتصادي العالمي: "يمكن تحسين تخطيط الخدمات لصالح تنفيذ عمليات سلسلة التوريد من خلال تزويد البلدان البنية التحتية لتقنية جديدة، قادرة على إدارة البيانات الصغيرة والكبيرة المصاحبة لتدفق البضائع المستمر عبر هذه المنطقة الشاسعة".

تقدم هذه الدراسة، التي تحمل عنوان "كيف تطلق التكنولوجيا إمكانات النمو على طول طريق الحرير الجديدة"، توصيات لتحقيق التمكين الرقمي من أجل زيادة فرص الوصول إلى الأسواق: تسهيل تواصل الشركات الصغيرة والمتوسطة المباشر مع الأسواق من خلال المنصات الإلكترونية المصممة لربطها مع عملائها البعيدين؛ إطلاق تقارير معرفية مطورة عن السوق لصالح الشركات الصغيرة والمتوسطة، يمكنها تقديم فهم أفضل لديناميات العرض والطلب، وتعديلات أكثر مرونة لخطط الإنتاج، إلى جانب تحسين تتبع الأسعار واتجاهاتها؛ وتوحيد إجراءات التخليص الجمركي وتحويل عملية صنع القرار البشري إلى آلية معرفية يواكبها انخفاض خطر الفساد الذي يهدد عمليات التخليص الجمركي.

التكنولوجيا الملائمة

تستطيع البنية التحتية الخاصة بتقانة المعلومات والقدرات الرقمية المبتكرة خفض نسب العمالة وتقليل التكاليف المباشرة التي تتكبدها الشركات، إذ يمكن تحقيق وفورات في التكاليف المحتملة في التخليص الجمركي والتخزين وإدارة المخزون من خلال التحقق الآلي من وثائق المنشأ والتخليص. إضافة إلى ذلك، يمكن خفض تكاليف التأخير وزيادة مرونة سلاسل التوريد بالتحكم في الاضطراب مع أنظمة إدارة مخاطر سلسلة التوريد.

وقال جيري ماتيوس، المدير في شركة باين وشركاه التي مقرها في الصين الشعبية، والمشارك في تأليف هذه الدراسة: "استخدام التكنولوجيا الملائمة هو الطريقة الوحيدة التي ستحدد طريق الحرير الجديدة من خلالها مستقبل التجارة بين الشرق والغرب، ونحن نأمل أن يستفيد عدد أكبر من الناس من النمو الهائل في الإمكانيات الجديدة والمثيرة، مثل تقاسم الاقتصاد، من خلال تقديم رؤى عملية لأصحاب المصلحة".

فمن خلال مبادرة "حزام واحد، طريق واحدة"، أحد أكبر مشروعات البنية التحتية في القرن الحادي والعشرين، تهدف الصين وشريكاتها إلى تطوير المنطقة التي تضم 70 في المئة من سكان العالم، وتنتج نحو 55 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، من خلال تجارة وتقانة مُحسّنتين.