الرباط: في موكب جنائزي مهيب، شيع الآلاف من مريدي الطريقة القادرية البودشيشية، التي تعد أكبر طريقة صوفية في المغرب، جثمان شيخها الراحل حمزة بن العباس البودشيش، بعد عصر اليوم الخميس، بمسقط رأسه في قرية "مداغ" شرق البلاد، وذلك بحضور عدد من مستشاري الملك محمد السادس والوزراء في حكومة تصريف الأعمال وشخصيات أخرى.

وأفادت مواقع إخبارية محلية، بأن صلاة الجنازة على جثمان الشيخ حمزة البودشيش، أقيمت عقب صلاة العصر في مسجد الزاوية القادرية البودشيشية بـ"مداغ"، حيث ووري جثمان الراحل الثرى بمقر الزاوية، التي تعد مقصدا سنويا للآلاف من المريدين ومحبي الشيخ حمزة، من داخل المغرب وخارجه.

وبدا لافتا أن جنازة الشيخ الراحل حمزة البودشيش، حضرها ثلاثة من مستشاري الملك محمد السادس،هم فؤاد عالي الهمة، وعمر عزيمان، وياسر الزناكي، بالإضافة إلى ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، الذي يعد من أتباع الزاوية البودشيشية، ووزير الداخلية، محمد حصاد، فضلا عن عدد من المسؤولين الآخرين.

جانب من صلاة الجنازة 

وحضر مراسيم تشييع شيخ الزاوية القادرية البودشيشة، الآلاف من مريدي الطريقة، الذين توافدوا على الزاوية من مناطق مختلفة من المغرب وخارجه، حيث نقلت بعض المنابر الإعلامية، أن الجنارة حضرها أشخاص من دول عربية وغربية، جاؤوا لإلقاء نظرة الوداع على جثمان شيخهم الراحل، الذي يحظى بمكانة خاصة عندهم.

وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ الراحل، سيخلفه على رأس الطريقة القادرية البودشيشية، ابنه جمال الدين البودشيشي، تنفيذا للوصية التي أمر بها الراحل قبل وفاته.

جنازة الشيخ حمزة البودشيشي

وكان العاهل المغربي محمد السادس، بعث رسالة تعزية إلى أسرة الراحل ومحبيه، نشرتها "إيلاف المغرب"، مما جاء فيها، أن الشيخ حمزة "كان شيخا قائما على سنن الطريقة الروحية الصوفية السنية ممن تواصل بهم في هذه المملكة سند التربية على توحيد الله بالحال والمقال، واستفاد من صحبته وإرشاده القاصدون الطالبون لهذا المنبع الصافي سواء في داخل المغرب أو خارجه".

وأضافت الرسالة الملكية، أن الراحل "كرس حياته، رحمه الله، لخدمة الإسلام، ونشر تعاليمه السمحة، في تشبث راسخ بالمقدسات الوطنية والثوابت الروحية للأمة المغربية".

وتجدر الإشارة، إلى أن الشيخ حمزة بن العباس البودشيشي رأى النور سنة 1922 من القرن الماضي، وتولى مشيخة الزاوية خلفا لأبيه عباس البودشيشي عام 1972، وظل قائدا روحيا لها إلى أن وافته المنية، أمس الأربعاء، بأحد مستشفيات مدينة وجدة (شرق البلاد)، عن عمر يناهز 95 عاما مخلفا وراءه الآلاف من الأتباع والمريدين داخل المغرب وخارجه.