نصر المجالي: وصلت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي إلى العاصمة الأميركية مؤكدة ثقتها بصفقة "علاقات جيدة" مع الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب الذي ستجتمع به يوم الجمعة، وقالت: "في بعض الأحيان الأضداد ينجذبون لبعضهم بعضاً".

وجاء وصول ماي إلى واشنطن وسط خلاف عميق حول أساليب التعذيب وانتزاع المعلومات تزامناً، حيث أعرب ترامب في تصريحات مثيرة عن اعتقاده بأن أسلوب التحقيق عن طريق الإيهام بالغرق فعّال، قائلاً إنه "يجب أن نحارب النار بالنار".

وقبل ساعات من قمتها الأولى مع ترامب، حيث هي أول زعيم عالمي تلتقيه بعد دخوله البيت الأبيض، أصرت رئيسة الحكومة البريطانية على رفض التعذيب وحظر المملكة المتحدة لذلك، مؤكدة أن انتزاع المعلومات سيستمر عبر استجواب لا تعذيب.&

مكافحة التشدد

وقال الرئيس الأميركي لمحطة (إيه بي سي) الإخبارية إنه سيستشير وزير الدفاع، جيمس ماتيس، ورئيس وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية (سي آي إيه)، مايك بومبيو في ما يمكن فعله لمكافحة التشدد.

وقال ترامب إنه إذا كانت الجماعات المتشددة تقطع رؤوس الناس في الشرق الأوسط "فإننا يجب أن نتعامل معها على نفس المستوى".

وفي رد فعلها على تصريحات ترامب، تحدثت ماي عن احتمال انسحاب بريطانيا من عمليات تبادل المعلومات الاستخبارية إذا أعاد البيت الأبيض التعذيب.

مصالح مشتركة

وكانت رئيسة الوزراء البريطانية، قالت في تصريحات إنها تتوقع أن تناقش مع الرئيس الأميركي خلال لقائهما يوم الجمعة، عددًا من القضايا المرتبطة بالمصالح والتحديات المشتركة، بما في ذلك محاربة داعش وأهمية حلف شمال الأطلسي الناتو كحجر أساس في الدفاع الجماعي.

وقالت ماي، في تصريحات نشرها مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانيه ومقره دبي، وحصلت (إيلاف) على نسخة منها: "ستكون هذه الزيارة فرصة لي وللرئيس ترامب للاجتماع وجهًا لوجه وبناء علاقة مميزة وجديدة"، مضيفة "الشراكة الوثيقة والدائمة بين بريطانيا والولايات المتحدة سوف تستمر على أساس القيم المشتركة: الحرية والديمقراطية والمؤسسات".

شريكان قويان

وأكدت رئيسة الوزراء البريطانية أن "الولايات المتحدة حليف منذ وقت طويل وصديق مقرّب ونقوم بأشياء مشتركة سويًا أكثر من أي بلدين يعملان معًا في العالم، وسنظل شريكين قويين ووثيقي الصلة في مجالات عدة منها الدفاع والأمن والتجارة".

وقالت: "بريطانيا تناقش كافة المسائل والقضايا بصراحة ووضوح مع أقرب حلفائها". وأما في ما يتعلق بروسيا، فقالت ماي "سأوضح أن نهج بريطانيا يقوم على علاقات واقعية مع روسيا وفق المصالح البريطانية".

وفي الأخير، ستتناول القمة البريطانية ـ الأميركية أيضا احتمال التوصل إلى اتفاق رسمي للتجارة الحرة يمكن أن تبدأ حين تنسحب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وقالت ماي إنها ستستغل الاجتماع في المكتب البيضاوي مع ترامب لبدء هدم الحواجز أمام التجارة.&