عبر العراق عن الاسف والاستغراب اليوم لمنع "دولة حليفة" هي الولايات المتحدة مواطنيه من دخولها داعيا الى اعادة النظر بهذا "القرار الخاطئ".. فيما طالب البرلمان الحكومة بالتعامل بالمثل مع قرار ترامب في حين أكد نواب ضرورة إغلاق السفارة الأميركية في العراق.

إيلاف من لندن: عبرت وزارة الخارجية العراقية عن أسفها واستغرابها القرار التنفيذي الصادر عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتقييد إجراءات دخول حملة الجنسية العراقية الى الولايات المتحدة الأميركية.&

وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة احمد جمال الاثنين في بيان صحافي حصلت "إيلاف" على نصه "إنه من المؤسف جداً ان يصدر هذا القرار تجاه دولة حليفة ترتبط بشراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة وان يتزامن مع الانتصارات التي يحققها مقاتلونا الشجعان وبدعم من التحالف الدولي على عصابات داعش الارهابية في معركة الموصل".

وأشار الى انه "من المثير للاستغراب شمول العراق بهذا القرار على الرغم من أنه لم يكن من الدول التي طالما صدرت الارهابيين والفكر التكفيري المتشدد إلى كافة اصقاع العالم اضافة الى تأكيدنا على السمعة الطيبة لأبناء الجالية العراقية المتواجدين داخل الولايات المتحدة او أي دولة اخرى من دول العالم وعدم تورط ابنائها بأي عمل او نشاط إرهابي".

وختم بالقول "نحن إذ نرى من الضروري قيام الادارة الأميركية الجديدة بإعادة النظر بهذا القرار الخاطئ نؤكد رغبة العراق الحقيقية بتعزيز وتطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وزيادة آفاق التعاون في مجال مكافحة الارهاب والمجال الاقتصادي وكل ما يخدم مصالحهما".

والجمعة الماضي وقّع ترامب أمرا تنفيذيا لمنع دخول "الارهابيين الاسلاميين المتشددين" الى الولايات المتحدة فرض بموجبه خصوصا حظرا لأجل غير مسمى على دخول اللاجئين السوريين وحظرا لمدة ثلاثة اشهر على دخول رعايا سبع دول اسلامية حتى ممن لديهم تأشيرات هي: العراق وايران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن على ان يستثنى من بين هؤلاء حملة التأشيرات الدبلوماسية والرسمية الذين يعملون لدى مؤسسات دولية.
&
&التعامل بالمثل مع قرارات المنع لترامب

وأكد مجلس النواب العراقي في بيان تلي بجلسة المجلس اليوم وحصلت "إيلاف" على نصه تطلع العراق الى تمثيل افضل وأمثل لاتفاقية الاطار الاستراتيجي بين العراق وأميركا ويخدم المصالح المتبادلة.. وعبر عن استغرابه من قرار ترامب ادراج العراقيين ضمن الدول الممنوع دخول افرادها الى الولايات المتحدة.&

وأشار الى "وجود قلق شديد لدى الشعب العراقي الذي وقف ضد الإرهاب وهزمه شرّ هزيمة لكن قرار الرئيس الأميركي يتنافى مع المبادئ والقوانين الدولية ومبادئ حقوق الانسان ويتهم شعبا بكامله من دون تمييز ويتعارض مع موقف العراق البطولي في التصدي للارهاب كونه ساحة من ساحات مواجهة داعش الارهابي والتصدي له".

واضافت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي في بيانها أن قائمة ترامب تخلو من دول ساهمت بالتحريض عبر الفتاوى والمال لدعم الإرهاب.. ودعت وزارة الخارجية العراقية الى الى دراسة جميع الخيارات لحفظ حقوق العراقيين والتعامل بالمثل من اجل التراجع عن القرار والطلب من السفارة العراقية بالتحرك على دوائر القرار والتاكيد أنّ القرار سيؤثر في العلاقات المتنامية بين البلدين والضغط على الولايات المتحدة والبيت الابيض للتراجع عن هذا القرار.

من جهته شدد النائب محمد تميم مقدم طلب المناقشة على ان الموقف الرسمي ما زال دون المستوى المطلوب ولم يظهر له موقف من قرار الرئيس الأميركي خصوصا ان العلاقات مع أميركا تحكمها اتفاقية الاطار الاستراتيجي داعيا الى التعامل بالمثل ومراجعة اجراءات دخول المواطنين الأميركيين للعراق.

وفي مداخلات النواب طالب النائب محمود الحسن بتمسك العراق بشكل فوري بمبدأ التعامل بالمثل بعد القرار الأميركي منوها بأن اللجوء الى اتفاقية فيينا بشأن العلاقات الدبلوماسية بين الدول يتيح التعامل بالمثل.

ومن جانبه، بيّن النائب حامد الخضري بأن الولايات المتحدة تعلم تماما من يقف وراء داعش ومن أوجدها وكان الاولى بدول العالم الوقوف مع العراق بدلا من ان تتخذ الولايات المتحدة مثل هذا الموقف، مطالبا مجلس النواب ورئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة باتخاذ موقف من قرار الرئيس الأميركي.

ولفت النائب احمد الجربا الى أن من الاجدر ايجاد حل لدخول بعض المواطنين العراقيين الى بغداد بعد منعهم من قبل القوات الامنية. واقترحت النائبة حنان الفتلاوي الاستماع الى رأي الحكومة وموقفها بشأن قرار الادارة الأميركية وعدم الصمت على القرارات الأميركية التي تخص العراق. واوضح النائب احمد المساري أن قرار منع العراقيين من الدخول الى الولايات المتحدة مخالف لاتفاقية الاطار الاستراتيجي كون العراق شريكا قويا للولايات المتحدة في محاربة الإرهاب.

دعوة لإغلاق السفارة الأميركية

بدوره رأى النائب ياسر محمد أن القرار يحمل بعدا سياسيا وليس أمنيا، مطالبا بإغلاق السفارة العراقية في واشنطن والسفارة الاميركية في بغداد. وأوضح النائب هوشيار عبدالله بان السكوت على هذا القرار سيكون له تداعيات وخطوات لاحقة قد تسبب ضررا اكبر على مصلحة العراق.

ودعا النائب جوزيف صليوه الى رفض القرار كونه يدعو الى التمييز العنصري والتفرقة بين المسيحيين والمسلمين في الشرق الاوسط ويعد ضربة للاتفاقات بين البلدين وسيؤدي الى افراغ الشرق الاوسط من المسيحيين. وشدد النائب علي شكري على ان يكون لمجلس النواب وقفة جادة وقطع الطريق امام القرارات التي تهدد العراق في المستقبل. واعتبر النائب كاظم الشمري ان السياسات الخاطئة في العراق ادت الى مثل هذه القرارات والحكومة مطالبة بالالتزام باتفاقية الاطار الاستراتيجي والتعامل بمبدأ المثل.

من ناحيته دعا النائب علي العلاق الى وضع سقف زمني لان القرار الأميركي اتخذ بناء على معطيات ومعلومات قديمة بحق العراق وبخلافه يلجأ العراق الى الاجراءات اللازمة. وأشارت النائبة فيان دخيل الى ان اداء الطبقة السياسية وانقسامهم ادى الى شمول العراق ضمن الدول التي تم حظر رعاياه من دخول الولايات المتحدة.

واكدت النائبة عالية نصيف اهمية اتخاذ اجراءات من قبل مجلس النواب تشمل إلغاء عقود الشركات الأميركية وايقاف التعاملات التجارية وايقاف سمات الدخول للمواطنين الأميركيين الى العراق.

وبين النائب يونادم كنا ان قرار الرئيس الأميركي كان صدمة للعراقيين والعالم واثار غضبا واسعا منوها بأن احتمالات التراجع عن القرار واردة حاثا مجلس النواب الى مخاطبة مجلس النواب الأميركي بشان إلغاء القرار او اخراج العراق منه.&

من جانبه، اكد طورهان المفتي ممثل مجلس الوزراء بان الحكومة العراقية حريصة على السيادة والمصلحة العراقية العليا وبالتعامل مع الدول وفقا للاعراف الدبلوماسية.. مشيرا الى ان وزارة الخارجية طلبت حضور السفير الأميركي للقاء السيد وزير الخارجية من اجل الاستفهام بشأن قضية حظر دخول العراقيين الى الولايات المتحدة.

وفي ردها على المداخلات عبرت لجنة العلاقات الخارجية عن املها في ان تكون الادارة الأميركية قد سمعت صوت الشعب الذي يمثله مجلس النواب وخاصة من مبدأ التعامل بالمثل ومخاطبة الكونغرس الأميركي وهي مقترحات تحظى بتأييد لجنة العلاقات الخارجية.

معاملة بالمثل

بعدها صوت المجلس على توصيات لجنة العلاقات الخارجية بشأن قرار الرئيس الأميركي بحظر دخول المواطنين العراقيين الى الولايات المتحدة وتتضمن سياسة التعامل بالمثل مع القرار الأميركي في حال لم يتراجع الجانب الأميركي عن قراره حفاظا على هيبة الدولة العراقية وكرامة مواطنيه مع مخاطبة الكونغرس الأميركي والطلب منه بالضغط على الادارة الأميركية لاعادة النظر بقرارها بحق العراق.&

وطالبت الامم المتحدة والمنظمات الدولية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي على اتخاذ موقف حازم تجاه القرار والتاكيد على ان القرار يتعارض مع الاتفاقيات الدولية الخاصة باللاجئين ومنح التأشيرات والعلاقات وان عدم الاستجابة والاصرار على هذا القرار المجحف سيدفع العراق لاتخاذ سياسات وقرارات تتناسب مع حفظ مصالحه من تبعاته.

واوقف قرار ترامب التنفيذي لمدة 120 يوما العمل بالبرنامج الفدرالي لاستضافة واعادة توطين اللاجئين الاتين من دول تشهد حروبا ايا تكن جنسية هؤلاء اللاجئين. والسبت الماضي باشرت السلطات الأميركية تنفيذ هذه القيود حيث احتجزت في المطارات مسافرين من رعايا الدول المشمولة بحظر السفر في خطوة لقيت احتجاجات واسعة داخل الولايات المتحدة وخارجها.

&

&

&