اعلن اردوغان قرب اتخاذ العراق وتركيا وايران اجراءات لوقف ضخ نفط اقليم شمال العراق ورفض اعتبار كركوك كردية معتبرا الاكراد غزاة لها .. فيما بحث معه النجيفي تداعيات الاستفتاء الكردي.

إيلاف من بغداد: بحث نائب الرئيس العراقي زعيم ائتلاف القوى السنية أسامة النجيفي في انقرة اليوم مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العلاقات الثنائية و"سبل تطويرها بما يخدم الشعبين الجارين الصديقين العراقي والتركي" .. كما ناقشا بالتفصيل مجموعة ملفات مهمة مشتركة في مقدمتها أزمة أقليم كردستان في أعقاب الاستفتاء على الانفصال الذي أجرته حكومته في 25 من الشهر الماضي.

كما بحثا الوضع السياسي والأمني في المنطقــة وتطورات الحرب ضد الارهاب والاوضاع السياسية والامنية في العراق.

واشار مكتب النجيفي في بيان صحافي حصلت "ايلاف" على نصه الى انه "بعد حوارات معمقة ومفيدة استغرقت ساعتين ونصف الساعة تم الوصول إلى قناعات مشتركة وفهم متبادل قوامه الاتفاق على حل مشكلة كردستان مع التأكيد على وحدة الأراضي العراقية واستقرار العراق والوصول إلى حالة تكون فيها لكل مكونات العراق من الشيعة والسنة والكرد وبقية المكونات دورها الفاعل في بناء البلد وتطوره والقضاء على مشكلاته". واوضح ان النجيفي قد حرص خلال الاجتماع على شرح رؤيته وسبل تفكيك الأزمات وصولا إلى حلول وطنية جامعة تخدم العراقيين جميعا .

وفي السياق نفسه فقد اكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم في بغداد الخميس مع نائبه أياد علاوي على ضرورة تمتين العلاقات بين الاطراف السياسية والابتعاد عن التشنجات والاتهامات. وناقشا الأوضاع الراهنة على الساحة السياسية العراقية "لاسيما العلاقة المتأزمة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان حيث تم التأكيد على "ضرورة تضافر كل الجهود من أجل إيجاد معالجة موضوعية للأزمة الراهنة من خلال حوار بناء للوصول إلى حلول وتفاهمات واقعية ضمن إطار الدستور".

وقد شدد معصوم وعلاوي على "ضرورة الابتعاد عن التشنجات والتوترات والاتهامات المتبادلة بين الأطراف المعنية والعمل على توفير أجواء مناسبة للحوار البناء بين الطرفين يصاحبه حوار وطني شامل يسعى لحل المشاكل التي تعترض طريق ادارة الدولة وسدّ الطريق أمام الأزمات التي تعيق عملية الاصلاح السياسي، وبما يضمن تمتين العلاقات بين الأطراف والقوى السياسية المشاركة في العملية السياسية" كما قال بيان صحافي رئاسي تابعته "إيلاف".

اردوغان: كركوك ليست كردية والاكراد غزاة لها 

واعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الخميس قرب اغلاق المعابر البرية والاجواء مع اقليم شمال العراق واكد ان بلاده ستغلق الحدود والمجال الجوي قريبا ردا على استفتاء الأكراد على الاستقلال.

واشار الى انه قد "جرى تعليق الرحلات الجوية إلى شمال العراق كما سيتم إغلاق الحدود والمجال الجوي قريبا. وأضاف أن قرار إجراء الاستفتاء أظهر "الجحود التام" من جانب حكومة إقليم كردستان التي طورت علاقات تجارية وسياسية وثيقة مع تركيا. وطالب حكومة إلاقليم بالتعلم من أخطائها واتخاذ خطوات للتعويض عنها في أسرع وقت ممكن .

واضاف اردوغان في كلمة له اليوم ان "رفض تركيا لاستفتاء اقليم شمال العراق لا علاقة له بالأكراد وإنما مرده لإجراء الاستفتاء دون مشاورة أنقرة وفي وقت يحتاج فيه العراق للوحدة".. وقال مخاطبا رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ان "إسرائيل هي الوحيدة التي تقف وراءك فأنت تجلس على الطاولة وعن يمينك وزير خارجية فرنسي سابق وعن يسارك يهودي آخر وهؤلاء ليسوا أصدقاء لك فاليوم يفقون إلى جانبك وغداً سيمنعون عليك أن تتعاون معنا".

وسأل اردوغان بارززاني إدارة اقليم شمال العراق بالقول "ماذا ستفعلون الآن بعد الإصرار على استفتاء الانفصال ؟ إلى أين ستذهبون؟ وكيف ستدخلون وتخرجون من الاقليم؟، المجال الجوي لشمال العراق أُغلق وقريباً ستغلق المعابر البرية أيضاً".

واضاف إن تركيا وإيران والعراق ستتخذ قرارا مشتركا بشأن وقف تدفق إمدادات النفط من شمال العراق ردا على الاستفتاء وقال "إذا اتخذ قرار بوقف تدفق النفط في المنطقة فسنتخذه .. ستفعل ذلك تركيا وإيران وحكومة العراق المركزية". واشار الى ان "قيادة شمال العراق منتشية بنتيجة الاستفتاء ولا تعي ما تفعل أو الخطوات التي تتخذها".

وانتقد إردوغان إدراج مدينة كركوك الغنية بالنفط في الاستفتاء قائلا إن الأكراد لا شرعية لهم هناك وإنهم غزاة في المنطقة وذلك ردا على تصريحات لبارزاني هذا الاسبوع قال فيها ان كركوك مدينة كردية.

وسبق أن هددت إيران وتركيا بالانضمام إلى بغداد في فرض عقوبات اقتصادية على إقليم كردستان وقامتا بمناورات عسكرية مشتركة مع القوات العراقية على الحدود مع الاقليم.

وفي وقت سابق اليوم قال رئيس الوزراء العبادي خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في باريس ان الاستفتاء الكردي الاخير على الانفصال كان خروجا على الدستور ولذلك رفضته الحكومة والبرلمان والمحكمة الاتحادية باعتباره اجراءا غير دستوري .. موضحا بالقول "نحن نعتز بالاكراد ونحترم تطلعاتهم ولكن عليهم العمل مع الحكومة الاتحادية وتسليمها المنافذ الحدودية والجوية وان تعمل قواتهم البيشمركة مع القوات العراقية لتحقيق امن المواطنين واعادة الاستقرار واعمار المناطق المحررة من داعش". 

وشدد العبادي بالقول "لانريد مواجهة عسكرية مع الاكراد" ولكن يجب ان تعمل قواتهم مع القوات الامنية الاتحادية وتحت قيادتها .