بيروت: تمكن مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية في وحدة الشرطة القضائية في بيروت من استعادة لوحة «الليدي ريفز» للفنان الإسباني «سلفادور دالي» التي سرقت منذ نحو 20 عاماً، وتُقدَّر قيمتُها بملايين الدولارات.

واعلنت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ـ شعبة العـلاقات العـامة انه بتاريخ 13/10/2017 ونتيجة للاستقصاءات والتحريات المكثفة، تمكن مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية في وحدة الشرطة القضائية، من استعادة لوحة « Lady Reeves» وهي للفنان الشهير سلفادور دالي، في اطار عملية مكافحة جرائم سرقة الممتلكات الاثرية والاتجار بها.

وقد تم توقيف بناء على اشارة القضاء المختص، كل من السوريين ي. ب. (مواليد عام 1975) وم. ي. (مواليد عام 1991) وم. ح. (مواليد عام 1983) اضافة الى اللبناني م. ا. (مواليد عام 1982) الذين كانوا يعملون على عرض اللوحة المذكورة للبيع، والتي اتضح انها مسروقة من احدى الدول المجاورة، كما تبين انه يوجد بحق (ي. ب.) مذكرة توقيف بجرم اساءة امانة.

بين فرنسا ولبنان

وبحسب ما ذكرت صحيفة الجمهورية اللبنانية، فإن تاجر لوحات يُدعى (مصطفى. ح) عرض صور لوحة للبيع على تاجرة لوحات فرنسيّة من أصل لبناني مُقيمة في فرنسا، وعندما عرضتها الأخيرة على خبير، تبيّن أنها للفنان العالمي سلفادور دالي، وهي معمَّمة على الأجهزة العالمية أنها مسروقة، فأعطت علماً للجمارك اللبناني بالأمر، فأخبروا مكتبَ مكافحة الجرائم الدولية، وبوشرت التحقيقاتُ بناءً لإشارة النيابة العامة المالية.

وبعد سلسلة من التحقيقات والإجراءات الأمنية والتأكد من وجود اللوحة في منزل أحد تجار المواد الغذائية السوريين الكبار، دهم العناصر الأمنية المكان وضبطوا اللوحة وأوقفوا التاجرَ السوري وأفراد العصابة.

وإعترف التاجرُ السوري في التحقيقات، أنه اشترى اللوحة منذ 12 سنة لقاء مبلغ كبير من المال، ويعلم أنها مسروقة واحتفظ بها وحاول الآن بيعهَا لكسْب المال، حيث كان يطلب 5 ملايين دولار، في حين أنّ عرضَها في المزاد قد يوصل سعرَها الى أكثر من 20 مليون دولار. ويحاكَم جميع أفراد العصابة أمام القضاء، لكن لم يُعرف بعد مَن مالكها الحقيقي.

قصة اللوحة المسروقة

وللوحة قصة قديمة بدأت عام 1954، عندما رسم الفنان سلفادور دالي لوحتَه الشهيرة التي أخذتها mrs reeves، وباتت معروفةً من ذلك الحين باسم lady reeves لأنها تحمل صورتها. لكنها لم تدفع له ثمنها، ونتيجة تصرّفها هذا قيل إنها سرقتها، وحلّت اللعنة.

من ثمّ تمّ تناقلُها، وبيعت في أكثر من معرض بملايين الدولارات وكان آخرُها في غاليري sobs في لندن عام 1997، وسُرقت بعدها وتناقلها السارقون، الى أن استعادَها مكتبُ مكافحة السرقات الدولية في قوى الأمن الداخلي في بيروت.

يعتبر الفنان الإسباني سلفادور دالي من أهم فناني القرن العشرين، وهو أحد أعلام المدرسة السريالية. يتميز دالي بأعماله الفنية التي تصدم المُشاهد بموضوعها وتشكيلاتها وغرابتها، وكذلك بشخصيته وتعليقاته وكتاباته غير المألوفة والتي تصل حد اللامعقول والاضطراب النفسي. وفي حياة دالي وفنه يختلط الجنون بالعبقرية، لكن دالي يبقى مختلفاً واستثنائياً. في فوضاه، في إبداعه، في جنون عظمته، وفي نرجسيته الشديدة.