قبيل ساعات من انعقاد الاجتماع الاول للمجلس التنسيقي العراقي السعودي في الرياض اليوم، استقبل الملك سلمان العبادي الذي وصلها لحضور الاجتماع، والذي أعلن عن مشروع لمستقبل المنطقة برؤية عراقية يقوم على اطفاء النزاعات ومنح امل كبير للشباب والاتفاق على برنامج تنمية شاملة والاستخدام الامثل للطاقات وان يكون لدول المنطقة صوت مسموع ومؤثر في صناعة القرار على كل المستويات العالمية والمحلية.

إيلاف من لندن: استقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في الرياض مساء امس رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي يزور المملكة لحضور الاجتماع الاول للمجلس التنسيقي بين العراق والسعودية.

وقال المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة العراقية ان العبادي التقى الملك سلمان بن عبد العزيز الذي اقام مأدبة عشاء على شرفه والوفد المرافق له، الذي يضم عشرة وزراء وعشرات المستشارين والخبراء. 

ومن جهتها، قالت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان الملك سلمان رحب بالعبادي الذي أعرب عن سعادته بلقاء خادم الحرمين الشريفين.

ووصل العبادي الى الرياض امس ضمن جولة اقليمية ستقوده ايضًا الى الاردن ومصر وتركيا لبحث تطوير علاقات بلاده مع هذه الدول والحرب على الارهاب والتطورات الاخيرة في العراق على ضوء انتشار قواته الامنية في مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط وبقية المناطق المتنازع عليها مع حكومة اقليم كردستان.

وسيحضر العبادي الاحد الاجتماع الاول للمجلس التنسيقي الذي سيترأسه عن الجانب العراقي وزير التخطيط وزير التجارة وكالة سلمان الجميلي وعن الجانب السعودي وزير التجارة والاستثمار ماجد القصبي، حيث سيتم توقيع العديد من الاتفاقيات لتوسيع وتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات. 

وكان الملك سلمان وجه الخميس الماضي دعوة للعبادي لزيارة المملكة من اجل تمتين علاقات بلديهما وحضور الاجتماع الاول للمجلس التنسيقي الاعلى بينهما. 

وكان العراق والسعودية قد اتفقا في 21 يونيو الماضي خلال زيارة قام بها للسعودية العبادي على تأسيس مجلس تنسيقي بين البلدين وذلك للارتقاء بالعلاقات إلى المستوى الاستراتيجي والمأمول منه، إضافة لفتح آفاق جديدة من التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية والتجارية والاستثمارية والسياحية والثقافية. وسيكون عمل المجلس التنسيقي تنشيط الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين ومتابعة تنفيذ ما يتم إبرامه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتحقيق الأهداف المشتركة.

 وقد عبّر البلدان في بيان مشترك آنذاك عن تصميمهما على مواصلة جهودهما الناجحة لمحاربة التنظيمات الإرهابية وخاصة تنظيم داعش الإرهابي الذي طالت أعماله الإجرامية الآمنين في البلدين. وأكد البلدان إدانتهما الأعمال كافة التي تمس أمن واستقرار البلدين والمنطقة، وشددا على ضرورة نبذ روح الكراهية والعنف والتمييز الطائفي والتأجيج المذهبي. كما أكدا حرصهما على تعزيز علاقاتهما الأخوية لتحقيق مصالحهما المشتركة ولكل ما فيه خير للشعبين، وأهمية تعزيز السلم والأمن في المنطقة.

العبادي يعلن مشروعاً برؤية عراقية لمستقبل المنطقة

وقبيل مغادرته الى السعودي امس فقد اعلن العبادي مشروعًا لمستقبل المنطقة برؤية عراقية يقوم على اطفاء النزاعات ومنح امل كبير للشباب والاتفاق على برنامج تنمية شاملة والاستخدام الامثل للطاقات والعمل على ان يكون لدول المنطقة صوت مسموع ومؤثر في صناعة القرار على كل المستويات العالمية والمحلية من اجل ان يصبح العالم اكثر امنا وعدالة.

واشار المشروع الذي حصلت "إيلاف" على نصه الى ان "العراق ومن تجربته الصعبة والناجحة في تجاوز خطر الارهاب والتقسيم ونهوضه منتصرا وقويا وموحدا دولة وشعبا يرى، ومن دافع الشعور بالمسؤولية بأن دول وشعوب المنطقة لها تحديات واهداف مشتركة كثيرة وضرورة ان نطرح مبادرة شاملة بأبعاد تنموية واقتصادية بالدرجة الاساس من شأنها اعادة صياغة العلاقات السياسية بين دولنا وشعوبنا على اسس سليمة ودائمة".

وأضاف أن المشروع يقوم على الاسس التالية:

اولا: ان الصراعات الدائرة في المنطقة لم ولن تجلب لشعوبنا سوى الدمار والتخلف ، وقد تسببت بنزيف هائل للطاقات البشرية والطبيعية وضياع لفرص التنمية والتقدم.

ان اطفاء هذه النزاعات المدمرة وحقن الدماء ووقف سياسات التدخل لإذكاء الصراعات هي القاعدة الصحيحة والبديل الوحيد للانطلاق لعهد جديد من التعاون والبناء.

ان من الخطأ ان تنظر دول المنطقة لمصالحها بشكل منعزل عن مصالح الآخرين ، وان رؤيتنا تتمثل في ان نعمل بشكل مشترك لبناء مصالحنا واقتصادياتنا بشكل تكاملي دون معزل عن بعضنا البعض فكما اثبتت الظروف ان الامن لايتجزأ فكذلك الاقتصاد والتنمية والرفاهية لايمكن ان تتحقق في دولة دون اخرى ، ودون ان ننهض معا ستتعثر كل مشاريع التنمية والاستقرار.

ان مجموعة جهودنا يجب ان تضاف بعضها لبعض لتكون محصلة مضافة لنا جميعا.

ثانيا: نسعى لتأسيس علاقات دائمة وعميقة وراسخة بين شعوبنا وان لانقصرها على العلاقة بين الحكومات لان العلاقة بين الشعوب تضمن استقرار العلاقات امام التحولات السياسية.

ثالثا: يجب ان نعطي بارقة امل كبيرة للشباب وان لا يتركوا نهبا للارهاب والفكر المنحرف والدخيل الذي يستغل طاقاتهم بالاتجاه السلبي وينقلهم من خندق البناء الى خندق القتل والهدم. ان اعطاء الامل بدل اليأس من خلال برامج توفر فرص عمل للشباب من خلال التأهيل والمشاريع المنتجة يعطي قوة وزخما هائلين باتجاه اصلاح المجتمعات.

رابعا: ان الاتفاق على برنامج تنمية شاملة والاستخدام الامثل للطاقات هو البديل الصحيح في ظل سياسات عادلة على اساس المواطنة والمساواة بالحقوق والواجبات دون تمييز. وبالاضافة الى مشاريع التنمية على المستويات الوطنية، لا بد من العمل والتنسيق لنهوض المنطقة ككل حيث لا يمكن تحقيق الامن والسلام والرفاه في المنطقة اذا بقيت الهوة كبيرة بين شعوب غنية واخرى فقيرة.

خامسا: ان انشغال دول المنطقة بالصراعات في ما بينها وعدم استثمارها لمواردها بالشكل الامثل همش دورها محليا وعلى المستوى العالمي.

وشدد العبادي في الختام على "وجوب ان نعمل جديًا بأن يكون لدول منطقتنا صوت مسموع ومؤثر في صناعة القرار على كل المستويات العالمية والمحلية من اجل ان يصبح العالم اكثر امنًا وعدالة".