أسامة مهدي: فيما صادق برلمان كردستان اليوم على نقل صلاحيات رئيس الاقليم مسعود بارزاني، القى هو باللائمة على ما اسماها بخيانة كبرى وطعنة مسمومة في ظهر كردستان سلمت كركوك، واكد انه مستعد للحوار مع بغداد بالترافق مع استعداده للتضحية بحياته من اجل الدفاع عن مكتسبات مواطني الاقليم. فيما اقتحم مؤيدون لبارزاني مبنى البرلمان واعتدوا على بعض النواب من كتلة التغيير وكوادر القنوات الفضائية فيما سمع دوي اطلاق رصاص رجال الامن من داخله.

وصادق برلمان اقليم كردستان العراق الاحد على نقل صلاحيات رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني إلى السلطات التشريعية (البرلمان) والتنفيذية (الحكومة) والقضائية (مجلس القضاء) بأغلبية 70 صوتا مقابل رفض 27 عضوا وذلك بعد ان اعلن بارزاني انه سيتنحى من الرئاسة يوم الاربعاء المقبل، داعيا الأطراف السياسية الكوردية للاسراع في ايجاد حل تجنبا لحدوث فراغ قانوني في مهام رئيس الاقليم.

وفي خطاب متلفز اعتبر بارزاني انسحاب قوات البيشمركة الكردية من كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها وانتشار القوات العراقية فيها في السادس عشر من الشهر الحالي خيانة عظمى مشيرا الى ان بغداد اتخذت من الاستفتاء على الانفصال الذي نظم في 25 من الشهر الماضي حجة لمهاجمة إقليم كردستان.

وقال "لقد حاولنا كثيراً ان نعود الى الدستور مع بغداد والاطراف الاخرى ولكن ذلك لم يحصل فقد كنا نتوقع ان يدخل العراق الى مرحلة جديدة بعد 2013 وهي مرحلة الفيدرالية والديمقراطية إلا ان العراق بدأ يتراجع عن تطبيق الدستور وبنوده وقوانينه وعاد لتطبيق سلطة الطرف الواحد واخبرنا التحالف الدولي بأن الوضع اصبح خطيرا وقلنا لهم تعالوا لنكن جيرانا متحابين وان نحل المشاكل كافة" كما نقلت عنه وسائل اعلام كردية تابعتها "إيلاف".

واعتبر "ان ما حصل للكرد كان مخطط له وبغداد اتخذت الاستفتاء حجة لمهاجمة الإقليم"، مؤكدا بأن "البيشمركة لعبت دورا محوريا في عمليات تحرير الموصل وتمكنت من تحطيم امبراطورية داعش وكل الوفود عندما كانت تأتي الى الإقليم كانت تشيد بموقف وبطولة البيشمركة والشعب الكردي ولولا مساعدة البيشمركة لما كانت القوات العراقية قادرة على تحرير الموصل وحتى عندما بدأت عمليات تحرير الحويجة قامت بغداد بتاخير وجمع القوات العسكرية للهجوم على كركوك".

واشار بارزاني مبينا "لقد قلت في خطاباتي قبل الاستفتاء بأنه قد نكون علينا ضغوطا كبيرة بعد اجراء الاستفتاء، فالحرية بحاجة الى تضحية ولن يستطيع اي احد ان يمسح اصوات 3 مليون شخص طالبوا بالإستقلال ولكننا لم نتوقع ان نتعرض لخيانة عظمى في ليلة 16 من اكتوبر الحالي في كركوك تلك الخيانة التي سلمت كركوك وكانت كطعنة خنجر مسموم بظهر الشعب الكردستاني وقوات البيشمركة فكنا نعلم بأن هناك خطط لمهاجمة كركوك حتى لو لم يحصل الاستفتاء إلا ان هذه الخيانة الكبيرة ادت الى انهيار معنويات البيشمركة والشعب الكردستاني".

واوضح بالقول "ما لم نتوقعه ان يقوم الذين تسميهم اميركا بالإرهابيين بمهاجمة الشعب الكردستاني بإستخدام دبابات ابرامز الاميركية وهنا نسأل اميركا هل هي معاقبة جماعية للشعب الكردستاني ام محاولة اخرى لتسجيل قتل عام وانفال اخرى في كردستان فقد انغرت الحكومة في بغداد كثيرا والدليل ان قواتنا في البيشمركة قد انسحبت من المناطق لوقف سقوط قتلى إلا ان القوات العراقية وخصوصا الحشد الشعبي يجتاز الحدود ولا يحترمها واصابه الغرور وكل ما يحدث الان هو لكسر هيبة الشعب الكردستاني وليس من اجل فرض الدستور وانا اسألهم هل يوافق الدستور على استخدام القوة والسلاح ضد الشعب!".

وشدد بارزاني "اقول للحكومة في بغداد إذا كانت نيتكم هي تطبيق الدستور فنحن مستعدون للحوار وحلحلة المشاكل واذا كنتم تريدون كسر هيبة ومس كرامة الشعب الكردستاني وفرض ارادتكم بالقوة فأن اؤكد لكم بأننا على استعداد بأن نضحي بحياتنا وان لا نسمح لأي أحد بمس كرامتنا ولأخر نفس فينا فقد حاولت البيشمركة ان تتفادى المعارك وسفك الدماء إلا ان تجاوزات الحشد في الايام القليلة الماضية دفعت البيشمركة الى المقاومة واندلاع اشتباكات في مخمور والمناطق الاخرى وسقوط ضحايا".

وقال بارزاني في آخر كلمة له باعتباره رئيسا للاقليم "انا كمسعود البارزاني سأبقى بيشمركة وادافع عن حقوق شعبي ومكتسباته وسأستمر في خدمته والبيشمركة لدي اعلى من جميع المناصب وسأكون مع شعبي دائما وادعو جميع الشعب الكردستاني للإتحاد وتوحيد الصفوف".

اطلاق نار بمبنى اقليم كردستان اثر اقتحامه

واثر ذلك اقتحم مؤيدون لبارزاني مبنى برلمان كردستان في اربيل واعتدوا على بعض النواب من كتلة التغيير وكوادر القنوات الفضائية فيما سمع دوي اطلاق رصاص رجال الامن من داخله.

وعبر رئيس البرلمان يوسف محمد عن اسفه أسفه لقيام من وصفهم بالبلطجية والفوضويون وبتشجيع حزبي بمهاجمة مبنى البرلمان بدون أية عوائق أمنية وقامت بالإعتداء على البرلمانيين والصحافيين".

واضاف محمد في بيان أن "هذه المجموعة تحاول الإعتداء على السلطة التشريعية وتشويه وجه إقليم كردستان أمام المجتمع الدولي وأصدقائنا"، محملا "المهاجمين مسؤولية الحفاظ على حياة البرلمانيين والصحفيين والموظفين داخل مبنى البرلمان".

ومن جانبها، وصفت رئيسة كتلة التغيير البرلمانية سروة عبد الواحد اقتحام البرلمان بانه عمل ارهابي بامتياز يتحمله كمسؤولية اخلاقية وتأريخية الحزب الديمقراطي الكردستاني وحليفه الاتحاد الوطني الكردستاني وهو هتك وتدمير لمؤسسة شرعية في الاقليم يمثل فيه شخوص يدعون انهم ممثلو الشعب الكردي ولكنهم ابعد ما يكونوا عن أهداف المورد الحقيقية.

ودعت عبد الواحد في بيان "الرأي العام في العراق والعالم الى الوقوف بوجه طغاة وضعوا أنفسهم أوصياء على الكرد وكردستان وأوقعوا شعبنا الكردي الأمن في نكسة قل مثيلها في التأريخ ومن اجل الاستمرار في مناصبهم التي أصبحت وسيلة للسرقة والغدر والعدوان على امتنا الكردية مثل هؤلاء لا يتوانون على الاعتداء على الحرمات في اربيل".

وطالبت المنظمات الدولية والعراقية الداعمة للحريات وحقوق الانسان بكشف الاعتداءات المستمرة التي تقدم عليها السلطة في اربيل ضد البرلمانيين والاعلاميين والمواطنين بشكل عام".

وفي وقت سابق اليوم اعلن بارزاني رسميا انه سيتحى عن رئاسة اقليم كردستان الاربعاء المقبل رافضا التمديد لولايته رئيسا لاقليم كردستان التي تنهتي في الاول من الشهر المقبل.

وقال بارزاني في نص رسالة الى البرلمان "بالنسبة لمنصب رئيس الاقليم فإنني أرفض استمراري في المنصب بدءا من مطلع الشهر المقبل ولا يجوز تعديل قانون رئاسة الاقليم ولا يجوز تمديد عمر رئاسة الاقليم، يجب ان تعقدوا اجتماعا بأسرع وقت وحل المسألة من أجل الا يحدث فراغ قانوني في مهام وسلطات رئيس الإقليم وسأبقى أنا كبيشمركة".

وانتهت ولاية بارزاني الذي يعد اول رئيس للاقليم عام 2013 وتم تمديد فترته الرئاسية عامين بسبب الحرب ضد تنظيم داعش الذي احتل اراض واسعة من العراق في صيف عام 2014.