بنغازي: عثر على 36 جثة لاشخاص اعدموا بالرصاص قرب بنغازي في شرق ليبيا يشتبه في انتمائهم الى جماعات جهادية مسلحة، حسب ما أفاد مسؤول أمني الأحد.

وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه إن الجثث عثر عليها في منطقة الأبيار (نحو 70 كلم جنوب شرق بنغازي) وتعود على الارجح الى "جهاديين"، بينهم 19 أجنبيا من جنسيات مختلفة. 

بدورها، دانت بعثة الامم المتحدة في ليبيا "بأشد العبارات الجريمة البشعة التي أدت إلى مقتل 36 شخص على الاقل". ودعت البعثة الى "إجراء تحقيق فوري لجلب الجناة للعدالة". 

وأمر المشير خليفة حفتر الرجل القوي في شرق البلاد وقائد "الجيش الوطني الليبي" المدعي العام العسكري بفتح تحقيق فوري في الحادث، حسب ما ذكرت وكالة أنباء لانا الموالية له. 

وفي طرابلس، دانت حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، "الجريمة الشنيعة والعمل المروع"، مشيرة إلى أنها ستفتح تحقيقا هي الأخرى. واتُهم مقاتلون في الجيش الوطني الليبي الذي يقوده حفتر في وقت سابق بتنفيذ اعدامات بحق "جهاديين" معتقلين. 

وأوضحت وكالة لانا أن التحقيق الذي أمر به حفتر يستهدف الكشف إذا ما كان القتلى معتقلين لدى قتلهم. وفي اغسطس الفائت، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بتهمة ارتكاب جرائم حرب بحق عسكري ليبي رفيع، يقود كتيبة تدعم قوات المشير خليفة حفتر، للاشتباه في تورطه في مقتل 33 شخصا في مدينة بنغازي.

صدرت المذكرة بحق محمود مصطفى بوسيف الورفلي القيادي البارز في "قوات الصاعقة"، وهي وحدة خاصة انشقت عن الجيش الليبي في أعقاب الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق معمر القذافي عام 2011. 

منذ ذلك الحين، تقاتل الصاعقة إلى جانب القوات الموالية لحفتر في بنغازي التي تم "تحريرها" بشكل كامل من "الجهاديين" أخيرًا بعد أكثر من ثلاث سنوات من المعارك الدامية. وتقول المحكمة إن الورفلي "مسؤول عن عمليات قتل هي بمثابة جريمة حرب في إطار النزاع المسلح في ليبيا". فيما تقول قوات حفتر إن الورفلي معتقل لديها بالفعل، وسيحاكم أمام محكمة عسكرية. 

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تسود الفوضى ليبيا وتتنازع السلطة فيها حكومتان: حكومة الوفاق المدعومة من المجتمع الدولي والتي مقرها في طرابلس، وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها حفتر.