الرباط: أكد اجتماع وزراء الخارجية ورؤساء هيئات الأركان العامة للدول الأعضاء في التحالف لدعم الشرعية في اليمن، المنعقد الأحد بالرياض، "عزم دول التحالف على التصدي للممارسات العدائية للمليشيات الانقلابية والوقوف مع الشرعية اليمنية، ومع أمن واستقرار اليمن ووحدة أراضيه".

وأكد البيان الختامي للاجتماع، الذي مثل فيه المغرب بوفد يقوده السفير الكاتب العام (وكيل) لوزارة الخارجية والتعاون الدولي، محمد علي الأزرق، "الحرص على حماية اليمنيين من الانتهاكات المتواصلة من قبل المليشيات الانقلابية، والعمل على مواجهة تنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى، وصون أمن دول المنطقة واستقرارها".

وأعرب المجتمعون عن إدانتهم الشديدة "للدور السلبي الذي تلعبه إيران في دعم مليشيا الانقلابيين، ومدهم بالأسلحة والذخائر والصواريخ الباليستية والألغام في انتهاك صارخ لقرار مجلس الأمن رقم 2216"، محملين النظام الإيراني "مسؤولية العبث بأمن المنطقة".

كما نددوا بـ"الانتهاكات السافرة لمليشيا الانقلابيين لحرمة المقدسات الإسلامية باستهدافها قبلة المسلمين بمكة المكرمة، إضافة إلى ما تقوم به من ممارسات إجرامية، من قبيل استخدام الأطفال في النزاع المسلح وتدريبهم وضمهم إلى صفوفها وفرض حصار على المدن ونهب للمساعدات الإنسانية مما أدى إلى انتشار الأوبئة والمجاعة".

وشدد المشاركون في الاجتماع على أن "تحرك دول التحالف سياسيا وعسكريا جاء تلبية لنداء الحكومة اليمنية الشرعية ممثلة في الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ضد مليشيا الانقلابيين الذين قاموا بانقلاب عسكري لاختطاف الدولة اليمنية واحتلالهم للعاصمة صنعاء وانسجاما مع قرار مجلس الأمن 2216".

وأدان المجتمعون "ما تقوم به مليشيا الانقلابيين من قتل للشعب اليمني وتعريضه للجوع والخوف والمرض والعبث بمقدرات الشعب اليمني، وتهديدهم لأمن واستقرار دول المنطقة وكذا الملاحة البحرية في باب المندب الذي يعد من أهم المعابر المائية في العالم، مؤكدين أيضا أن العمليات العسكرية للتحالف "منضبطة ومتماشية مع القوانين الدولية المتعارف عليها بما في ذلك القانون الدولي الإنساني".

السفير محمد علي الازرق وكيل الخارجية المغربية يلقي كلمة بلاده في اجتماع الرياض

وعبر الاجتماع عن "رفضه لما تضمنه تقرير الأمين العام للأمم المتحدة السنوي المتعلق بالأطفال في النزاع المسلح الصادر في 6 أكتوبر الماضي، من معلومات وبيانات غير صحيحة في أجزاء منه، وتحفظهم الشديد على تلك المعلومات والبيانات"، داعيا الأمم المتحدة "لمراجعة آليات وأدوات التقصي مع الإشادة بالأجزاء التي لم تتعرض للتشويه والتي أنصفت الإجراءات التي اتخذتها دول التحالف لضمان حماية المدنيين".

وأكد المشاركون على التزام دولهم التام باستمرار تقديم المساعدات الإنسانية الإغاثية للشعب اليمني، معربين عن شكرهم لما قدمته كافة دول التحالف من "شهداء وتضحيات ومساعدات إغاثية وإنسانية سواء بطرق مباشرة وغير مباشرة".

كما عبرت دول التحالف عن تأييدها للجهود التي يبذلها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، استنادًا إلى قرار مجلس الأمن الدولي 2217 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، مع رفضها لفتح أي مسارات موازية تضعف جهود الأمم المتحدة.

واتفق المجتمعون على ضرورة قيام دول التحالف بإبراز رسالتها والاستمرار في كشف المخططات والممارسات الإجرامية التي تقوم بها مليشيا الانقلابيين بدعم من إيران و"حزب الله"، بالإضافة إلى التعبير عن أهمية العمل على إعادة إعمار اليمن، وتثمينها لإنشاء صندوق إعمار هذا البلد والذي تعهدت عدة دول بدعمه.

وكان المغرب قد جدد في كلمة خلال الاجتماع، ألقاها وكيل وزارة الخارجية التزامه بضرورة الحفاظ على سيادة اليمن ووحدته الترابية والوطنية.

وأشار الأزرق إلى أن المغرب يؤكد أهمية مواصلة الجهود الرامية إلى التوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية وفق المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.

كما جدد تضامنه "الموصول مع المملكة العربية السعودية الشقيقة ودعمه الكامل لكافة الإجراءات التي تتخذها في مواجهة كل ما من شأنه استهداف أمنها وسيادتها، والتأكيد على استعداده التام لمساندة السلطات السعودية في درء أي سوء يمس بحرمة البقاع المقدسة والحرمين الشريفين أو يهدد السلم والأمن في المنطقة".

وبدوره، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، خلال الاجتماع أن تحالف دعم الشرعية في اليمن "يزداد إصراراً على إنقاذ اليمن، وتجفيف منابع الإرهاب"، مضيفا أن تصرفات المليشيات الانقلابية في اليمن فرضت الحل العسكري.
وأكد أن "إيران مستمرة في تهريب السلاح لمليشيات الحوثي-صالح، وإفشال الحلول السلمية".

وبخصوص الوضع الإنساني في اليمن، أوضح وزير الخارجية السعودي أن "مليشيا الحوثي وصالح منعت المستشفيات من استقبال المرضى، وحرمت أكثر من 4 ملايين يمني من التعليم، كما جندت أكثر من ألف طفل في صفوفها".

من جهته، قال وزير الخارجية اليمني عبد المالك المخلافي، إن "رسالة التحالف العربي رسالة سلام، وتدخله في اليمن في مارس 2015 جاء لوقف عدوان ميليشيات الحوثي وصالح"، موضحًا أن "ميليشيات الحوثي تنتهك الدستور وتنفذ الأجندة الإيرانية في اليمن".

وأشار في الوقت نفسه إلى أن "70 في المئة من موارد الدولة استولت عليها ميليشيات الحوثي وصالح"، داعيا إلى "ممارسة ضغوط حقيقية وفعالة على إيران التي تزعزع أمن المنطقة".

وناقش المشاركون في الاجتماع تعزيز التكامل والتنسيق لعمليات التحالف الإنسانية والسياسية والعسكرية، لضمان استمرارية تحقيق الأهداف المرسومة للتحالف، بهدف استكمال الحكومة الشرعية بسط سيادتها على كافة الأراضي اليمنية في إطار وحدة اليمن الوطنية واستقلاله وسيادته.
وبحث المجتمعون أيضًا متطلبات المرحلة المقبلة للتحالف، وجهود مختلف الأطراف المشاركة، بالإضافة إلى دوره في تعزيز الأمن والسلم في المنطقة والعالم، من خلال التصدي للتهديدات والحفاظ على سلامة الممرات الدولية، ومنع التدخلات الإيرانية في دول المنطقة.