«إيلاف» من بيروت: هل استعجل رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري على توقيع مرسوم تعيين سفير جديد للبنان لدى سوريا، في ظل المقاطعة العربية الشاملة للنظام السوري والداعية لعزل رئيسه بشار الأسد وأركانه؟

وهل تكون هذه الخطوة في إطار الضغوطات التي يمارسها حزب الله على الحكومة اللبنانيّة، وذلك من خلال سعيه للتطبيع الكامل مع النظام السوري الذي سيحاول استثمار ما جرى للدفع باتجاه إعادة العلاقات كاملة مع لبنان والاعتراف بشرعيته، في إطار جهوده للخروج من الحصار العربي والدولي المفروض عليه؟

إذ يستعد السفير اللبناني المعيّن في دمشق سعد زخيا، لتسلم مهماته بداية نوفمبر المقبل بعدما وقع مرسوم تعيينه رئيسا الجمهورية والحكومة ميشال عون وسعد الحريري الذي وصف في تغريدة له السبت الماضي "المزايدة على مدى وقوفي ضد نظام الأسد" بأنها "مزايدة رخيصة"، مؤكدًا "أن وجود سفارة لبنانية في سوريا تأكيد على استقلالنا وسيادتنا".

استغراب

واستغربت دوائر القصر الجمهوري الضجة التي أثارها البعض حول تعيين زخيا، مشيرة إلى أن المرسوم الخاص به هو الترجمة الفعلية لقرار مجلس الوزراء بتعيين السفراء الجدد في مختلف الدول، ومرسومه كبقية المراسيم الخاصة التي وزّعت السفراء على الدول العربية والغربية كافة.

رتبة الممثل اللبناني

في هذا الصدد، يقول النائب السابق الدكتور فارس سعيد "لقد انتزع لبنان بفضل انتفاضة الاستقلال مطلبًا تاريخيًا تمثل باعتراف سوريا بنهائية الكيان اللبناني وبالتمثيل الديبلوماسي المشترك بين لبنان وسوريا عام 2008، وهذا إنجاز وطني حققته انتفاضة الاستقلال ويُضاف إلى سجلها الناصع البياض.

رتبة الممثل

ويضيف:" اليوم يجب ألا نضيع هذا الانجاز، وبالتالي علينا أن نبقي سفارة لبنان في سوريا قائمة، إنما الاعتراض على رتبة الممثل اللبناني في سوريا. ويتابع:"طالما أن هناك نظامًا قاتلاً ومتهمًا بتفجير مساجد وكنائس وقتل شخصيات لبنانية ومواطنين أبرياء، كان من الأجدى أن نبقي التمثيل على مستوى سكرتير أو سكرتير أول وعدم ترقية من يمثّل لبنان الى رتبة سفير.

القوات اللبنانية

كما استغربت مصادر "القوات اللبنانية" ما اعتبرته "الإلحاح والسرعة والاضطرار في تعيين سفير لبناني في سوريا رغم أن لا حياة سياسيّة في سوريا، ووجود آراء عدة في لبنان وعضوية سوريا في الجامعة العربية معلّقة وسوريا مشلّعة بين مجموعات متقاتلة".

تحفظ

وذكرت مصادر القوات اللبنانية إنه "على الرغم من تحفّظنا عن السرعة، وإذا افترضنا أن هذا الإجراء تم من قبيل الروتين، فلا نقبل إطلاقًا أن يقدم أوراق اعتماده لبشار الأسد في إهانة إلى الشعب اللبناني والقضاء اللبناني والأسرة العربية، فيما يفترض بالسفير المعين أن يتابع الملف السوري، علمًا ان لا شيء يستدعي المتابعة، من لبنان أسوة بالدول الغربية التي حافظت على تمثيلها الديبلوماسي، ولكن من دون تقديم أوراق اعتماد وتتابع الملف السوري من بلادها". وتؤكد المصادر القواتية بأنها لا تقبل أبدًا بتقديم السفير المعيّن أوراق اعتماده للرئيس السوري بشار الأسد.