مراكش: في سابقة من نوعها، خرجت نساء أغلبهن ربات بيوت بجماعة حربيل التابعة لمدينة مراكش (منطقة شبه قروية)، في مسيرة احتجاجية جابت شوارع المنطقة يطالبن من خلالها بتوفير المرافق والخدمات الإجتماعية. 

انعدام الإنارة العمومية بالشوارع وغياب المرافق الإجتماعية (حمام عمومي، رياض للأطفال، حدائق، أندية نسوية…)، كلها مطالب أخرجت عشرات النساء من بيوتهن للمطالبة بتوفير الخدمات، في غياب تام لرجال المنطقة، حيث مشت النساء من حي «السعادة» بنطقة تامنصورت، وهن يجبن الشوارع مشيا على الأقدام ويرددن شعارات تندد بغياب المرافق و بتعرض بناتهن لعمليات السطو على ممتلكاتهن من قبل منحرفين، بسبب انعدام الإنارة العمومية بجل شوارع الحي. 

وقالت إحدى المحتجات ل "إيلاف المغرب" وهي أرملة تعيش لوحدها بعد أن انتقلت ابنتها للعيش مع زوجها في بيت مستقل، إن فكرة تنظيم مسيرة احتجاجية جاءت بعد أن استنفد سكان المنطقة جميع الوسائل، من بينها أنهم توجهوا غير ما مرة للمسؤولين (باشا وقائد المنطقة) من أجل الإلتفاتة لمطالبهم دون أن يتحقق شيء.

وأضافت المتحدثة أن النساء ضقن ذرعا بغياب الحمام العمومي، حيث تضطر جلهن لقطع مسافة طويلة من أجل اصطحاب أبنائها للحمام، وهو ما يستلزم مصاريف إضافية، كما أن انعدام الأمن و الإنارة جعل الجريمة تتفشى في الحي بشكل ملفت.

وقالت المحتجات إنهن مستعدات للتصعيد إذا ما تم إغفال مطالبهن من قبل المسؤولين، و أنهن يعتزمن تنظيم مسيرة ثانية حاشدة في اتجاه مكتب الشركة المسؤولة عن المشروع السكني بمراكش، و التي تعهدت في البداية بتوفير كل تلك المرافق، قبل أن يفاجأ السكان بغيابها، كما أن الحمام العمومي الوحيد بالحي، تم إغلاقه بسبب نزاع بين مستثمرين، أحدهما كان قد اشتراه من الآخر، و ما زال ملفه موضوع نزاع قضائي لم يتم الحسم فيه.

من جهته، قال اسماعيل البرهومي رئيس جماعة حربيل ل "إيلاف المغرب" إنه التقى المحتجات واستمع لمطالبهن، و أنه بصدد حل المشاكل التي يعاني منها سكان حي "السعادة"، مؤكدا أن الأشغال المتعلقة بالعناية بالحدائق التي أهملت بعد انسحاب المسؤول عن تدبير شؤون الحي من مهمته، و كذا الإنارة العمومية تمت مباشرتها منذ السبت الماضي و ما زالت مستمرة، فيما الجماعة أعطت ترخيصا لمستثمرين بأحياء مجاورة بتشييد حمامين عمومين يمكن للمحتجات الإستفادة منهما، بحكم أنهما غير بعيدين عن حيهن، في انتظار الحكم القضائي.

وأضاف المسؤول أنه تم تنظيم دوريات أمنية مكونة من عناصر القوات المساعدة و الدرك الملكي، تجوب شوارع المنطقة كل يوم من أجل تفقد أمن السكان.