أبلغ المشتبه به الرئيسي في حادث الدهس الذي أودى بحياة ثمانية أشخاص في نيويورك المحققين الثلاثاء أنه بدأ التخطيط لهذا الهجوم قبل عام.

وقال سيف الله سايبوف، 29 عاما، إنه كان يهدف إلى قتل أكبر عدد ممكن من الناس، وأنه غير نادم على هجومه الذي نفذه مع احتفالات الهالووين.

وقال المهاجر الأوزبكي، الذي يواجه تهمة ارتكاب عمل إرهابي، إنه استلهم أفكار تنظيم الدولة الإسلامية، وإنه قد أصيب برصاص الشرطة في موقع الحادث.

وقد طالب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في تغريدة كتبها بتفعيل عقوبة الإعدام بحق سايبوف.

وتعد التهم الموجه إلى سايبوف فيدرالية، الأمر الذي يعني أنه يمكن للحكومة الفيدرالية تجاوز حظر عقوبة الإعدام في ولاية نيويورك.

ما الذي يقوله المشتبه به؟

مشهد الهجوم في نيويورك
Reuters
هاجم المشتبه به بشاحنة المارة وراكبي دراجات هوائية في ممر للدراجات الهوائية في منهاتن بمدينة نيويورك

مثل سايبوف أمام المحكمة وهو على كرسي متحرك بعد نحو 24 ساعة من دهسه لمارة وراكبي دراجات هوائية في ممر للدرجات الهوائية في منهاتن الثلاثاء.

وقتل 6 أشخاص في موقع الحادث كما توفي اثنان في المستشفى لاحقا، وجرح 12 شخصا، أربعة منهم في حالة حرجة.

ويقول المحققون إن سايبوف تحدث بحرية وبشكل طوعي إليهم متجاوزا حقه في تجنب تجريم الذات وعدم الرد على أسئلتهم خلال فترة اعتقاله.

ووفقا لما ورد في أوراق المحكمة الفيدرالية، قال سايبوف :

  • إنه يخطط للهجوم منذ سنة وقد تدرب على الهجوم باستخدام شاحنة مستأجرة الشهر الماضي.
  • اختار احتفالات الهالووين عن قصد لأنه يعتقد أن الشوارع ستكون مزدحمة بالناس خلالها.
  • وكذلك خطط منذ البداية لاستهداف جسر بروكلين في نيويورك.
  • أراد وضع علم تنظيم الدولة الإسلامية على الشاحنة، لكنه قرر في النهاية أن يتجنب لفت الانتباه إليه.
  • لقد استلهم نحو 90 رسما تخطيطيا ومقاطع فيديو عنيفة من دعاية التنظيم وجدت في هاتفه النقال على وجه الخصوص، يظهر في أحدها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي يطالب المسلمين بالثأر لمن يقتلون في العراق.

وقد اتهم سايبوف بتقديم دعم وموارد لتنظيم الدولة الإسلامية، فضلا عن تهمة ارتكاب فعل عنف وتدمير سيارات وعجلات.

وقال نائب رئيس شرطة نيويورك، جون ميلر، إنه يبدو أن المشتبه به "قد اتبع حرفيا تقريبا تعليمات تنظيم الدولة الإسلامية لكيفية تنفيذ مثل هذا الهجوم".

ويقول مكتب التحقيقات الفيدرالي إنه شخص رجلا أوزبكيا آخر، يبلغ من العمر 23 عاما ويدعى مخمدزور قادروف، وقد طُلب للاستجواب بشأن صلته بالهجوم.

من هو المشتبه به؟

أفادت تقارير أن سيف الله سايبوف كان يعيش في تامبا في ولاية فلوريدا قبل انتقاله إلى باترسون في نيو جرسي.

مثل سايبوف أمام المحكمة على كرسي متحرك
Reuters
مثل سايبوف أمام المحكمة على كرسي متحرك

ووصل سايبوف المولود في اوزبكستان عام 1988 إلى الولايات المتحدة عام 2010 وحصل على إقامة قانونية في الولايات المتحدة، وأكدت شركة أوبر للنقل أنه كان يعمل معها كسائق سيارة أجرة.

ونقلت شبكة سي بي أس الإخبارية عن مصادر استخبارية قولها إنه كان معروفا للسلطات بعد ورود اسمه مرتبطا بعدد من الأشخاص كانوا يخضعون لتحقيق من وحدة مكافحة الإرهاب في مكتب التحقيقات الفيدرالي في عام 2015.

وتقول المصادر إنه كانت لديه بعض الصلات مع أشخاص يعدون متطرفين، وكان واحدا منهم على الأقل من أوزبكستان. ولم يتوضح بعد هل تم استجواب هؤلاء داخل الولايات المتحدة أم خارجها.

ولا يعرف هل استجوب مكتب التحقيقات حينها سايبوف، الذي لم يكن في بؤرة التحقيق الذي كان يجريه.

وأعلن المدون والناشط الأوزبكي ميرأحمد مامينوف المقيم في الولايات المتحدة إن سايبوف متزوج ولديه ثلاثة أطفال وأصبح عدوانيا بعد اعتناقه الأفكار المتطرفة بعد وصوله إلى الولايات المتحدة.

وأضاف أن "تعلميه متواضع ولم يكن مطلعاً على القرآن قبل وصوله إلى هنا. في البداية كان شخصا عاديا، لكن عندما عجز عن الحصول على فرصة عمل كسائق أصبح مكتئبا وانقطع عن الجالية الاوزبيكية هنا وسيطر عليه شعور بالغضب والكراهية".

"وبسبب الافكار المتطرفة التي اعتنقها كان يدخل في نقاشات عنيفة مع باقي أفراد الجالية هنا ورحل إثرها إلى فلوريدا فانقطعت صلتنا منذ ذلك الوقت" حسب قوله.

ماهي ردود الفعل؟

كثفت شرطة نيويورك من حضورها في مرافق النقل العامة، وسينشر المزيد من رجال الأمن ببدلاتهم الرسمية أو بأزياء مدنية خلال مارثون نيويورك الأحد.

وقال الرئيس ترامب إنه سيتخذ خطوات لإنهاء البرنامج الذي سمح المشتبه به إلى البلاد في إطار منظومة الهجرة.

خريطة توضح موقع الهجوم
BBC

بيد أن الرئيس الأمريكي تراجع الخميس عن دعوته السابقة لإرسال المشتبه به إلى معتقل غوانتنامو في كوبا، مشيرا إلى أن ذلك قد يستغرق وقتا طويلا جدا.

وتقول الإدارة الأمريكية إنها لا تستبعد إضافة أوزبكستان إلى قائمة البلدان التي يقترح ترامب منع قدوم المسافرين منها إلى الولايات المتحدة.

وحيا كل من عمدة مدينة نيويورك وحاكم ولاية نيويورك مرونة سكان الولاية في التعامل مع الهجوم، وحضا الناس على عدم "تسيس" المأساة التي أودت بحياة ثمانية أشخاص.

واقترح حاكم الولاية أندرو كومو وعمدة المدينة بيل دي بلاسيو فرض قوانين مشددة لتنظيم حيازة الأسلحة في الولاية بما يضمن عدم وقوعها في أيدي الارهابيين.

كيف تكشف الهجوم؟

استأجر المهاجم شاحنة من فرع شركة لتأجير السيارات في نيوجرسي بعد ظهر الثلاثاء قبل أن يسوقها متجها إلى مدينة نيويورك ويدخل ممرا مخصصا لمسير الدراجات الهوائية، بحسب الشرطة.

وأظهرت كاميرات الفيديو شاحنة تسير بسرعة كبيرة جدا مستهدفة سائقي الدراجات والمارة.

وبعد اصطدام الشاحنة بحافلة لنقل طلبة المدارس، ترجل سائقها ولوح على ما يبدو بسلاحين.

وقد أطلق شرطي من شرطة نيويورك، نبهه شهود عيان إلى الهجوم، النار على سايبوف وأصابه بجراح في موقع الحادث.

وقد صادرت الشرطة سكينا ومسدسا من موقع الحادث.

وعد هذا الهجوم أكثر هجوم إرهابي دموية تشهده المدينة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.

من هم الضحايا؟

كان من بين الضحايا مجموعة من الارجنتينيين كانوا يحتفلون بالذكرى الثلاثين لتخرجهم من الجامعة.

كان من بين الضحايا مجموعة من الارجنتينيين جاءوا الى نيويورك للاحتفال بالذكرى الثلاثين لتخرجهم من الجامعة
AFP
كان من بين الضحايا مجموعة من الارجنتينيين جاءوا الى نيويورك للاحتفال بالذكرى الثلاثين لتخرجهم من الجامعة

وقد قتل خمسة منهم حسب وزارة الخارجية الارجنتينية. وذكرت وسائل الإعلام المحلية إن الخمسة كانوا ضمن مجموعة من 10 أصدقاء، أعمارهم بين 48 و49 عاما، سافروا إلى نيويورك للاحتفال بذكرى تخرجهم على حساب واحد منهم يملك شركة لصناعة الحديد.

وذكر مسؤولون بلجيكيون أن مواطنة بلجيكية من بعمر 31 عاما من مدينة ستادن بمقاطعة الفلاندرز كانت من بين القتلى، فضلا عن ثلاثة جرحى آخرين.

كما قتل في الحادث مواطنان أمريكيان أيضا أحدهما بعمر 32 عاما والآخر 23 عاما.