وسط تهديدات واتهامات متبادلة بالدفع إلى القتال، استأنفت بغداد وأربيل مفاوضاتهما العسكرية للبحث في مقترحات جديدة تتعلق بانتشار القوات العراقية في مناطق تسيطر عليها قوات البيشمركة الكردية في شمال العراق وذلك برعاية أميركية.. فيما حذرت السفارة الأميركية في العراق مواطنيها في البلاد من تهديد بهجوم إرهابي ضد مول بغداد وسط العاصمة ودعتهم إلى عدم ارتياده.

إيلاف من لندن: بدأ وفدان عسكريان من القوات العراقية وآخر من وزارة البيشمركة الكردية مساء أمس اجتماعاً في مدينة الموصل للتفاوض بشأن انتشار القوات العراقية في المناطق المتنازع عليها بين اربيل وبغداد وذلك برعاية أميركية.

ويناقش الاجتماع خارطة طريق اقترحتها البيشمركة على الحكومة الاتحادية لتسوية الازمة بين بغداد وأربيل تقضي بوقف إطلاق النار على جميع الجبهات واستمرار التعاون الأمني والعسكري بين قوات البيشمركة والجيش العراقي في الحرب ضد تنظيم داعش والدفع بقوات مشتركة إلى جميع المناطق المتنازع عليها حتى يتم تطبيق نصوص المواد الدستورية المتعلقة بهذه المناطق والبدء بمحادثات سياسية وتكوين لجان إدارية وقضائية وعسكرية في معبر فيشخابور مع تركيا بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بما يتوافق مع الدستور العراقي، اضافة إلى نشر قوات من البيشمركة والجيش العراقي وممثلين للتحالف الدولي في فيشخابور بصورة موقتة حتى يتم التوصل إلى اتفاق بما يتوافق مع الدستور العراقي. 

واستبعدت مصادر عراقية تحدثت معها "إيلاف" موافقة وفد السلطات الاتحادية على بنود هذا المقترح، لانها تتعارض مع شروط بغداد القاضية بإلغاء الاستفتاء الكردي على الانفصال ونتائجه، اضافة إلى أنّ نشر قوات مشتركة في المناطق المتنازع عليها يعني عودة البيشمركة اليها بعد انسحابها منها امام تقدم القوات العراقية في 16 من الشهر الماضي.

وكانت قيادة العمليات المشتركة للقوات العراقية قد أيدت فيه تأكيد العبادي عن تراجع الاكراد عن مسودة اتفاق مع قوات بغداد، وقالت إن هذا "لعب بالوقت"... موضحة ان الإقليم يقوم طوال فترة التفاوض بتحريك قواته وبناء دفاعات جديدة لعرقلة انتشار القوات الاتحادية وتسبب خسائر لها. 

كما اتهمت القوات العراقية حكومة كردستان بتأخير تسليم السيطرة على الحدود وباستغلال المحادثات للتسويف من أجل تعزيز الدفاعات الكردية وتهديدها باستئناف العمليات للسيطرة على الأراضي الخاضعة للأكراد. 

وبدأ الطرفان عملية تفاوض إثر هدنة أعلنتها بغداد الجمعة الماضي غداة معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمدفعية بينهما.

وشنت الحكومة المركزية في بغداد حملة على الأكراد منذ أن أجرت حكومة إقليم كردستان العراق استفتاء على الاستقلال يوم 25 سبتمبر الماضي اعتبرته بغداد غير قانوني. واجتاحت قوات الحكومة المركزية مناطق يسيطر عليها الأكراد وطالبت بالسيطرة على كل نقاط التفتيش الحدودية بما فيها الحدود التركية التي كان الأكراد يسيطرون عليها منذ عهد النظام السابق. 

السفارة الأميركية تحذر من عملية ارهابية في أكبر المراكز التجارية في بغداد

إلى ذلك، حذرت السفارة الأميركية في العراق مواطنيها في البلاد من تهديد بهجوم إرهابي على مول بغداد أكبر وأحدث المراكز التجارية بمنطقة الحارثية المحاذية للمنطقة الخضراء وسط العاصمة ودعتهم إلى عدم ارتياد المول.

وقالت السفارة في بيان مساء امس إن "بعثة الولايات المتحدة في العراق تلقت معلومات موثوقة عن تهديد مفاده بأن مول بغداد قد يكون هدفاً لهجوم ارهابي، لذا ننصح مواطني الولايات المتحدة بتجنب ارتياد المول". 

وأشارت إلى أنّه "من باب التذكير يجب على مواطني الولايات المتحدة المحافظة على درجة عالية من الوعي الأمني واتخاذ التدابير المناسبة لتعزيز أمنهم الشخصي في جميع الأوقات خلال اقامتهم وعملهم في العراق".

وحذرت السفارة من أن "مواطني الولايات المتحدة في العراق لا يزالون معرضين بشدة لخطر الاختطاف والعنف المرتبط بالإرهاب".

ويقع مول بغداد الذي يعتبر احدث وأكبر المراكز التجارية في العاصمة في منقطة الحارثية المحاذية للمنطقة الخضراء التي تضم مقرات الرئاسات العراقية وبعض الوزارات وعدداً من السفارات الاجنبية بينها الأميركية والبريطانية والفرنسية وجرى افتتاحه في أغسطس الماضي في احتفال كبير حضره الآلاف من المواطنين. ويضم المول مركزًا تجاريًا وفندقًا فخمًا ومتاجر حديثة تستقطب آلاف الزائرين يوميًا من أحياء بغداد المختلفة والمدن القريبة من العاصمة. 

والثلاثاء الماضي، حذر رئيس الوزراء حيدر العبادي من عمليات "ارهابية جبانة" خلال زيارة اربعينية الامام الحسين التي يحييها ملايين المسلمين ذكراها في مدينة كربلاء جنوب بغداد.. وقال اننا "بحاجة إلى الحذر والوعي خلال زيارة الأربعين".. محذراً من " قيام الارهاب بعمليات جبانة خلال الزيارة". وأضاف العبادي انه "مازالت هناك مشاكل تجنيد الارهابيين وفكرهم المنحرف".. مؤكداً ان "القوات الامنية اتمت استعدادها لحماية الزيارة الاربعينية".